يظل حلم عدد كبير من الشباب، نشر أعمالهم الإبداعية والأدبية سواء كانت داخل دور النشر الخاصة أو الهيئات الحكومية.
سوق النشر فى مصر، والتى تشهد تواجد عدد كبير من دور النشر الخاصة، بجانب الهيئات الحكومية مثل هيئتى قصور الثقافة والكتاب، يوجد بكل منها عدة معايير لنشر تلك الأعمال.
وقال الشاعر جرجس شكرى رئيس الإدارة المركزية للنشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، إن نشر الكتب بالهيئة يتوقف على رئيس تحرير كل سلسلة، إذ أن لكل سلسلة توصيف محدد، على حد وصفه.
وأضاف "شكرى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الكتب المقدمة للنشر فى الهيئة يطلع عليها مبدئيا رئيس التحرير، ثم يعرض الكتب الموافق عليها لما يسمى بلجنة الفحص، والتى تأخذ قرار النشر من عدمه.
وأكد صاحب ديوان "تفاحة لا تفهم شيئاً" أنه لا يوجد موضوعات معينة ترفضها أو تقبلها الهيئة للنشر، فمن الممكن أن يناقش الموضوع موضوعات سياسية أو دينية كبيرة ولكن المعالجة التى اتخدها الكاتب جيدة، مشيرا أن الهيئة تعطى فرصة للإبداع، والتقييم يكون فنيا بحتا.
وأتم "شكرى" موضحا أن الهيئة لا تهتم باسم الكاتب خاصة وأنها تنشر للجميع وبعضهم ينشر للمرة الأولى، إلا أنه فى الوقت ذاته يكون اهتمام بكتب الكتاب الكبار.
و قالت الدكتورة سهير المصادفة رئيس الإدارة المركزية للنشر بالهيئة المصرية العامة للكتاب، أن إدارة النشر بالهيئة تتلقى أكثر من ألف عمل إبداعي وفكري سنويًّا، يتم رفض حوالي أربعمائة والموافقة على ستمائة عمل.
وأضافات "المصادفة" أن الهيئة مؤسسة رسمية فلديها التزامات قومية وموسمية مثل الاحتفاء بذكرى كبار رموز مصر من المبدعين والمفكرين، أو ذكرى انتصار أكتوبر مثلًا، ممَّا قد يؤخر خطة النشر المدرجة سلفًا عبر اللجان.
وأكدت "رئيس إدارة النشر بهيئة الكتاب" أن سلاسل الهيئة تغطي معظم المجالات حيث تبلغ 22 سلسلة متخصصة، ومنها: سلسلة الشعر الفصيح وسلسلة الشعر العامي وكتابات جديدة والإبداع القصصي والإبداع المسرحي، ومع ذلك تبلغ نسبة الأعمال الإبداعية للمبدعين الشباب في هذه المجالات 70 % من إجمالي المتقدمين للنشر، مما يجعل النشر العام يبحث عن الأعمال الفكرية والسياسية والفلسفية المميزة ليحدث توازن في الإصدارات ولتتمكن الهيئة من تأدية دورها التثقيفي والتنويري.
وأوضحت "المصادفة" أنها منذ أن توليت الإدارة المركزية للنشر وهى تحاول محاولات جادة كى تتقلص فترة انتظار الكتاب إلى 3 أشهر ، وذلك بعد التنفيذ الصارم للائحة النشر العام التي أقرتها اللجنة العليا للنشر بالهيئة، التي جاء فيها عدم نشر كتاب لمبدع إلا مرة واحدة كل عام، لترك فرصة النشر للآخرين، أيضًا فحص الكتب المقدمة للهيئة من خلال لجان فحص متخصصة، كل في مجاله، وهنا تستعين الهيئة بكبار الأساتذة والمبدعين الكبار وأعضاء لجان المجلس الأعلى للثقافة بتخصصاتها المختلفة وكذلك رؤساء الأقسام في جامعات مصر المختلفة.
أما دور عن دور النشر الخاصة يقول زياد إبراهيم عبد المجيد، مدير عام دار بيت الياسمين للنشر والتوزيع، أن النشر فى مصر مهنة غير كلاسيكية وغير تنافسية، أى أنه ليس هناك تشابه بين دور نشر وأخرى، ولم يمكن أن نعتبر أن هناك دار تسبق الأخرى.
وأضاف "عبد المجيد" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن دار بيت الياسمين تسلط الضوء وتهتم بالأحداث التاريخية الهامة لكى تكون هناك إصدارات تواكب تلك المناسبات، على عكس بعض دور النشر الأخرى التى تهتم اكثر بأدب "البوب أرت" على حد تعبيره، واستدل حديثه بكتاب "100 عام على وعد بلفور" والمتوقع صدوره بالتزامن مع معرض الشارقة الدولى للكتاب، بمناسبة مرور قرن على وعد بلفور لليهود، للكتاب لميسرة صلاح الدين.
وأكد "مدير دار الياسمين للنشر والتوزيع" أن الدار لا تتبنى معيارا محددا للنشر، لكنها تعطى أهمية أكبر للأسماء الرنانة من كبير الكتاب على حد تعبيره، مثل الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد وعمار على حسن و روؤف مسعد بجانب الترجمات الهامة مثل أعمال المترجم الكبير محمد مندور.
وقال عاطف عبيد رئيس مؤسسة بتانة الثقافية، أن المؤسسة لديها لجنة قراءة خاصة تستقبل كافة الأعمال المقدمة للنشر، وتقوم بفرزها وتقييمها وثم تنشرها.
وأضاف "عبيد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن "بتانة" تهتم بتقديم جرعة ثقافية للقارئ العام وليس النخبة منه، لافتا إلى إنها تسعى لنشر كافة الأعمال على تحافظ على الهوية التراثية المصرية كالغناء والموسيقى، مشيرا إلى أن الدار لا تنظر إلى اسم الكاتب لكننها نهتم أكثر بمادته الكتابية، وأن المؤسسة لديها كتاب كبار مثل جابر عصفور، بجانب عدد كبير الكتاب الشباب.
وأتم " رئيس بتانة" موضحا، أن الإساة للدولة المصرية بشكل العام والكتب التى تحس على العنف بكافة أشكاله سوا دينية أو ضد المرأة، تشكل خط أحمر، وترفض المؤسسسة رفضها تحت أى ظرف من الظروف.
من جانبه قال موسى على، مسئول الإعلام بالدار المصرية اللبنانية، إن الدار لديها لجان للتقييم فى كافة فروعها، لاختيار أنسب الأعمال الجيدة المعروضة عليها للنشر.
وأضاف "موسى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إن الدار لا ترفض سوى الموضوعات التى تحرض على الكراهية والعنف سواء الدينية أو المجتمعة، مشيرا إلى أن ما دون ذلك فإن العمل الجيد يفرض نفسه على لجنة التقييم لنشره.
وأتم "موسى على" أن الدار لا تهتم باسم الكاتب، خاصة أنها تنشر لعدد كبير من الكتاب الشباب بجانب عدد من النخبة، بالإضافة إلى عدد من الكتاب العرب.