ليس من الانصاف أن نتحدث عن عالم ودولة الميكروباص وعن جرائم وتجاوزات السائقين دون أن نتحدث معهم ونستمع إلى وجهة نظرهم فى أسباب الفوضى التى تسيطر على هذا العالم وكيف يمكن أن تتوقف، وعن أهم مشكلاتهم وهل يعانون هم أيضا فى هذا العالم الذى تسوده العشوائية ؟
وقال مجدى رزق _ سائق ميكروباص بموقف بولاق الدكرور، " زيادة الأسعار بتأكل من رزقنا ورزق عيالنا" ، مؤكدا أن جميع السائقين بموقف بولاق الدكرور التزموا بالتعريفة الجديدة التى أقرتها المحافظة ، و أن المشكلة ليست فى زيادة البنزين فقط وإنما زيادة جميع الاشياء المرتبطة بوسائل النقل كلها من زيوت وقطع غيار .
فيما تحدث عم جمال السائق غاضبا ، ليقول " 25 قرش زيادة الحكومة ماتأكلش عيش حاف ، الدولار رفع قيمة قطع الغيار أكثر من 140% ، وجه ارتفاع البنزين ليرفع جميع المنتجات البترولية من شحوم وزيوت وخلافه ، والسائق الميكروباص والركاب بيواجهوا نفس الأزمة."
وفى موقف أرض اللواء وافق مجدى بعد معاناة على التصوير بجوار سيارته الأجرة ، لأنها متهالكة و لا تحمل أى لوحات معدنية ، ولا تصلح لنقل الركاب ، و طالب الحكومة بتوفير رعاية مناسبة لقطاع كبير من السائقين.
وقال فتحى أبو جاسم مسئول إدارة السرفيس بموقف أرض اللواء، أن دوره تلقى الشكاوى من الركاب المتضررين من الأجرة و الشكاوى الأخرى ضد أى سائق تجاوز فى حق الركاب، مؤكدا أنه فى حالة عدم قدرته على حل المشكلة يقوم بإخطار الأجهزة الأمنية لفحص الشكوى والتحقيق فيها .
بينما جلس غريب محمد فى أواخر العقد الثانى من عمره يأكل سندوتش طعمية، على سيارته النصف نقل المخصصة فى الأصل لنقل البضائع والحيوانات، ولكن فى ظل غياب الرقابة تحولت لسيارة نقل الركاب فى موقف أرض اللواء .
ولا ينكر غريب أن سيارته بدون رخصة لنقل الركاب مؤكدا أن 80 % من سيارات الأجرة فى المواقف العشوائية ليس لها رخص أو لوحات معدنية ، وحول زيادة الأسعار قال غريب :" اللى جاى مش على قد الرايح ده سندوتش الطعمية بقى سعره 5 جنيه."
الغريب أنه بعد أن قرر المسئولين بإدارة المرور وقف تراخيص سيارات الأجرة ، دخلت سيارات السوزوكى الفان مجال نقل الركاب بلوحات الملاكى ، واستخدموا المواقف العشوائية على مطالع الكبارى بما يمثله ذلك من مخالفة وخطورة يعاقب عليها القانون الذى لا تعرفه هذه المناطق .
ففى منطقة المطار وعلى مطلع الكوبرى وقف هانى بركة صاحب سيارة " سوزوكى فان " ، ليحمل سيارته من المطار إلى الكيت كات ، مؤكدا أن الأجرة أصبحت جنيهان ونصف بعد الزيادة ، قائلا:" الأسعار ولعت فى كل حاجة "
وفى موقف البراجيل كفر حكيم قال عمرو نصر وعبد الرحيم عمرو سائقين :" العربية بتصرف فى اليوم بعد زيادة الوقود 150 جنيه ، ما بين زيوت وصيانه وقطع غيار ومصايف شخصية ، بالاضافة إلى الكارته ، مؤكدين ان السيارة الأجرة الواحدة تدفع فى اليوم حوالى 15 جنيه " إتاوة" تحت إسم " كارتة" ، وأنها تذهب للمباحث والمحليات ، وطالبا بإنشاء موقف رسمى ، بإشراف الأجهزة المختصة ،منعا لتعطيل حركة السير التى تحدث نتيجة هذه المواقف العشوائية.
وأكد عم محمد عبد العزيز سائق فى منصف العقد الخامس من عمره أنه لا توجد رقابة على الخطوط الداخلية والمواقف العشوائية من المرور ، قائلا:" غياب الرقابة أدى إلى إنتشار أعمال العنف بالمواقف العشوائية وسيطرة البلطجية وفرض إتاوات على أصحاب السيارات والسائقين." ، مضيفا أن قطع الغيار تتزايد أسعارها يوميا مختلف والتجار يتحكمون فى الأسعار حسب رغباتهم ، مما يزيد الأعباء علي السائق والراكب الذى يتحمل الفاتورة فى النهاية فى ظل غياب كامل للأجهزة الرقابية .