تصعيد مفاجئ فى الحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والزعيم الكورى الشمالى كيم حونج أون، يثير إحتمالات متزايدة بإشتعال صراع عسكرى بين البلدين، طالما حذر منه المسئولين الغربيين والخبراء.
ويتخذ الأمر منحنى خطيرا حيث هدد ترامب بشكل صريح لا لبس فيه من إن تهديدات كوريا الشمالية للولايات المتحدة إذا استمرت فإنه سيقابلها بنار وغضب لم يشهده العالم من قبل. وقال للصحفيين فى "نادى ترامب الوطنى للجولف"، فى مدينة بيدمنستر بولاية نيوجيرزى: "من الأفضل لكوريا الشمالية ألا توجه أى تهديدات أخرى للولايات المتحدة، ستُقابل بنار وغضب لم يرهما العالم قط".
وبعدها بساعات عاد الرئيس الأمريكى ليلوح بالترسانة النووية الأمريكية، قائلا فى تغريدة على حسابه بموقع تويتر أنها "أقوى من أى وقت مضى". وقال "كان أول أمر أصدرته كرئيس هو تحديث ترسانتنا النووية. إنها اليوم أقوى وأكثر فعالية من أى وقت مضى"، ثم أضاف "نأمل أن لا نضطر يوما إلى استخدام هذه القوة".
وبينما أثارت هذه التصريحات إستفزاز الزعيم الكورى الشمالى فإنه بيونج يانج سارع نحو إعلان أنها تبحث استهداف مناطق قرب المنشآت العسكرية الاستراتيجية الأمريكية فى جزيرة غوام فى المحيط الهادئ بصواريخ باليستية متوسطة المدى، كما ذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء.
هذه التهديدات المتبادلة أعقبها دعم غربى للولايات المتحدة أشبه بذلك الذى حظى به الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش قبيل غزو العراق لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين، بزعم إمتلاكه أسلحة دمار شامل. على الرغم أن المقارنة ربما لا تكون منصفه بالنظر إلى ما تملكه كوريا الشمالية علانية من صواريخ باليستية ورؤس نووية تمثل تهديدا لجيرانها وللولايات المتحدة.
وأشادت فرنسا، اليوم الأربعاء، بما وصفته أنه "تصميم" الرئيس الأمريكى بعد تهديده كوريا الشمالية "بالغضب والنار" بسبب برنامجها الصاروخى والنووى. وقال المتحدث بإسم الحكومة الفرنسية كريستوف كاستانير بعد اجتماع الحكومة إن "تصميم الرئيس الأمريكى (هو) على أى حال التصميم نفسه الذى كان سيعتمده كل الرؤساء الأمريكيين لأنهم لا يمكن أن يقبلوا بأن يتعرض جزء من أراضيهم لإطلاق صواريخ بالستية نووية".
وأضاف، فى مؤتمر صحفى: "ندعو جميع الأطراف إلى التحلى بالمسئولية" وأضاف أن فرنسا "قلقة" مما يجرى.
ودعت ألمانيا كلا من الصين وروسيا، أن تنصح بيونج يانج بالعدول عن متابعة سياساتها التى قد تؤدى إلى التصعيد فى شبه الجزيرة الكورية بعد إعلان كوريا الشمالية أنها تبحث توجيه ضربة صاروخية إلى جزيرة جوام.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر "هدف الحكومة الألمانية هو تجنب المزيد من التصعيد العسكرى وإنهاء الصراع فى شمال المحيط الهادئ بسلام". مضيفة "الصين وروسيا عليهما مسؤولية خاصة لبذل كل ما فى وسعهما لثنى بيونجيانج عن مسار التصعيد".
غير أن صحيفة نيويورك تايمز رأت أن تهديدات ترامب تحمل لهجة وإيقاع تصريحات الرئيس، الأمريكى السابق هارى ترومان، عند إعلان قصف مدينة هيروشيما اليابانية بقنبلة نووية فى أغسطس من عام 1945، محذرا اليابان بأنها ما لم تستسلم فعليها أن تتوقع مطر من الخراب لم يشهده أحدا على هذه الأرض.
وأضافت الصحيفة أنه ليس واضحا ما الخطوات التى سيتخذها ترامب فعليا ضد كوريا الشمالية، بعد فرض عقوبات إقتصادية دولية جديدة ضدها الأسبوع الماضى، غير أنها نقلت عن مسئولين من الإدارة الأمريكية أن هناك إحتمالات بضربة وقائية، على الرغم من أنها تمثل الملاذ الأخير.
الأجواء فى واشنطن توحى بتمهيد لصراع عسكرى جديد، متأخذه أجواء الغزو الأمريكى للعراق حيث ذهب جورج بوش الأبن ليصور غزو العراق بأنه مهمة إلهية يقوم بها من أجل عالم أفضل، ويستخدم رجال دين لتمرير فكرته مثل القس تشارلز ستانلى، الذى دعا فى إحدى عظاته إلى دعم بوش فى الحرب بإعتباره يقاوم الشر.
وبالمثل فإن القس روبرت جيفريس، المستشار الدينى للرئيس الأمريكى، قال أن دونالد ترامب لديه سلطة أخلاقية للقضاء على الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون.
وأضاف جيفرس فى بيان، بحسب صحيفة واشنطن بوست، الأربعاء، "عندما يتعلق الأمر بكيفية تعاملنا مع الأشرار، فإن الكتاب المقدس، فى سفر رومية، واضح جدا بأن الله قد وهب الحكام السلطة الكاملة لاستخدام كل الوسائل اللازمة - بما فى ذلك الحرب - لوقف الشر".
وتابع القس الإنجيلى قائلا ""فى حالة كوريا الشمالية، فإن الله منح ترامب السلطة للقضاء على كيم جونج أون". وأضاف فى مقابلة هاتفية مع الصحيفة أن بيانه مدفوعات بتصريحات الرئيس ترامب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة