فى الوقت الذى يتراجع فيه تنظيم داعش على الأرض، ظهر اسم حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، من جديد، وفى مقال نشرته دورية "سى تى سى سينشيال" الصادرة عن مركز مكافحة الإرهاب فى ويست بوينت، قالت إن حمزة مستعد ليس فقط لدور قيادى فى تنظيم القاعدة الذى أسسه والده، ولكنه شخصية لديها أفضل وضع لتعيد توحيد الحركة الجهادية العالمية.
وأشار المقال إلى أنه فى الوقت الذى يبحث فيه أنصار داعش عن شعار جديد يحاربون تحت رايته، فإنهم لم يعلنوا ولاءهم لأيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة السابق الذى يرون أنه لا يستحق أن يحمل تراث بن لادن، أما حمزة، وعلى النقيض فهو لا يعانى من أى مصاعب، فنسبه العائلى وزواجه من ابنة قيادى بالقاعدة يعنى أنه سيحظى باحترام كل الجهاديين الذين يتبعون أيديولوجية بن لادن، ومن بينهم مقاتلو داعش.
وكان مراقبون وخبراء تحدثوا لصحيفة "نيوزويك" فى مايو الماضى، قد قالوا إن حمزة بن لادن سيكون منافسًا قويًا لتنظيم داعش، وخطابه الذى وجهه للإرهابيين الذين يريدون مهاجمة الغرب، وقدم خلاله تعليقا صوتيا لفيديو استمر قرابة 10 دقائق، تضمن نصائح "لراغبى الشهادة".
وكتبت ريتا كاتز، مدير مجموعة سايت الاستخاراتية، تغريدة عن انتشار الفيديو، وقالت إنه يأتى فى الذكرى السادسة لعملية اغتيال بن لادن على يد القوات الخاصة الأمريكية، ويعرض الفيديو تغطية إخبارية لردود فعل البعض على الهجمات الإرهابية حول العالم مثل اغتيال السفير الروسى بتركيا فى ديسمبر، بينما يتحدث حمزة عن عمليات "الذئاب المنفردة" المستقبلية.
ولفت الفيديو انتباه العديد من خبراء الإرهاب على تويتر، فقال شيراز ماهر، نائب مدير المركز الدولى لدراسات التطرف أن حمزة بدا وكأنه يشجع على شن هجمات باستخدام شتى الأدوات مثل الحافلة، وهو الأمر الذى تحاشاه والده، بينما كتبت كاتز أن خطاب حمزة كان محاولة أخرى من القاعدة لكسب عقول وقلوب الجهاديين فى ظل منافسة مع داعش.
ولم يكن هذا هو الخطاب الأول لحمزة، ففى يناير الماضى، ذكرت وزارة الخارجية اسمه بقوائم الإرهاب العالمى، وهو ما يعنى أن كل الأمريكيين بشكل عام محظور عليهم العمل معه، وذكرت الوزارة إن الرسالة الصوتية قال فيها حمزة إنه يريد الانتقام لوالده من الغرب.
وفى برنامج لشبكة "سى بى إس" الأمريكية عن القاعدة وحمزة، يقول على صوفان، العميل السابق للإف بى أى، إن حمزة على الأرجح سيسير على خطى والده، ويحظى بدعم بين المتطرفين، مشيرًا إلى أنه كان نموذجًا كلاسيكيًا للقاعدة ولأعضاء التنظيم.
وأضاف صوفان إن حمزة، أصغر أبناء بن لادن، والذى يبلغ من العمر 28 عاما، سيتولى قيادة التنظيم الإرهابى، وفقا لوثائق تم العثور عليها فى مخبأ بن لادن، وفى خطاب كتبه حمزة لوالده قبل تصفيته، أفصح حمزة، بحسب ما قال صوفان، عن عزمه الانتقام من أمريكا والغرب.
وأوضح المحللون - بحسب صحيفة واشنطن بوست - إن القاعدة التى شجعتها انتكاسات داعش فى سوريا والعراق، تعرض التحالف مع أتباع داعش الساخطين وأيضا جحافل المتعاطفين حول العالم، ويبدو أن الترويج لقائد شاب يحمل اسم عائلة تعتبر رمزا فى هذا المجال عنصر أساسى فى محاولات إعادة تقديم القاعدة لنفسها.
ونقلت الصحيفة عن مسئول أمنى بالشرق الأوسط، رفض الكشف عن هويته، قوله إن القاعدة تحاول استخدام الوقت الذى يتعرض فيه داعش لهجوم لتقدم للجهاديين بديلا جديدا، وأضاف متسائلا: ما الذى يمكن أن يكون فعالا أكثر من اسم بن لادن؟".
وتشير واشنطن بوست إلى أن حمزة بن لادن ليس جديدا على عالم الإرهابيين، فتتويجه كقائد إرهابى كان يجرى منذ عام 2015، عندما قدمه زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى فى رسالة بالفيديو باعتباره "أسد من عرين شبكة بن لادن الإرهابية"، لكن فى الأشهر الأخيرة، تم الترويج له كنجم صاعد فى المواقع الموالية للقاعدة، مع بث تسجيلات صوتية له تدعو أتباعه إلى شن هجمات.