اقتصاد "القلم الرصاص".. مصر تستورد 80 % من احتياجاتها من "الأقلام والأساتيك".. 10 ملايين دولار واردات شركة واحدة.. ومجموعة تجارية تسعى لإنشاء مصنع يغطى الاستهلاك المحلى.. ومواقع التواصل الاجتماعى تسخر كالعادة

السبت، 16 سبتمبر 2017 05:30 ص
اقتصاد "القلم الرصاص".. مصر تستورد 80 % من احتياجاتها من "الأقلام والأساتيك".. 10 ملايين دولار واردات شركة واحدة.. ومجموعة تجارية تسعى لإنشاء مصنع يغطى الاستهلاك المحلى.. ومواقع التواصل الاجتماعى تسخر كالعادة أقلام رصاص - صورة أرشيفية
كتب: مدحت عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعرض إعلان وزارة التجارة والصناعة عزم إحدى المجموعات التجارية المصرية إنشاء مصنع لإنتاج القلم الرصاص والجاف والأستيكة؛ لموجه من السخرية من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، بسبب "تفاهة" الموضوع على حد تعليقاتهم، ولكن كعادة "السوشيال ميديا" لم يتعد اهتمام المعلقين حد السخرية ولم يدخل حيز التفكير حول أسباب ودلالات إعلان إنشاء مثل هذا المصنع فى الوقت الحالى بعد سنوات طوال.

 

تعتمد السوق المحلية على استيراد الأقلام الرصاص والجاف والأستيكة منذ فترة طويلة بنسبة تصل إلى 80%، كما أعلنت وزارة التجارة والصناعة من قبل، وذلك لعدة أسباب أهمها عدم وجود جدوى اقتصادية لتصنيعها فى مصر، لأنها تستورد بأسعار رخيصة من الخارج، لذا لم يكن هناك مجال لمنافسة المستورد، وهو ما يتفق معه المهندس محمود سرج رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة باتحاد الصناعات المصرية وعضو مجلس إدارة الاتحاد، ولكن بعد تحرير أسعار الصرف أصبح هناك دافع اقتصادى بحت وجدوى اقتصادية "بحسبة المكسب والخسارة" لكل تاجر أو صانع، حيث أدى تحرير سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصرى إلى ارتفاع تكلفة الاستيراد من الخارج وهذا العنصر أصبح ميزة تنافسية كبيرة وفرصة استثمارية تتوافر فيها عناصر النجاح لكل رجل أعمال أو تاجر قرر التحول من التجارة إلى التصنيع، وهو ما يفسر إعلان الخطوة التى اتخذتها المجموعة التجارية العاملة فى الأدوات المكتبية للتحول من تاجر مستورد إلى صانع لمنتج مصرى يباع محليًا وصالح للتصدير بجودة عالمية.

 

وقال محمود سرج، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن مصر تتكلف سنويا ملايين الدولارات لاستيراد عدد كبير من مكونات إنتاج أصبح من الممكن الاستغناء عنها بعد ارتفاع تكلفة الاستيراد وتأسيس صناعات صغيرة ومتوسطة مغذية للمصانع والشركات الكبرى، وقدر حجم استيراد المجموعة التجارية صاحبة مشروع الأقلام الرصاص فى هذا البند فقط وحدها نحو 10 ملايين دولار سنويا، لذلك قررت المجموعة دراسة مشروع إنتاجه فى مصر للإنتاج المحلى والتصدير، كما يبلغ حجم استيراد مصر من "استيك الفلوس" نحو 70 مليون دولار سنويا، إلى جانب استيراد "رباط الجزم" أيضا بملايين الدولارات.

 

وكشف رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة باتحاد الصناعات، عن إعداد اللجنة دراسة الهدف منها إنشاء صناعات صغيرة ومتوسطة مغذية للمصانع المصرية توفر البديل المحلى للمنتج المستورد، وتوفر العملة الصعبة على موازنة الدولة وفرص عمل للشباب الجاد، وتركز هذه الدراسة على 4 قطاعات مستهدفة، هى الصناعات المغذية لصناعة الجلود، وتشمل "أجزاء أحذية، الباتس، غراء ومواد لاصقة، أقمشة غير منسوجة وإن كانت مشربة أو مطلية أو مغطاة أو منضدة، لاتكس، ألواح أو رولات تكس، توك وأبازيم للأحذية والشنط"، والقطاع الثانى الصناعات المغذية لقطاع الملابس الجاهزة، وتشمل "حشو الجاكيت وحشو ياقات القمصان والأساور، قطع الغيار والمساطر والدواسات المتخصصة، سوست، خيوط وزراير، شرائط، تطريز "كوردون"، شماعات أغطية البدل، تيكيت".

 

ويضم القطاع الثالث فى الدراسة الصناعات المغذية لقطاع الأخشاب، وتشمل "إكسسوارات الأثاث "المفصلات"، مجرى الدرج، دهانات، زجاج، مسامير وصواميل، عدد آلية بما فيها آلات غرز المسامير، أخشاب "MDF" وألواح معدنية، والقطاع الرابع هو الصناعات المغذية للأدوات المكتبية وتضم "القلم الرصاص، المسطرة، الأستيكة، براية، الأدوات الهندسية".

 

وأكد محمود سرج، أن اللجنة تسعى لأن تكون نموذجًا ناجحًا فى توفير فرص إنشاء مشروعات صغيرة مغذية لصناعات كبيرة بالتعاون مع المصنعين أعضاء الاتحاد فى القطاعات المستهدفة الأربعة، وأن الفترة المقبلة ستشهد الإعلان عن مشروع مماثل لمشروع القلم الرصاص ولكن فى قطاع الصناعات المغذية للملابس الجاهزة، وهو مخصص لإنتاج أزرار البنطلونات الجينز، حيث إن مصر تنتج سنويًا نحو 200 مليون قطعة للبنطلونات الجينز ولا نستورد من الخارج سوى الأزرار الحديدية، بل هناك مصانع تعمل فى العاشر من رمضان والمنيا تصدر إنتاجها للخارج، كما يجرى حاليًا دراسة لمشروع مغذى آخر فى قطاع الصناعات الجلدية.

 

فى السياق نفسه، أكد المهندس علاء السقطى رئيس اتحاد جمعيات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، أن الصناعات المغذية يمكنها أن تحقق نقلة نوعية فى الاقتصاد المصرى، بحيث يتوقف الاعتماد على استيراد المكونات بشكل تدريجى وتوفير العملة الصعبة واستيعاب عدد كبير من العمالة المصرية، بالنظر إلى تجارب دول كثيرة أصبحت رائدة فى تطبيق هذا النموذج.

 

وأشار السقطى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى تجربة دولة فيتنام التى زارها الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل أيام، حيث يقدر إجمالى صادراتها بنحو 170 مليار دولار، منهم 100 مليار دولار صناعات صغيرة ومتوسطة، وهو ما يعكس نجاح تجربة هذه الدولة منذ الثمانينات فى التحول من الاستيراد إلى تأسيس صناعات مغذية وصناعات كبرى وضعتها فى صدارة الدول الآسيوية المصدرة رغم أنها لا تمتلك أية موارد.

 

وذكر السقطى، والذى كان ضمن الوفد الذى شارك فى زيارة الرئيس السيسى الأخيرة إلى فيتنام، أن إجمالى صادرات دولة فيتنام من الأحذية والملابس الجاهزة فقط يساوى إجمالى حجم الصادرات المصرية سنويًا بالكامل.

 







مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

mm

المزايا

حتي و ان كان تكلفة الصناعة المحلية للمنتج أعلي من تكلفة استيرادها الا ان الإنتاج المحلي أعلي فائدة لأنة سيشغل ايدي عاملة , سيوفر العملة الصعبة , سيشارك في دورة الإنتاج المحلي للمواد الأولية التي تدخل في صناعة المنتج , سيساهم في انتاج صناعات أخري بطريق غير مباشر , يرحمك من الخضوع للاجنبي , سيتم التوسع و التطوير مستقبلا مما يخفض التكلفة و يمكنك من التصدير و هذا هو المطلوب للخروج من الكبوة , فهمتم .

عدد الردود 0

بواسطة:

مجمد سامى

بلا فخر ( نحن نستورد جميع انواع الدبابيس )

نتحدث بكل فخر عن حضارة آلاف السنيين والاثار والتصنيع فى عهد الفراعتة ... والان الدول التى لا يتجاوز تاريخها 300 او 400 سنة نستورد منها ... عجبى

عدد الردود 0

بواسطة:

shady hady

معالجة الضمير اولا

نحن فينا مشكله وهى عدم اتقان السلع المنتجه محليا خاصة لو ان المصنع علم ان لايوجد منافس له فى السوق وعن تجربه شخصيه لقد اشتريت مطحنة خلاط مصرى لانى لم اجد الصينى الذى كنا بنتبطر عليه وهذه المطحنه هى عباره عن كوب بلاستيك وسكينه فقط ويركب على الموتور الاصلى للخلاط ولكن للاسف من اول استعمال له السكينه قفشت واتكسرت ولم تعد صالحه للاستعمال علما بأن ثمنها فاق المستورد بثلاث اضعاف

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس/ مجدي المصري - القاهرة ...

بلا خيبة وكستونا في كل شيئ ...

لما إجمالى صادرات دولة فيتنام من الأحذية والملابس الجاهزة فقط يساوى إجمالى حجم الصادرات المصرية سنويًا بالكامل هذا يعني أننا فشلنا في سياسة التصنيع والتصدير . بلاد شرق أسيا بالكامل بما فيها كوريا الجنوبية والصين وماليزيا وتايوان كنا نسبقها بمراحل ..من يُصدق أن دخل الفرد المصري سنة 1964 كان أربعة أضعاف الكوري الجنوبي ؟؟ من يُصدق أننا في بداية الستينات أنتجنا أسرع طائرة حربية في العالم وهي القاهرة 300 ؟؟ من يصدق أن هذه الدول سبقتنا بما فيهم الهند التي أرسلت مركبة فضاء للمريخ والبرازيل والأرجنتين وباكستان التي صنعت القنبلة النووية وإيران وحتى تركيا التي إحتلتنا بكافة منتجاتها وأصبحنا سوق تصريف بضائعها ؟؟ أين نحن منذ الستينات للآن ؟؟ السادات فتح البلد للنهب بحجة الإستثمارات وظهرت مقولة من لم يغتني في فترة السادات فلن يستطيع فعلها ..ويأتي مبارك لعنة الله عليه وأولاده ليبيعوه كافة المصانع المنتجة بتراب الفلوس وهدم المصانع التي أقامها عبد الناصر حتى الزراعة لم نفلح فيها وأصبحنا أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم ..متى سنفيق من سباتنا يا حكومة ومتى سيتم تخفيض العمالة الحكومية التي تخطت ال7 ملايين موظف أغلبيتهم لا ينتجون بل يتهربون من أعمالهم الحكومية لإداء عملهم الخاص ويأتون نهاية كل شهر ليستلموا رواتبهم التي لا يستحقونها ..ما من موظف حكومي إلا يأتي لعلمه ومعه الإفطار وبعدها يشرب الشاي أو القهوة ويختمها بسيجارة ثم بعدها يُفكر كيف يتهرب من عمله بأي حجه سواء تزويغ أو أجازة عارضة أو مرضية أو أذن أو مأمورية ويأتي بعدها ليُطالب بزيدة راتبه والمطالبة بحوافز وأرباح ..والأدهى أن الشركات الخاسرة بالمليارات يُضرب العمال بها مطالبين برفع رواتبهم وصرف حوافز لهم وبدل وجبة ؟؟ ناهيك عن أن 99 % من الموظفات العاملات لا يصلحن للعمل ويجلسون على مكاتبهم يحكون قصص وحكايات ..والله لن يصلح حال البلد إلا إذا تم فصل كافة الموظفين والعاملين الفاشلين في كافة الوظائف ..أو أن يتم تعيين إدارات أجنبية حازمة ولتكن إنجليزية أو ألمانية عندها سيلتزم الجميع بالعمل وواجباتة لأنه وللأسف الإدارة المصرية ثبت فشلتها وبالتالي تأخرنا مئات السنين للوراء وسبقتنا دول كثيرة كنا نستهزأ بها .لن ينصلح حالنا إلا إذا قضينا على الفساد بكافة أنواعه ومحاسبة المقصريين في عملهم ومراعاة الله الذي يراقبنا في عملنا .ونطبق حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه ..صدق رسول الله ..فأين نحن من إتقان عملنا ؟؟؟ أنشر لو سمحت ...

عدد الردود 0

بواسطة:

وطني

رداً على التعليق رقم 1، mm

"حتي و ان كان تكلفة الصناعة المحلية للمنتج أعلي من تكلفة استيرادها الا ان الإنتاج المحلي أعلي فائدة لأنة سيشغل ايدي عاملة" كلام جميل، بس السؤال هو حتجيب منين الفلوس حضرتك علشان تعمل الكلام ده؟ عايز البلد تعمل مصانع وتشغل ناس فوق ال7 مليون تنبل اللي "شغالين" في القطاع العام والإسم الحقيقي "قباضين" قاعدين يقبضوا مش بينتجوا؟ ولا عايز رجال الأعمال هما اللي يعملوا مصانع يخسروا فيها وهما أصلاً -إلا من رحم ربي- ناس مستعدة تبيع أبوها وأمها علشان قرش زيادة؟ اللي إنت بتقولها كلام عشوائي غير مدروس علشان تريح نفسك وتحسس نفسك إنك بتفهم وإنت مش فاهم حاجة أساساً، اللي إنت بتقوله ده كله يوصف ب"بناء قلاع في الهواء" بدون أي أساس حقيقي في الواقع، لازم الناس تفكر في الكلام قبل ما تقوله وهو ده المطلوب للخروج من الكبوة , فهمت؟!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة