قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن مسئولين رفيعى المستوى فى حزب المحافظين انتقدوا رئيسة الوزراء تريزا ماى باعتبارها "ضعيفة للغاية" لتوحيد حكومتها ولتدير حكومة ذات فاعلية بعد رفضها إقالة وزير الخارجية، بوريس جونسون بعد نشره رؤيته الخاصة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبى فى مقال بصحيفة "التليجراف"، مما أثار الشكوك مجددا حول طموحه فى منصب رئيس الحكومة البريطانية وسط انتقادات لأداء ماى فيما يتعلق بالـ"بريكست".
وأوضحت الصحيفة أن أعضاء حزب المحافظين شعروا بالغضب بعد عرض بوريس جونسون لرؤيته الشخصية حيال الخروج فى مقال صحفى قبل أيام فقط من أن تقدم رئيسة الوزراء المجالات التى يمكن التوصل فيها إلى تسوية مع بروكسل.
وأصر داونينج ستريت على أن ماى لا تزال تثق ثقة كاملة فى جونسون، على الرغم من أنه لم يبلغها بمحتوى مقالته.
وكتب جونسون فى صحيفة "ديلي تلجراف"، أن المملكة المتحدة يجب أن لا تدفع أى أموال إلى الاتحاد الأوروبى للوصول إلى أسواقها بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ولم يذكر الفترة الانتقالية التى تلى "الخروج" عام 2019 لتجنب "حافة الهاوية" للشركات البريطانية.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "صنداى تليجراف"، إن مقال جونسون المكون من 4 آلاف كلمة، أثار حفيظة الكثير من أعضاء حزبه، وعلى الأخص وزير المالية، فيليب هاموند، لاسيما وإنه أكد أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سيوفر 475 مليون دولار أسبوعيا، مضيفا أنه سيكون من الرائع إنفاقه على نظام الرعاية والتأمين الصحى فى بريطانيا".
وأضافت الصحيفة أن جونسون لم يعلم الحكومة بمقاله إلا قبل فترة قصيرة للغاية من نشره، الأمر الذى فسره بعض النواب وبعض المراقبين فى وستمينستر بأنه محاولة من جونسون لإطلاق حملته للتنافس على رئاسة حزب المحافظين.
ويقول كاتب المقال إن صحيفة "صنداى تليجراف" علمت أن مساعدى ماى اتصلوا بجونسون للحصول على تأكيدات بأن نشر مقاله هذا قبل أيام من خطابها الرئيسى فى فلورنسا بشأن مستقبل بريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبى لا يمثل عرضا للتنافس على القيادة.
وأضافت الصحيفة أن أصدقاء مقربين لجونسون نفوا بشدة أن يكون المقال عرضا للتنافس على الزعامة أو كان بقصد إحراج أو انتقاد ماى.
وأعاد جونسون نشر مقاله على صفحته في فيسبوك، وكتب تغريدة على تويتر يقول فيها "نتطلع إلى خطاب رئيسة الوزراء فى فلورنسا، والجميع خلف تريزا من أجل خروج مجيد من الاتحاد الأوروبى".