يولى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اهتمامًا خاصًا بالشباب ويرى أنهم مستقبل الكنيسة، حتى أنه يعمد إلى رسامة "تعيين" أساقفة شباب لهذا الغرض، ليضمن تسليم تعاليم الكنيسة من جيل إلى جيل من ناحية، وخلق تواصل بين الأجيال فى المؤسسة الكنسية من ناحية أخرى.
البابا يؤمن أن الأجيال الجديدة تكسر القواعد الاجتماعية الراسخة
تطور البابا كثيرًا فى علاقته بالشباب فى عامه الرابع كبطريرك للكنيسة القبطية، واستطاع أن يضع يده على إمكاناته الشخصية والعملية التى تمنكه من استيعاب أجيال جديدة، تكسر نظرية الأبوة وتتمرد على كل ما هو قائم.
البابا تواضروس ومنذ شبابه كان خادمًا بالتربية الكنسية، وأسس مركزًا بإيبراشيته فى كنج مريوط لهذا الغرض، ولكنه كان معتادًا على التعامل مع الأطفال حتى إنه وإلى الآن يواصل متعته فى رواية الحكايات لهم.
عام 2012 حين تم تجليسه على كرسى البطريرك وجد البابا نفسه ضحية للمقارنة بينه وبين البابا شنودة الرجل الذى ملك قلوب المسلمين قبل الأقباط بتلك الكاريزما الساحرة وهذا الرصيد من المواقف الوطنية طوال أربعين عامًا، وكان أمام البابا الجديد حلين وقتها أما محاولة تقليد طريقة البابا شنودة واستنساخها من أجل نتائج مضمونة أو دراسة الحالة والتفكير فى المستقبل ومتغيرات العصر
جنح البابا تواضروس إلى الحل الثانى، وقرر امتلاك زمام المبادرة نحو المستقبل، فبدأ بالتخطيط الإدارى للكنيسة وتحويلها لمؤسسة بدلًا من الارتكان إلى كونها بيت صلاة لا داعى فيه للترتيب الإدارى، ومن ضمن ترتيبات البابا الجديد حظيت إيبراشية الشباب بنصيب كبير
البابا تواضروس يعين أساقفة شباب لخلق تواصل أجيال
فى 2015 أصدر البابا قرارًا باباويًا بتولى الأنبا بافلى الأسقف العام، منصب الأسقف العام لشباب الإسكندرية، ومساعدًا شخصيًا للبابا تواضروس، بعد تكرار الأزمات الصحية التى المت بالأنبا موسى أسقف الشباب الملقب بحبيب الشباب، والأنبا بافلى نفسه ما زال شابًا فى الثلاثينات من عمره، عرف بقدرته على الوعظ فى مدينة شرم الشيخ حيث كان يخدم هناك، رغم أن تعيين الأنبا بافلى فى هذا الموقع لم يمر مرور الكرام إلا أن البابا كان مصرًا على استكمال رؤيته.
بعدها بعام كان البابا تواضروس على موعد مع حلم جديد، مشروع "جدد أيامنا كالقديم" وهو برنامج يتبناه البابا لتدريب ألف معلم كنسى حيث يطمح البابا من وراءه إلى تجديد الخطاب المسيحى والاعتماد على طرق حديثة ومبتكرة فى الوعظ والارشاد الكنسى ودراسة الكتاب المقدس مع التمسك بتقاليد الكنيسة وتعاليمها القديمة، حيث يجوب المشروع محافظات مصر وكافة كنائس الجمهورية عبر عدة مراحل وامتحانات يتم فيها تصعيد البارزين إلى المؤتمر العام الذى يعقد بالقاهرة، لتعتمد الكنيسة فى نهاية المشروع ألف معلمًا جديدًا ينشروا تعاليم المسيح فى كنائس مدن وقرى مصر.
برنامج البابا التدريبى.. استعادة حلم قديم
مشروع البابا تواضروس التدريبى، واجه هجومًا من المتشددين أيضًا واعتبروه محاولة لخطف الكنيسة من قبل البابا الجديد وبناء جبهة جديدة من مؤيديه وهو ما فنده القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة حين أكد أن مشروع البابا التدريبى هدفه نشر التعاليم الكنسية والحفاظ على التراث وتعليمه للأجيال الجديدة وما يشاع عن خطط ومؤامرات غير صحيح فالكنيسة بيت صلاة لا مكان فيها لتلك العبارات.
إلى جانب كل ذلك، عمل البابا على التحاور مع الشباب بشكل مباشر عبر برنامج البابا وأسئلة الشعب الذى كانت تستضيفه القنوات القبطية حيث يوجه الحاضرون فى المسرح أسئلة يجيب عنها البابا بنفسه، وذلك إلى جانب مؤتمرات كثيرة استضافها مسرح الكاتدرائية تحرر فيها البابا من الرسميات وجلس ليرد على أسئلة الشباب وخدام الكنيسة الحاضرين
البابا ومعارضيه.. الحوار هو الحل
الشهر الماضى، ولأول مرة، قرر البابا أن يلتقى معارضيه، الشباب الذين يهاجمون مواقف البابا السياسية وترتيباته الكنسية، فتح قلبه واستمع لهم أربعة ساعات كاملة فى مكتبه، تبادلوا فيها الآراء ووجهات النظر و وعدهم بتطوير الكنيسة ومجلسها الملى ليصبح مجلسًا استشاريًا للكنيسة ترجع إليه فى كافة شئونها.
أما شباب الكنيسة فى المهجر فيوليهم البابا اهتمامًا كبيرًا حرصًا منه على الحفاظ على هويتهم الدينية فى الغربة بعيدًا عن المجتمع الذين تربوا فيه، فكان البابا يجيب عن كافة الأسئلة بلا خطوط حمراء وآخرها ما فعله فى استراليا حين أكد للشباب أن المثلية الجنسية خطيئة بحكم الإنجيل ولكن الطب حائر فى تصنيفها حتى اليوم هل هى مرض نفسى أم اضطراب، وهو أمر لا يمكن حسمه، وهى الإجابة التى لاقت إعجاب الشباب فتحدثوا معه عن كيفية المواظبة على الصلاة والقرب من الله، ثم سألوه عن حياته وشبابه.
عدد الردود 0
بواسطة:
مينا مجدى
موضوع مكتوب حلو جدا
الموضوع مكتوب بطريقة كويسة تحترم قيمة البابا وفى نفس الوقت تظهر رأى المعارضة ولا تكتفى بذلك مثل بعض الجرائد الأخرى بل تذكر رد الكنيسة على الإعتراض , من زمان لم أقرأ موضوع متكامل عن الكنيسة بهذا الشكل
عدد الردود 0
بواسطة:
بيتر رفعت
تعليقا على المقال
المقال اكثر من رائع و يلخص ما يقوم بيه البابا حاليا .. و يوضح الفرق بينه و بين البابا شنودة الثالث .. و ان هدف كل بابا هو ان تلائم الكنيسة متغيرات العصر و لكن تبقى الهوية القبطية هى الاساس و المرجع الرئيسى
عدد الردود 0
بواسطة:
Lolo
قبطية مسلمة
مع احترامي لرأي البابا بالنسبه للمثلية الجنسية أحب أن اوضح أن المثلية الجنسية التي تكون بإرادة الشخص تختلف عن مرض اضطراب الهوية الجنسية الذي لا يكون بإرادة الشخص ويكون بسبب اضطراب جيني ويكون الشخص فيه يغلب على ملامحه وشكله الخارجي مثلا الذكورة لكنه يعيش بإحساس الانثى وهنا يجب اجراء التحاليل اللازمه لرده للجنسه الحقيقي من خلال معرفة أي الهرمونات هي الغالبة في جسده ، أما المثلية فهي بإرادة الشخص بدليل تحريمها في الأديان السماوية فالله لم يخلق أحد شاذ ولكن الشخص هو الذي يختار طريقه بناءا على عدة عوامل ليس من بينها طبيعة الشخص الربانية أو جيناته أو هرموناته .
عدد الردود 0
بواسطة:
مايكل ايمن
عنوان خاطي ومقال جيد
للعلم معندناش حاجة اسمها تجديد الخطاب الديني تعاليم المسيح مبتتغيرش وقداسة البابا بيطور طرق التعليم مع تطور العصر لكن مبيغرش الفكر ابدا ومفيش عندنا ارهاب مسيحي
عدد الردود 0
بواسطة:
Lolo
Lolo
الاخ مايكل لا يوجد ارهاب مسيحي لكن يوجد تطرف مسيحي ويهودي واسلامي وما التفرقه العنصرية مثلا إلا شكل من أشكال التطرف .
عدد الردود 0
بواسطة:
اسكندرية
لا يااستاذة LOLO
مع كامل احترامى لجميع التعليقات السابقة مافيش داعى اللعب باالالفاظ سواء كلمة ( ارهاب او تطرف ) لأن النتيجة واحدة _ المسيحى لو كان متطرف فهو متطرف فى الفكر بمعنى ممكن لايتقبل مسلم بذقن او ذبيبة او مسلم متشدد معة فى العمل او جار لة لكن يعاملة بااحترام __ اقصد انى ممكن اختلف مع حضرتك وممكن من داخلى ارفضك او ارفض معتقداتك لكن لا اضرك او حتى باللفظ اقول انك كافرة كما يحدث من بعض المشايخ الاجلاء
عدد الردود 0
بواسطة:
Lolo
الاخ اسكندريه
والله لا أقصد مضايقتك أنت أو غيرك ولكن تعليق الاخ مايكل استفزني لأنه بالطبع يقصد الإسلام والمسلمين ، أخي اتمنى الإسلام ليس وصمة عار كما يشير البعض ولكن تصرفات قله قليله تعد بالمئات أوةحتى الألاف لا تصم مليار و٣٠٠ مليون مسلم ،، على كل حال اعتذر والرد جاء من غيرتي على ديني كما تغار أنت على دينك ، تحياتي واحترامي لك .
عدد الردود 0
بواسطة:
اسكندرية
اسكندرية
اشكرك استاذة LOLO على ذوقك فى الحديث وكلامك المهذب ويكفى انك تقولى تعليق ( الاخ ) مايكل فعلا كلنا اخوة واصحاب واصدقاء واتمنى ان يكون البعض الرقى والتحضر زى حضرتك
عدد الردود 0
بواسطة:
مايكل ايمن
للاستاذة lolo
المسيح قال احبوا اعدائكم وانتم اصلا اخوتنا في الوطن واعتذر لكن برده مفيش مسيحي قتل مسلم عشان هو مسلم
عدد الردود 0
بواسطة:
Lolo
Lolo
أحب المسيح مثلك يا أخي مايكل ، أنا دارسة للديانات بالجامعه وأعلم أن المسيحية ديانه روحانية وليست مادية على الاطلاق وأعلم أن عندكم أيه تقول بما معناه إن لطمك أحد على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر ، لا أدري ماذا أقول لك غير أنني وديني براء منهم ، اشكرك على الاعتذار فلا اعتذار بين الاخوه وأنت اغلى واهم عندي من مسلم غير مصري والله يعلم ما في القلوب ، كل التحيه