قال الوزير المفوض محمود عفيفى، المتحدث الرسمى باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول الربية اختتم مساء أمس السبت، الزيارة التى قام بها ليوم واحد لدولة العراق، وشهدت لقاءه بكل من رئيس الحكومة السيد حيدر العبادى فى بغداد ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزانى فى اربيل.
وأوضح المتحدث، خلال بيان له اليوم الأحد، أن الأمين العام ناقش مع المسئولين العراقيين أبعاد الاستفتاء المزمع عقده فى إقليم كردستان فى 25 الجارى وتداعياته المُحتملة، سواء على المستوى الوطنى فى العراق أو على مستوى الإقليم العربى ككل، وذلك فى ضوء ما يرتبط بعقده من تعقيدات وما يثيره من تخوفات حول إمكانية تمهيده لانفصال الإقليم من طرف واحد عن الدولة العراقية والتى تمثل محوراً هاماً من محاور الأمن القومى العربي، ومع الأخذ فى الاعتبار التحديات الكبيرة التى يواجهها العراق خلال المرحلة الحالية وعلى رأسها خطر الإرهاب الذى يجسده تنظيم داعش، إضافة إلى التدخلات الخارجية فى الشأن الداخلى العراقى.
وأشار "عفيفى"، إلى أن المسئوليّن أعربا عن ترحيبهما بزيارة الأمين العام وبحرصه على التواصل مع كل منهما فى هذا الموضوع الهام خاصة فى اطار اضطلاعه بدوره المنوط به وفقا لمسؤولياته . وقد استمع الأمين العام لتقدير كل من المسئولين للتطورات المختلفة التى شهدتها الساحة العراقية على مدار الفترة الماضية، وكذا لأبعاد الموقف الحالى بمختلف جوانبه.
وأضاف المتحدث، أن الأمين العام حرص على أن يشير من جانبه إلى أن مسعاه خلال هذه الزيارة يتأسس على ضرورة تكاتف كافة الأطراف للعمل من اجل احتواء الموقف بما من شأنه الحفاظ على وحدة الدولة العراقية وتأمين مصالح كافة أبناء الشعب العراقى، من خلال إعلاء مبدأ المواطنة على المصالح الضيقة لأى طائفة أو جماعة أو فئة بعينها، مع تنويهه إلى خطورة المأزق الحالى فى ظل ما يمكن أن يقود إليه من تداعيات ونتائج سلبية، يتخطى أثرها الإقليم العراقى ليهدد أمن واستقرار المنطقة.
وأشار المتحدث إلى أن الامين العام لمس خلال اللقاءات التى اجراها اتساع هوة الثقة فى العلاقة بين الإقليم والحكومة المركزية، وعبر عن قلقه للجانبين حيال هذا الوضع بالرغم من العلاقات الشخصية الايجابية التى تربط بين القيادات من الجانبين، والتعاون المشترك الذى أفضى الى تحقيق الانتصارات الكبيرة على الاٍرهاب.
ودعا الأمين العام إلى احتواء الخلافات القائمة عبر الحوار، واستنادا لما ينص عليه الدستور العراقى فيما يتعلق بالعلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم، ودعا الطرفين إلى مراجعة شاملة لكافة الموضوعات الخلافية، وصولا إلى أرضية مشتركة وتفاهمات مضمونة تحفظ للعراق وحدته، وبالتالى استقراره وسلامته الإقليمية.
وتابع المتحدث: " الأمين العام دعا إلى قراءة الأوضاع الإقليمية والدولية جيدا وبدقة، محذرا من خطورة الانزلاق إلى أى وضع قد يضر بمصلحة العراقيين عموما، ويهدد السلم الاجتماعى، حال تفاقم الأزمة القائمة، واتخاذ مزيد من الإجراءات التى تقود العراق والمنطقة إلى تداعيات خطيرة.
وأضاف المتحدث، أن الامين العام طرح على المسئولين ضرورة فتح حوار عاجل ومباشر وصريح ومنفتح بين الجانبين، بما يسمح باستعادة الثقة المفقودة، على أن ينطلق هذا الحوار من ثوابت يأتى على رأسها أن المصلحة العليا لكافة مكونات الشعب العراقى هى فى الحفاظ على وحدة الدولة، وأن يكون هناك عمل جاد ومخلص من أجل ترسيخ مفهوم دولة فيدرالية ديمقراطية قوية ومستقرة فى العراق تكفل حماية وتعزيز حقوق كافة أبناء الشعب العراقى بشكل متساو وفِى ظل اعلاء مبدأ سيادة القانون، والإقرار بأن الأكراد هم مكون أصيل من مكونات هذه الدولة لا يجب تهميشه أو تنحية دوره فى إطار الحديث حول مستقبل الدولة العراقية أو أية صيغة للعملية السياسية فى العراق.
وشدد "أبو الغيط" على ضرورة أن يتضمن هذا الحوار مناقشة كافة القضايا العالقة بين الجانبين، والإشكاليات المختلفة التى تشهدها العلاقة بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، مشيرا إلى أهمية البناء فى هذا الخصوص على التعاون القوى الذى قام بين الطرفين وأثمر عن تحرير أجزاء غالية من الأرض العراقية من قبضة تنظيم داعش الإرهابى فى ظل تضحيات كبيرة من جانب العراقيين.
كما أكد الأمين العام للطرفين حرص الجامعة العربية على مصلحة العراق بكافة مكوناته، واستعدادها للقيام بالدور المنوط بها تجاه العراق وشعبه، مشدداً على أهمية إطلاق حوار شامل بين كافة المكونات الطائفية والعرقية والأحزاب السياسية من أجل تهيئة الأجواء قبل الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وتوسيع قاعدة المشاركة فى العملية السياسية، وترسيخ مفهوم المساواة فى المواطنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة