شهد حزب الوفد خلال الفترة الأخيرة عددا من القضايا والملفات الرئيسية، لعل آخرها اجتماع الهيئة العليا لحزب الوفد مؤخرا الذى ترأسه الدكتور السيد البدوى، وهو الاجتماع الذى شهد اختلافا بين عدد من الأعضاء حول كثير من الأمور التنظيمية داخل حزب الوفد، إلا أن هذا الأمر من الواضح أنه لم يمر مرور الكرام للدرجة التى دعت رئيس الحزب يصدر فيه رسالة تحذيرية لأعضاء الهيئة العليا يطالبهم من خلالها بعدم تكرار ما حدث.
وجاء نص رسالة السيد البدوى لأعضاء الهيئة العليا كالتالى:
"السيدات والسادة أعضاء الهيئة العليا".. ترأست بالأمس اجتماع الهيئة العليا للوفد ورغم اننى أشهد اجتماعات الهيئة العليا منذ ما يقرب من ثلاثين عاما وحتى الْيَوْمَ كنت خلالها عضوا بالهيئة العليا وأمينا مساعدا للصندوق فسكرتيرا عاما مساعدا وسكرتيرا عاما وأخيرا رئيسا للحزب إلا أننى لم أشهد طوال هذا التاريخ ما شهدته بالأمس من حوار بائس بين أعضاء أرقى مؤسسه حزبيه والتى من المفترض أن تكون نموذجا وقدوه لأدب الحوار ورقى الاختلاف.. ولعل حرصى الشديد بالأمس على أن أخرج بالاجتماع بأقل قدر من الخسائر بين أعضاء الأسرة الوفديه واتصال بعض القيادات بى قبل الاجتماع يطالبوننى فيه باحتواء الجميع كان له أثرا عكسيا على إدارتى للجلسة وعلى مجريات الاجتماع بل اعترف اننى أتحمل بصفتى مسئولية ما تم من تجاوزات من بعض الحضور كان لا يجب أن تشهدها القاعة التى شهدت أحداثا وحوارات راقية ومواقف وطنية شارك فيها الوفديون كافة.. وبصفتى رئيس الوفد والذى يمثله فى كل شئونه ومن منطلق المسؤلية السياسية اقدم اعتذارى لأعضاء الهيئة العليا سواء من حضر منهم أو من لم يحضر ولكل من استاء مما شهده اجتماع الأمس من تجاوزات.. واعد الجميع أن كان ما شهده الاجتماع يحدث للمرة الأولى إلا أنها سوف تكون بإذن الله المرة الأخيرة طالما كنت رئيسا للوفد.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.. مع خالص تحياتى.. السيد البدوى".
ومن الموضوعات التى أثيرت مؤخرا أيضا فكرة تعديل اللائحة الداخلية لحزب الوفد، حيث أكد الدكتور ياسر حسان، رئيس لجنة الإعلام، أن هناك بعض المواد داخل اللائحة التى تحتاج إلى تعديل من بينها انتخاب السكرتير العام للوفد من خلال الجمعية العمومية للحزب وليس الهيئة العليا.
من جانبه يرى طارق تهامى، سكرتير عام مساعد حزب الوفد، وعضو الهيئة العليا، فى تصريح لــ"اليوم السابع"، أن طرح بعض الزملاء تعديل اللائحة الداخلية فى الوقت الحالى أمر يثير الدهشة فتعديل اللوائح فى النظم السياسية يأتى لهدم النظام "القائم" وبناء نظام سياسى جديد، فى حين أن بيت الأمة يشهد حالة من الاستقرار ولديه مؤسسات منتخبة ديمقراطيا هى الهيئة العليا والمكتب التنفيذى ورئيس الحزب الذى انتخب مرتين نتيجة لهذه اللائحة التى يريد البعض تغييرها فى وقت الريبة وقبل عدة أشهر من إجراء انتخابات رئاسة الحزب.
أضاف تهامى أن ما يحدث الآن هو طرح لتعديل لائحة ديمقراطية لصالح أفكار غير مفهومة تتعلق بانتخاب رئيس الحزب والسكرتير العام فى ورقة واحدة وبالتالى علينا أن نتساءل أولا: "هل هناك جدوى من التعديل وهل سيمنح الوفد مزيدا من الديمقراطية؟ وهل تعديل اللائحة بما يضمن انتخاب الرئيس والسكرتير العام وأمين الصندوق فى ورقة انتخاب واحدة أمر جيد أم سيؤدى بنا إلى سيطرة ثلاثة أشخاص فقط على مقاليد بيت الأمة؟
وتابع: "بالطبع فإن الإجابة ستكون صادمة إذ أن هذا الطرح يضع الوفد فى قبضة ثلاثة شخصيات وهو أمر خطير يستلزم من الوفديين وقفة حقيقية، وحقيقة الأمر أن ما طرحه أحد الزملاء بتأخير انتخابات رئاسة الوفد لمدة عام لتكون فى نفس توقيت انتخاب الهيئة العليا يمثل اقتراح غريب، فلو افترضنا أن هناك قائمتين خاضتا الانتخابات على رأس كل منهما مرشح لرئاسة الحزب ومعه خمسون مرشحا للهيئة العليا وفازت نصف القائمة الأولى مع نصف الثانية فهل بذلك نكون حققنا الاستقرار المزعوم، أم أن أنصار مرشح رئاسة الحزب الذى لم يوفق سيعطلون الرئيس الفائز؟
واستطرد: "هذا الطرح يقسم حزب الوفد لا يوثق الاستقرار بداخله وعلى الجميع أن يعمل العقل لا يجعلنا أن نسير وفق الرغبات الشخصية والحسابات الضيقة فالوفديون دفعوا ثمنا كبيرا للديمقراطية داخل حزبهم وليسوا على استعداد أن يعودوا إلى الوراء مرة أخرى".
وفى نفس السياق، أصدر الوفد قرارا بفصل محمد مبروك بفصل محمد مبروك، عضو الحزب، بسبب ما نسب إليه من اتهام يخص واقعة التلاعب فى بعض أسماء شباب الوفد بمؤتمر شرم الشيخ منذ أشهر.
ورد محمد مبروك فى بيان له على قرار الفصل مؤكدا أن إدارة الوفد الحالية لم يعد لديها أى رصيد أخلاقى يجعلها تنسحب خجلا أو عقلا عن أعمال الإدارة الحزبية العدوانية فبرغم الفشل الذى تكرر فى ترشيحات شباب الوفد فى الإسماعيلية وأسوان والإسكندرية بتمثيل الحزب بشخص أو اثنين على الأكثر لمؤتمرات الشباب الرئاسية، تذكرت قيادة الحزب أن ثمة تلاعب تزعمه أدى إلى مشاركة 20 شابا وفديا قبل 8 شهور من الآن رغم أن البدوى بنفسه كان يتواصل مع قيادة حزب المصريين الأحرار آنذاك لترشيح شباب الوفد.
وأضاف مبروك أن السبب الحقيقى وراء هذا قرار فصله هو انتقاده لمحمد عبدالعليم بعد سفره لأمريكا والصين عن طريق جمعية السادات الممولة أمريكيا على حد زعمه متابعا: "لن أترك قيادات الحزب فى ساحات القضاء حتى عودتى للوفد واستحقاق التعويض المادى والأدبى المناسب عن الضرر الذى لحق بى".
وبسؤال المتحدث باسم الوفد الدكتور محمد فؤاد حول رد الحزب على ما ذكره العضو المفصول قال: "لا تعليق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة