أكد رئيس تيار الغد السورى المعارض أحمد الجربا أن سوريا تتعرض لاحتلال وتتقاسها مناطق نفوذ تتوزع بين روسيا وأمريكا وتركيا وإيران، مشيرا للجماعة المسلحة التى جاءت لاقتلاع قرار السوريين الوطني.
وقال الجربا خلال كلمته فى الملتقى الأول للعشائر والقوى السياسية السورية ان الاجتماعات فى مصر العروبة، والشقيقة الكبرى، موضحا ان سوريا وخِلافاً لِأيِّ دولةٍ منكوبة، مشيرا للدعم السعودى والاماراتى للخيارٍ العُروبيٍّ الوطَنيٍّ السورى.
وأوضح ان ظروف سوريا تغيرت وخريطتها السياسيةُ تبدلت، محذرا من سعى البعض لتغيير ديمغراقية سوريا السياسية بالكامل.
وأشار الجربا إلى سبب اللقاء الذى يجمع أبناء المنطقة الشرقية لا سيما الجزيرة والفرات، مؤكدا ان هذه المنطقة تشكل خط الصدع ومحور المواجهة الدولية فى مكافَحة الإرهاب وتقاسُمِ النُفوذِ في آنٍ معاً.
وأوضح أن مصير سوريا برمتها يتحدد اليومَ في المعركةِ الدائرةِ فى لحظة شديدة الحساسية، مؤكدا ان اجتماعات العشائر العربية الأصيلة والنخب السياسية والفكرية والثقافية له أهميةٌ استثنائية، مشيرا للنفوذ الإيرانى والتركى فى سوريا من دون أى وجود لدولة عربية واحدة صاحبة نفوذ.
وأكد ان الدول الشقيقة راهنت على حصان عربيٍ يمكن أن يحفظ عروبة سوريا ويصونُ هويتَها، بالتلاحُمِ والتعاضُدِ مَعَ كُلِّ المُكوناتِ الأُخرى، وعلى رأسِهِم الكُرد الإخوةُ فى التاريخِ والجغرافيا وشُركاءُ الأمسِ والمُستقبل.
وأوضح الجربا ان اجتماعات القاهرة دليلٌ على المشروعِ العربيِّ العروبي الذي يُسانِدُ سوريا ويشُدُّ عضدها، مؤكدا ان مشروع الصمود العربى الوزان تمثله مصر والسعودية والإمارات، مؤكدا ان يد السوريين ممدودةٌ وعُقولٌهم مفتوحةٌ للجميع لأخذهم حقوقهم.
ودعا الجربا إلى وقف مع النفس وموقف ثابت فى الدفاع عن حقوق سوريا حتى آخر رمق، لمواجهة الاستبداد وهزيمة مرتزقة وعصابات داعش والنصرة وأخواتَهُما.
وتثبيت الاجتماع بشكل يمكن المكون العربى من حجزِ مقاعِد على طاولةِ الحوارِ السياسى، مؤكدا على عدد من نِقاطُ الرؤيةِ السياسيةِ التي يتوجبُ علينا دِراستُها، وهى التأكيدُ على مواجهةِ الارهابِ بِكُلِ أشكالهِ ومِن كُلِ الأطراف، لما لِذلكَ مِن أهمّيةٍ في استعادةِ قرارِ سوريا الوطني مِنَ العصاباتِ التي سَطت عليه، إضافَةً إلى أهمّيَتِهِ على مُستوى التواصلِ مَعَ العالَمِ والأصدقاء، الذينَ قدموا القليل، ونَنتَظِرُ مِنهم الكثيرَ في مواجَهَتِنا المفتوحَةِ مَعَ الارهاب.
وأكد الجربا على أنَّ الحلَّ السياسي، لا ولن يكونَ إلّا مُتوازِناً ومُرتَكِزاً إلى مطالبِ السوريينَّ اولاً، وقراراتِ الشرعيةِ الدوليةِ ثانياً، وبالتنسيقِ الكاملِ مَعَ الثُلاثيِّ العربي ( مصر – السعودية – الإمارات).
وأوضح أن تثبيتُ حقوقِ جميعِ المكوناتِ داخِلَ سوريا الجديدة وعلى كل شِبرٍ مِن سوريا الواحدة الموحدة، مضيفا: من يَظُنُّ أنَّ تقسيمَ سوريا سَيَمُّرُ مُرورَ الكِرام، فنقولُ لهُم: أنَّ اللعِبَ بِهَذِهِ النار، لسوفَ يُفضى إلى انتشارِها في سائِرِ دولِ الإقليم. وعِندما نَتحدَثُ كعشائرَ عربيةٍ ومُكونٍ عَرَبي عَن حُقوقِ كُلِّ المكونات، فلن نقبَلَ بِكُلِ تأكيدٍ أيَّ انتقاصٍ أو مُجرَدَ مساسٍ بِحقوقِنا أو وجودِنا، مِن أيِّ جِهَةٍ أو طَرَف".
وأكد الجربا أن تكونَ خُطَةُ المرحلةِ الانتقاليةِ مُفصَّلةً وواضحة، لِجهةِ الإدارةِ السياسيةِ وطبيعةِ النظامِ الجديد الذي سَتُفرِزُه، موضحا ان المنظومةُ الكامِلَةُ للحقوقِ والواجبات التى سيكفَلُها دستور سوريا الجديد، الذي نُصمِمُ على أن يُنجَزَّ بأياديٍ سوريا ستكون بعيدة عَن أوهامِ الغلبةِ أو الاستقواءِ بالخارج.
وشدد الجربا على ضرورة إطلاقِ حوارٍ وطنيٍ حقيقي، تَحتَ مِظلَّةِ الإدارةِ الانتقاليةِ الجديدة. لأنَّ طَيَّ الصفحَةِ الراهنة، ومواجَهةَ كُل أشكالَ الارهاب التي مورست على سوريا، لن تكونَ مِن دونِ مُصارَحَةٍ ومُصالَحَةٍ حقيقية، وهذا أمرٌ لن يُنجَزَ دونَ حِوارٍ حقيقي، مؤكدا ان سوريا لم ولن تكونَ ورقةً او مسرحاً للُعبةِ الأمم القاتلة.
وأوضح أن هذه النقاط يمكن ان تشكيل منطلقا عملياً وإطار عمل سياسى، يُمَكِّن طرح رؤية السوريين والحفاظَ على حقوقِهم ومكتسباتِهم لأن الوقوف على الأطلالِ والاكتفاءِ بالشكوى لن يُأتى إلّا بالمزيدِ مِنَ الكوارث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة