أكد رئيس "اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة" الخبير الاستراتيجى أحمد ميزاب أن مصر تعتمد "رؤية أمنية تشاركية" خلال حربها الشرسة على الإرهاب لاجتثاثه من جذوره، وأنها تسير فى الاتجاه الصحيح لتحقيق هدفها للقضاء على هذه الظاهرة الخبيثة.
وقال ميزاب- فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر اليوم الأربعاء، "إن رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى ترتكز على الشمولية لمفهوم الأمن بحيث لا تقتصر على جوانب الأمن والدفاع فحسب، لكنها تمتد لتتضمن أبعادا اجتماعية واقتصادية وثقافية، لاسيما فى ضوء التعامل مع الأمن والاستقرار باعتبارهما هدفا رئيسيا وضروريا لتحقيق التنمية الشاملة والنمو الاقتصادى".
وأضاف:"أتابع ما يقوم به الرئيس السيسى واستمع إلى خطاباته وأدرك أن هناك عملا على المديين المتوسط والبعيد من أجل القضاء على آفة الإرهاب..عندما أحاول قراءة الرؤية الأمنية المصرية ومن خلال السياسة الخارجية للقاهرة أدرك أنها تسير فى السياق الذى تحافظ به على أمنها القومى وأنها تجنبت كثيرا من العثرات وبالتالى هى قادرة على مواجهة هذه الظاهرة واجتثاثها".
وتابع :"الحرب على الإرهاب يجب أن تكون بلا هوادة.. حرب ليس فيها استثنئاءات ومحاربة الإرهاب بقناعة وبإرادة وطنية وبتعويل على القدرات الوطنية وهو ما تفعله مصر"، معتبرا أن مكافحة والقضاء على ظاهرة الإرهاب ليست "ظرفية" وإنما هى مواجهة تعتمد على استراتيجية ومخطط منتظم يهدف إلى القضاء الجذرى عليها والجذور التى تنطلق منها.
واستشهد ميزاب فى هذا الصدد بتجربة الجزائر فى حربها على الإرهاب التى انتهجت أيضا نفس "الرؤية التشاركية" واستطاعت من خلالها أن تمنع تكوين بيئة حاضنة لهذه المجموعات الإجرامية وأن تقطع الطريق عليها حتى أصبحت غير قادرة على التعبئة والترويج لفكرها الإجرامى، مشيرا إلى أن استراتيجية القضاء على الإرهاب تقوم على ثلاث محطات رئيسية هى "منع نمو هذه المجموعات" ثم "اجهاضها" وبعد ذلك "اجتثاثها".
وفيما يتعلق بالملف الليبى، وصف الخبير الإستراتيجى أحمد ميزاب الأزمة الليبية بـ"المعقدة والمتشعبة والمتداخلة من حيث أصولها"، موضحا أن :"الأزمة فى بدايتها وفى مراحلها الأولى لأنه يراد لها أن تكون طويلة المدى حتى يتم من خلالها استهداف الأمن الاقليمى لدول الجوار وبالتحديد وبشكل رئيسى مصر والجزائر.
وقال أن :"ليبيا تحولت إلى سوق مفتوح للسلاح فمنذ بداية الأزمة ونحن نتحدث عن حوالى عشرين مليون قطعة سلاح .. وتحولت ليبيا اليوم إلى قاعدة تجميع المجموعات والخلايا والتنظيمات الإرهابية واعادة توزيعها فى المنطقة لاستهداف أمن واستقرار الدول"، مؤكدا ضرورة التعاطى مع الملف الليبى بجدية أكبر وبسرعة أكثر وأن يبحث الجميع عن حل يحفظ التراب الليبى وسلامة ووحدة الدولة ويتفادى الوقوع فى فخ الحلول العرجاء التى تتولد عنها أزمات متكررة.
وحول ما يعرقل التسوية على الأرض، قال ميزاب :" يعرف الجميع أن الملف الليبى محاط بمجموعة من الألغام التى يجب أن يتم تفكيكها لأنه دون تفكيك هذه الالغام لا يمكن التعاطى مع هذا الملف وسيظل المناخ غير موات لتسوية حقيقية".
وأضاف :"من بين هذه الألغام عودة المقاتلين من بؤر التوتر .. لا أتحدث فقط عن عودة المقاتلين انما أتحدث عن انزال لمقاتلين كانوا ضمن التنظيمات الإرهابية فى العراق وسوريا نحو ليبيا لان هذا التنظيم ينتعش فى ظل غياب الدولة ويتمدد فى ظل غياب المؤسسات ويتجبر فى ظل غياب الوعى والادراك"، مشيرا إلى أن هذه التظيمات لن تتحرك بنفس الاسلوب الذى كانت تتحرك به فى سوريا والعراق بل ستستفيد من تلك التجارب وستضع خارطة انتشار وتكتيكات عمل جديدة بأسلوب الخلايا الصغيرة والمجهرية فى التحرك والتمدد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة