انقسام شديد تشهده الأسرة الحاكمة فى قطر، منذ اندلاع الأزمة القطرية مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من الدوحة، وهو ما يفسر حالة الارتباك الشديد الذى يشهده تنظيم الحمدين، فى الوقت الذى تشهد فيه الدوحة تمردا من قبل قبيلة آل مرة على تميم بن حمد بعدما أقدم على سحب الجنسية من 55 شخصا منها.
أكدت صحيفة الرياض السعودية، وجود أجنحة متناقضة فى دوائر صنع القرار القطرى، مما أدى إلى ضبابية الموقف واختلاف التوجهات وعدم الاتفاق على رؤى لمعالجة الأزمة، فكل الدلائل تؤكد ما سبق، وهذا الأمر كان جلياً منذ بداية الأزمة وحتى يومنا.
وقالت الصحيفة السعودية إن المتابع للوضع القطرى يلاحظ تذبذباً واضحاً فى المواقف والاتجاهات بخصوص الأزمة، فتارة نلحظ تشدداً إلى حد التزمت والارتماء فى الحضن الإيرانى، وأخرى نسمع نبرة تدعو إلى الجلوس على طاولة الحوار، وحل الأزمة بين أطرافها.
وشددت الصحيفة على إنه على صانعى القرار القطرى أن يعرفوا تمام المعرفة أن الجلوس على طاولة الحوار لن يكون حتى تتم تلبية مطالب الدول المقاطعة، فتلك المطالب مشروعة وتحقق الأمن للجميع دون استثناء بما فيهم قطر، وإذا كانت قطر لديها رغبة صادقة للتحاور مع دول المقاطعة فعليها أن تملك قرارها فى المقام الأول.
وفى ذات السياق، نظم أفراد قبيلة آل مرة، مظاهرة إليكترونية تمردا على أمير قطر تميم بن حمد، بعد سحبه الجنسية القطرية من الشيخ طالب بن محمد بن لاهوم بن شريم، معه 54 آخرين من عائلته ومن قبيلة "آل مرة" بينهم أطفال و18 امرأة.
ودشن عدد من أفراد القبيلة هاشتاج "حراك آل مرة فى قطر" تصدر قائمة ترند تويتر فى دول الخليج العربى، طالبوا من خلاله بمحاكمة تميم بن حمد ووالده حمد بن خليفة، مؤكدين أن تنظيم الحمدين يواصل تخبطه وارتباكه.
وتنوعت تغريدات المشاركين من خلال الهاشتاج، حيث قال حمد المرى: "قطر تسحب جنسية شيخ قبيلة "آل مرة"، والله مافينا خير يآل مرة إذا ما قلبنا عاليها سافلها على تميم وأبوه"، وقال راشد المرى: "مثل هؤلاء تمنح لهم الجنسيات، وشيخ شمل آل مرة تسحب منه، يجب عدم السكوت عن هذه الأفعال المتهورة".
وأضاف نواف المرى: "نبغى حراكا ضد تميم وأبوه، من لا يقدر شيوخنا ماله عندنا لا قيمة ولا حشيمة"، وقال سيف الهاجرى: "أعلن انضمامى وتضامنى مع آل مرة بالحراك السلمى ضد معتوه الدوحة وزمرته الفاسدة"، وقال عبد الله الشهرانى: "قطر ليست ملك لتميم وأبوه، سحب جنسية شيخ شمل قبائل آل مرة وصمة عار على جبين كل القطريين، حكومة ساقطة تعودت على سحب الجنسيات".
وتابع الوليد: "يا شعب قطر، نظفوا بلدكم وانتصروا لقبيلة آل مرة، انسحبت جنسياتهم وانسرقت أموالهم وأعطيت لقطيع عزمى بشارة والمتردية والنطيحة".
وحول وجود أجنحة متصارعة داخل متخذى القرار فى قطر، أكد الدكتور طارق فهمى، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك تباين داخل الأسرة الحاكمة، موضحا أن هناك 4 تيارات تحكم قطر، الأول تيار الأمير الوالد وهو الأقوى ويدير ومعه تيار قوى من جماعة الإخوان نافذون فى دوائر الحكم.
وأضاف استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"اليوم السابع"، أن التيار الثانى هو تيار آل المسند وتقوده الشيخة موز وعدد من الأمراء الكبار المحسوبين على تميم ومدعم من الأسرة آل مسند وسبق وأن أحبط الإنقلاب على تميم، موضحا أن الثالث هو تيار جاسم وعدد كن أمراء الخارج وأغلبهم يعمل فى النشاط الاقتصادى وبحظى بوضع كبير وتربطه بتميم علاقات مصلحة مباشر.
وأوضح أن التيار الرابع هو تيار أمراء الخارج وهم مدعومون من عدد من أمراء الداخل وموزعون بين آل ثانى وحمد، مشيرا إلى أن هناك صراعات بين التيارات على الأولويات والمهام، والعلاقات مع أمريكا والخليج ولن يحسم الأمر بسهولة.
وفى ذات السياق، قال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن التخبط الذى تشهده الأسرة الحاكمة فى قطر أمر طبيعى فى ظل قرارات تملى على تميم من تركبا وايران إلا جانب قيادات الإخوان فهو ليس صاحب قرار.
وأضاف عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن هذا التخبط يتضح من خلال مكالمة الأمير تميم لمحمد بن سلمان لولى العهد، موضحا أن تميم أصبح يأخذ تعليماته من المرشد الأعلى الإيرانى وأردوغان.