تعد الخِطبة من المراحل التمهيدية التى تسبق الزواج، تلك التى يعيشها الخطيبان فى حالة من المشاركة الوجدانية والنفسية من أجل محاولة فهم بعضهما البعض لاستكمال حياتهما سوياً، ويجهزان خلالها عش الزوجية الذى سيجمعهما بعد إتمام مراسم الزواج، ولأنها من أجمل الفترات التى يعيشها الطرفان، يحرص كل منهما على إسعاد الآخر خلالها.
مؤخراً، أقام أحد الأشخاص دعوى استرداد شبكة من خطيبته، بعد رفضها الخضوع لـ"كشف عذرية" دون علم أهلها، كشرط وضعه من أجل إتمام الزيجة بها، الأمر الذى دفعها لطرده من منزلها وفسخ الخطبة، اعتراضاً على شكه فى سلوكها للدرجة التى دفعته لطلب مثل هذا الطلب المهين، كما جاءت العديد من ردود أفعل الجمهور على ذلك، فأثار هذا الأمر انقساماً مجتمعياً بين مؤيد لسلوك هذا الشاب ومعارض له.
من جهته، يجيب فضيلة الدكتور محمد وهدان، عن سؤال هل يحق للشاب أن يطلب من خطيبته مثل ذلك الطلب، وما حكم رد الشبكة إليه، قائلاً، "ليس من حقه أن يطلب منها الخضوع لكشف عذرية، لأن الزواج مبنى على الثقة، وإن تزوجها واكتشف أنها ليست عذراء يمكنه فسخ عقد الزواج ويُرد إليه كل ما دفعه، كما أن هذا الطلب "حرام" ومرفوض، مشيرا إلى أن الزواج سكينة ومودة ورحمة وأمان وثقة متبادلة.
أما الشبكة، فيوضح "وهدان" أنه اختلفت الآراء فى ردها إليه، حيث يرى البعض أنها ترد إليه، سواء كان هو من فسخ الخطبة أو هى، والبعض الآخر يؤكد أنها تصبح ملكا للفتاة، لأنه أثناء الخطبة كان يدخل منزلها ويقدم له الطعام والشراب، وفى هذه الحالة أرى أنه لا يستحق إعادة الشبكة إليه، لأنه أساء الأدب للفتاة وأهلها بطلبه هذا.
وفى السياق ذاته، تقول الدكتورة أسماء عبد العظيم، استشارى الطب النفسى، إن الزواج لابد أن يبنى على الثقة المتبادلة بين الطرفين، فلا يوجد زواج غير مبنى على ثقة، موضحة أن طلب الشاب من خطيبته الخضوع لكشف عذرية يعنى أنه من الشخصيات المريضة الفاقدة للثقة فيمن حوله، وهذا الموقف يعبر عن معاناته من اضطراب نفسى، وعن تحليل شخصيته، قالت إنه أنانى ولا يهتم سوى بما يريده فقط على حساب أى شىء حتى العادات والتقاليد واحترامه للغير.
وأضافت استشارى الطب النفسى، أن غياب الوازع الدينى والضمير يلعبان دوراً مهماً فى هذا الموقف، ولا تستبعد أن يكون هذا الخطيب من الشخصيات السيكوباتية التى تسعى لتحقيق ما تريده حتى على حساب الآخرين ومشاعرهم، كما أن الدافع قد يكون أخلاقياً بمعنى أنه شخص "غير مهذب"، ومر بالعديد من التجارب غير الأخلاقية، لذا يقوم بإسقاط صفاته على غيره ويتهمهم بالانحراف وممارسة الأعمال المشبوهة، حتى وإن كانوا غير ذلك، وذلك يدفعه للتأكد بنفسه من خلال "كشف العذرية" الذى طلبه من خطيبته، موضحة أن إقدامه على رفع دعوى لاسترداد الشبكة غير مستبعد، لأن اضطرابه النفسى يجعله مقتنعاً بأن هذا الطلب من حقه.
وعن ردود الأفعال تقول الدكتورة أسماء عبد العظيم، إنه ليس من حق أى شخص أن يتأول باسم الدين، لأى سبب من الأسباب، كما أن رفض الفتاة دليل على ثقتها واحترامها لنفسها، بالإضافة لكونها من الشخصيات التى لا تسمح للمرضى باستغلالها أو التشكيك فى سمعتها، ولكنها ترى أن ترد إليه "الشبكة" للتخلص من هذا المريض تماماً.
ردود الأفعال على الخبر
ردود الأفعال على الخبر
ردود الأفعال على الخبر
ردود الأفعال على الخبر
ردود الأفعال على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة