فى سقطة أمنية ربما تكون الأولى فى سجل الرئيس الفرنسى الشاب إيمانويل ماكرون ، تعرض 6 أفراد أمن فرنسيين لحادث دهس صباح اليوم أمام أحد معسكرات العاصمة الفرنسية باريس، فى هجوم صنفته الشرطة بـ"المتعمد"، مؤكدة عدم تمكنها من ضبط مرتكبه الذى لاذ بالفرار.
وبعد محاولة الطعن الفاشلة التى وقعت قبل يومين وضبطت الأجهزة الأمنية مرتكبها على الفور دون الجزم بوجود دوافع إرهابية وراءه ، فوجئ الفرنسيون صباح اليوم بحادث دهس دموى أسفر عن إصابة أفراد الأمن الستة ، من بينهم 2 إصابتهم بالغة الخطوة.
يأتى الهجوم قبل انتهاء الرئيس الشاب من الـ100 يوم الأولى داخل قصر الإليزيه، وبعد حالة من الجدل أعقبت قراره بخفض ميزانية وزارة الدفاع 850 مليون يورو ، الأمر الذى اعترض عليه رئيس الأركان بيير دو فيلييه، وتقدم باستقالته مؤكدة استحالة توفير خطط الأمن اللازمة لحماية المواطنين فى ظل هذه الميزانية.
وفى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، صدم شخص لايزال مجهولا بسيارته جنودا فرنسيين وتمكن من إصابة 6 منهم فى ضاحية لوفالوا بيريه، إحدى ضواحى المدينة، وعلى الفور أكدت وزارة الداخلية أن عملية أمنية تجرى حاليا فى المنطقة للبحث عن الجانى وسيارته والوقوف على الأوضاع ومعرفة دوافعه التى من المرجح أن تكون إرهابية، وقالت إدارة شرطة باريس فى تغريدة على تويتر "تتدخل الشرطة فى الوقت الحالى، والبحث جار عن السيارة".
من جانبه، أوضح رئيس بلدية لوفالوا بيريه الفرنسية باتريك بالكانى لقناة "بى إف إم تى فى" التليفزيونية أن السيارة "أسرعت فجأة حين خرج" العسكريون من كتيبتهم ، وبناء على التحقيقات الأولية أعلنت الشرطة "عن "عمل متعمد على ما يبدو"، وكشف رئيس البلدية جرت العملية أمام ثكنة عسكرية وسط المدينة.
وذكر راديو فرنسى أن مركبة صدمت عسكريين مشاركين فى عملية "سانتينيل" لمكافحة الإرهاب، فى ضاحية شمال غرب باريس، ما أدى إلى وقوع ستة جرحى، اثنان منهم إصابتهما بالغة، بحسب ما أعلن المقر العام لشرطة العاصمة الفرنسية.
وفى الوقت الذى التزم فيه ماكرون الصمت ـ حتى كتابة هذه السطور ـ بادرت النخبة الفرنسية ورؤساء الأحزاب المختلفة داخل الدولة الأوروبية بإدانة الحادث وإعلان التضامن الكامل مع الأجهزة الأمنية فى ظل التهديدات التى يواجهونها من تنظيم داعش الإرهابى عبر عناصره التى تسللت بحسب مراقبون إلى القارة الأوروبية من أكثر من شهرين.
وقال النائب الجمهورى اريك كيوتى، عبر حسابه بموقع تويتر،" اعلن تضامنى التام مع كل العسكريين والجنود الذين تعرضوا للحادث"، كما أعلن النائب ذاته عن دعمه لقوات الشرطة الفرنسية فى مهمتها لمواجهة الإرهاب، والبحث عن الجانى.
فيما قال عمدة مدينة نيس الفرنسية كريستيان استروسى، عبر تويتر، "كل الاحترام والتقدير لعسكريين الفرنسيين، ولجميع القوات النظامية التى تعمل فى الأساس على حمايتنا، والذين يعرضون حياتهم للخطر فى سبيلنا".
من جانبه، قال وزير الصحة الأسبق والمنتمى للتيار اليمينى كزافييه برتراند "كل الاحترام والاعتراف بالجميل لرجال العمليات الخاصة الذى يعيشون فى خطر بشكل يومى لحمايتنا".
وخلال ولاية الرئيس السابق فرانسوا هولاند، تعرضت فرنسا للعديد من الهجمات الإرهابية الدامية ما بين دهس وتفجير وحوادث طعن، فى إخفاق أمنى كان سبباً رئيسياً فى عزوف الرئيس السابق عن الترشح لولاية ثانية، بعدما تراجعت شعبيته لمستويات متندية قبل نهاية فترته الرئاسية الأولى والأخيرة.
وتعهد الرئيس الحالى إيمانويل ماكرون قبل وبعد تنصيبه بإحكام قبضة الأمن على أى محاولات لضرب استقرار فرنسا، وحمايتها من التهديدات الإرهابية المحتملة فى ظل الهزائم التى تكبدها تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق، وفرار عناصره إلى الدول الأوروبية.
التكثيف الأمنى بموقع الحادث
الجيش الفرنسى
السيارة التى نفذت حادث الدهس
الشرطة الفرنسية
تواجد الشرطة الفرنسية بالموقع
تواجد الشرطة الفرنسية
جانب من تواجد الشرطة الفرنسية
عناصر الجيش الفرنسى
قوات الجيش الفرنسى
موقع الحادث