"جئناكم بالعنف".. هكذا رفعت جماعة الإخوان هذا الشعار فى وجه الشعب المصرى، منذ عزل محمد مرسى، إذ دشنت حركات عنف مسلحة، وخلايا نوعية، تتبنى العمليات الإرهابية التى تشهدها القاهرة ومحافظات مصر المختلفة، ليخرج أحد دعاة التطرف من أبناء الجماعة لتحليل هذه العمليات الإرهابية، ويزعم أن السلمية المطلقة ليست من ثوابت الدين.
كتب مجدى شلش، القيادى البارز بجماعة الإخوان، وعضو اللجنة الإدارية العليا للتنظيم، مقالاً بقلمٍ مسموم، زعم فيه أن الاعتماد على السلمية المطلقة يهدم الدين!، وطالب الإخوان بممارسة القمع مثلما فعل الرئيس التركى أردوغان مع معارضيه.
وقال "شلش" فى مقاله: "مسألة السلمية المطلقة قد يكون لها بعض الوجاهة من الناحية الشرعية فى زمن معين، لكنها ليست من ثوابت الدين أبدًا"، بل ودعا عناصر الإخوان للرد على دول العالم أجمع؛ فى محاولة لانتهاج استراتيجية تنظيم "داعش" اللامركزية فى تنفيذ العمليات الإرهابية واستهداف الدول وأمنها القومى.
ودعا القيادى الإخوانى، بأن يتبع التنظيم سياسة أردوغان فى تركيا، فى استخدام إجراءات عقابية ضد معارضيه، بل وعدم الاهتمام بالدماء.
فى المقابل، أكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن جماعة الإخوان تزور وتحرف فى الدين وتزعم أن استخدام مصطلح "السلمية" ليس من الإسلام، رغم أن الإسلام جاء من أجل نشر السلام والتسامح والأخوة، وليس العنف والإرهاب كما يحاولون الزعم.
وأضاف "الجندى" فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، أن القيادى الإخوانى يسعى لإيجاد مبرر لنشأة الحركات الإخوانية المسلحة، بل والسعى لإصدار فتاوى تحلل ممارسة شباب الإخوان للعنف وحمل السلاح.
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية: "الله سبحانه وتعالى سمى نفسه السلام، كما أن الدين الإسلامى جاء لنشر السلام على مستوى العالم، وليس لنشر العنف، والرد يكون على من يهاجمنا، ولكن جماعة الإخوان لا تدافع عن نفسها، بل تنشر الإرهاب وتحمل السلاح فى وجه مؤسسات الدولة، وبالتالى فتفسير الإخوان للآيات والأحاديث مزور لا علاقة له بالدين الإسلامى".
وفى ذات السياق قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن تصريحات مجدى شلش تكشف تناقض الإخوان، موضّحًا: "بالنسبة لهم الآن السلمية ليست من الإسلام، ومن قبل قالوا على لسان مرشدهم محمد بديع: سلميتنا أقوى من الرصاص".
وأضاف "المنشاوى"، فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" أن الإخوان يجيدون فن التلون، فلا قواعد ثابتة، ولا فقه شرعى، ومتقلبين فى الآراء حسب الأهواء والمصلحة، وينكرون الشىء إذا كان غيرهم يفعله، بل ويبيحونه لأنفسهم، فآرائهم حمالة أوجه.