كشف عزام التميمى القيادى بالتنظيم الدولى للإخوان ومدير مركز الفكر الإسلامى بالعاصمة البريطانية لندن، عن حجم الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان بين جبهتى محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، المعروفة بجبهة القيادات التاريخية، وجبهة محمد كمال عضو شورى الجماعة، الذى أعلنت وزارة الداخلية مقتله فى تبادل لإطلاق النار خلال العام الماضى، وهى الجبهة المعروفة باسم "جبهة شباب الإخوان".
وطالب "التميمى"، فى مقال نشرته بعض المواقع الموالية للجماعة، جبهة الشباب بتأسيس تنظيم جديد يحققون من خلاله رؤيتهم، أو الاستمرار فى جماعة الإخوان والرضوخ لآراء القيادات التاريخية، حتى لو كانت ظالمة من وجهة نظرهم، مؤكدا أن أزمة الإخوان الداخلية ليست نزاعا على رؤية ولا على فكرة بقدر ما هو على قيادة.
ومن سياق مقال عزام التميمى، يتبين أنه يهدد شباب التنظيم بعلة أن القيادات التاريخية هم الذين يمتلكون القرار داخل الجماعة، وأن مقدرات التنظيم تحت تصرفهم، موجها رسالة لشباب الجماعة مفادها أن كل المنشقين عن الإخوان ممن أسسوا كيانات أخرى فشلوا فشلا ذريعًا، ضاربًا المثل بحزب الوسط، قائلا: "رغم أن حال الجماعة لا يسر، إلا أن أحدا لم ينجح حتى الآن، رغم كل النقد الذى وُجّه إليها من داخلها وخارجها، فى إيجاد بديل لها ذى مصداقية، وهذا هو التحدى الأكبر الذى يواجه جناح شباب الإخوان، ولهم فى تجربة حزب الوسط وغيرها من تجارب من انشق عن الجماعة أو استقل عنها سواء فى مصر أو الأردن أو الجزائر أو غيرها كثير من العبر، فشباب الوسط الذين خرجوا من الجماعة، أو أُخرجوا، قبل ما يزيد على عشرين عاما، وكانوا حينها أصحاب حق ومظلمة، لم ينجحوا فى تقديم بديل عن الإخوان، وما لبث الإخوان أن تجاوزوا تلك الأزمة العابرة، وشقوا طريقهم لتوصلهم الثورة المصرية إلى الحكم، بينما ظل حزب الوسط مقتصرا على نفر قليل من المؤسسين وبعض المتعاطفين معهم".
وأوضح "التميمى" فى مقاله، أن الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان منذ ثورة 30 يونيو انعكست عليها بضعف الأداء وغياب القيادة فى الداخل وترهلها وتهافتها وتخبطها فى الخارج، وحالة الإحباط واليأس التى نالت من الإخوان، متابعا: "لا أرى سبيلا أمام جناح شباب الإخوان لحل خلافهم مع القيادات سوى واحد من خيارين لا ثالث لهما، إما أن يعودوا إلى الجماعة طائعين لقيادتها فى المكره والمنشط ويسعوا لإصلاح ما يحسبونه خللا من داخلها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وإما أن يعلنوا تشكيل إطار آخر باسم مختلف يسعون من خلاله لتحقيق ما يرون أنه بات مستحيلا ضمن الجماعة فى وضعها الحالى وبقيادتها الحالية التى باتوا يرفضون، وهم على قناعة من أنها لا تصلح لإدارة مدرسة صغيرة ناهيك عن أن تقود جماعة يعد أعضاؤها حول العالم بالملايين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة