رحب القطاع السياحى، بتسلم السفير الإيطالى لدى القاهرة جيامباولو كانتينى، مهام عمله اليوم، الخميس عقب عودته إلى القاهرة، بعد مرور أكثر من عام على أزمة مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، معربين عن آمالهم فى إقناع حكومته بإلغاء قرار حظر سفر المفروض على القاهرة، لزيادة التدفقات السياحية الوافدة للمدن الثقافية.
وقال كريم محسن، رئيس لجنة تسيير الأعمال بالاتحاد المصرى للغرف السياحية، ورئيس إحدى الشركات العاملة بالسوق الإيطالى، إن عودة السفير الإيطالى وتسلمه مهام عمله بالقاهرة خطوة إيجابية لدفع العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا إلى الأمام، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستكون دافع للسلطات الإيطالية لإلغاء قرار حظر السفر المفروض على القاهرة، الذى تسبب فى انخفاض الحركة الوافدة لمنتج السياحة الثقافية.
وأضاف، فى تصريحات خاصة لـ " اليوم السابع" أن وزارة الخارجية يقع عليها الدور الأكبر لحث السفير الإيطالى لمخاطبة حكومته لاتخاذ القرار، ونقل الصورة الحقيقة لاستقرار الأوضاع الأمنية والسياسية فى مصر، لافتا إلى أنه سيتم تشكيل وفد من القطاع السياحى للقاء السفير الإيطالى لتهنئته باستلام مهام عمله بالقاهرة خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن السياح الإيطاليين يفضلون قضاء عطلاتهم بفنادق ومنتجعات البحر الأحمر خلال الفترة من مارس حتى سبتمبر من كل عام، ثم يتوجهون لقضاء عطلاتهم بموسم الشتاء فى القاهرة والأقصر وأسوان، لافتا إلى أن شركته لم تتلق أى طلبات سياحية لزيارة رحلة العائلة المقدسة حتى الآن.
وتابع "كريم محسن" قائلا إن الشركات السياحية المصرية العاملة بالسوق الإيطالى فى انتظار إدراج رحلة العائلة المقدسة فى الكتالوجات السياحية، موضحا أنه فى حال إدراج الرحلة ستبدأ الشركات على الفور تكثيف الحملات الترويجية لتنشيط الحركة الوافدة لزيارة مسار العائلة المقدسة.
وفى سياق متصل كشفت الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، عن تحسن الحركة الوافدة من السوق الإيطالى فى شهر يونيه الماضى، حيث بلغ عدد السياح 18 ألف و 633 سائحا، بنسبة زيادة قدرها 107.4% مقارنة بنفس الفترة من عام 2016، حيث بلغ عدد السائحين 8983 سائحا، فيما سجل عدد السياح فى مايو 2017، نحو ما يزيد عن 17 ألف و590 سائحا بنسبة زيادة تخطت 99 % مقارنة بنفس الشهر من العام الماضى حيث بلغ عددهم 9384 سائحا.
وسجل شهر أبريل 2017، أكبر عدد فى السياح الإيطاليين الوافدين لمصر خلال 6 شهور الماضية حيث بلغ 24 ألفا و401 سائحا، بنسبة نمو بلغت 140% مقارنة بنفس الفترة من عام 2016 حيث سجل أعداد السائحين 10 آلاف و161 سائحا فقط.
ومن جانبه قال محمد عثمان، عضو لجنة الترويج والتسويق بجنوب الصعيد، إن عودة السفير الإيطالى إلى القاهرة، بادرة أمل لعودة الإيطاليين للأقصر وأسوان، مؤكدا أن هناك تعطش لزيارة المعابد والحضارة الفرعونية، التى تزخر بها جنوب الصعيد، متوقعا أن قرار حظر السفر المفروض على القاهرة لن يؤثر بشكل كبير على الحركة السياحة خلال موسم الشتوى المقبل.
وأضاف، أن تلك العودة تعنى زيادة ثقة الإيطاليين فى مصر، كما ستكون دفعة قوية للأسواق السياحية الأخرى مثل فرنسا للزيادة التدفقات السياحية، لافتا إلى أن قرب المسافة بين إيطاليا ومصر والتى لا تتعدى ساعتين ونصف بالطائرة سيكون له دور كبير فى زيادة الحركة وعودتها من جديد.
وأكد أن سلوك السائح الإيطالى يعد الأقرب للعادات والتقاليد المصرية، بالإضافة أنه سائح قليل الشكوى، كما يتخطى متوسط إنفاق السائح الإيطالى إنفاق السائح الإنجليزى، ويضف له ميزة آخرى فإنه عاشق للسياحة الثقافية والشاطئية وبالتالى يمكن تنظيم برنامج يضم الأقصر وأسوان ومرسى علم.
وطالب "عثمان" بتشكيل لجنة وزارية تضم القطاع الخاص لمتابعة ورقابة الفنادق العائمة، بهدف تحسين الخدمات المقدمة للسائحين والارتقاء بها، مشددا على أهمية استكمال منظومة التدريب للحفاظ على سمعة مصر سياحيا.
وفى روما، واصلت الصحافة الإيطالية إشادتها بقرار عودة السفير، حيث قالت صحيفة "المساجيرو" إن القرار خطوة إيجابية لدفع العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا إلى الأمام، مشيرة إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد تأكد الحكومة الإيطالية من تعاون مصر الجيد فى قضية ريجينى، كما أنها أدركت المصلحة المشتركة بين البلدين وحاولت إصلاح الخطأ، الذى وقع فيه رئيس الوزراء الإيطالى السابق ماتيو رينزى.
وأكدت الصحيفة أن ملفات ليبيا والمهاجرين والإرهاب والعقود والأعمال والتجارة، أهم التزامات السفير الجديد فى مصر، وأيضا تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر بمحاولة الوصول إلى أقصى قدر من التعاون من السلطات المصرية بشأن قضية مقتل ريجينى.
وأوضحت الصحيفة أن عودة العلاقات بين مصر وإيطاليا إلى مسارها الطبيعى بعودة السفيرين سيدفع بالعلاقة بين البلدين إلى الأمام، خاصة أن العلاقات المصرية الإيطالية راسخة وتاريخية وقوية للغاية فى مجالاتها المختلفة.
بدورها، قالت صحيفة "ألموندو" الإسبانية إن إيطاليا تسعى لطى صفحة قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، من أجل الفوز بالمصالح المشتركة مع مصر، خاصة فى الأزمة الليبية.
وقالت صحيفة "الموندو" فى تقرير لها نشرته اليوم الخميس، إن القاهرة وروما يبدءان مرحلة جديدة مليئة بالأمل والعلاقات القوية والمتميزة، بعد أن اكتشفت الجهات الإيطالية أن مصر قدمت كل ما لديها من أجل التوصل لحل لقضية ريجينى فى حين أن دول آخرى تسعى لتخريب العلاقات التى تجمع بين الدولتين.
وأشارت الصحيفة إلى احتياج روما للقاهرة فى العديد من الأمور من أهمها حل الأزمة الليبية، وصد الهجرة غير الشرعية لأوروبا، وأيضا التعاون من أجل مكافحة الإرهاب، فمصر شريك لا غنى عنها بالنسبة لإيطاليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة