اشتعلت الحرب الدبلوماسية بين روسيا وأمريكا، عقب قرار واشنطن إغلاق القنصلية الروسية فى سان فرانسيسكو، بعدما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الخميس، إن الولايات المتحدة طلبت من روسيا إغلاق قنصليتها فى سان فرانسيسكو وملحقيتين دبلوماسيتين فى واشنطن ونيويورك ردا على قرار الكرملين تقليص البعثة الدبلوماسية الأمريكية فى روسيا.
وردا على هذا القرار قال وزير خارجية روسيا، سيرجى لافروف، اليوم الجمعة، إن بلاده سترد بقوة على أى إجراءات أمريكية تهدف إلى الإضرار بها، وذلك بعد يوم من مطالبة الولايات المتحدة بإغلاق القنصلية الروسية فى سان فرانسيسكو وملحقيتين دبلوماسيتين فى واشنطن ونيويورك.
وقال لافروف، فى كلمة ألقاها أمام طلبة روس، إن الولايات المتحدة لم تمهل موسكو سوى 48 ساعة، وأشار إلى أن بلاده قد تبحث مسألة تقليص عدد العاملين فى السفارة الأمريكية مجددا.
وقال لافروف، "سنرد بمجرد أن ننتهى من تحليلنا"، وأضاف: "لكننى أود القول إننا لم نكن نحن البادئين بقصة العقوبات المتبادلة هذه. بدأتها إدارة أوباما بغرض تقويض العلاقات الأمريكية الروسية وعدم السماح لإدارة ترامب بطرح أفكار بناءة أو الوفاء بتعهداته قبل انتخابه"، وتابع "سنرد بقوة على ما يضرنا".
ومن جانبها، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، مساء اليوم الجمعة، أن أجهزة الأمن الأمريكية، تعتزم إجراء تفتيش فى القنصلية العامة الروسية فى سان فرانسيسكو، يوم الغد 2 سبتمبر، بما فى ذلك الشقق السكنية للدبلوماسيين وموظفى السفارة.
وقالت زاخاروفا فى تعليق نشر على الموقع الرسمى للخارجية الروسية "تعتزم أجهزة الأمن الأمريكية يوم 2 سبتمبر، إجراء تفتيش فى القنصلية العامة فى سان فرانسيسكو، بما فى ذلك شقق العاملين القاطنين فى مبنى القنصلية والذين يتمتعون بحصانة، والأمر الذى أوعزوا به أن يخلوا هم وعائلاتهم، بما فى ذلك الأطفال القصر وحتى الرضع، المكان بحلول الساعة 10-12 ساعة".
وأضافت: "الحديث يجرى عن اقتحام القنصلية ومساكن الدبلوماسيين بل وطردهم لكى لا يزعجوا وكلاء مكتب التحقيقات الفدرالى".
وأشارت زاخاروفا، إلى أن موسكو تعرب عن احتجاجها الشديد على إغلاق المرافق الدبلوماسية الروسية فى الولايات المتحدة، وتحتفظ لنفسها بإمكانية الرد.
وتابعت قائلة: "القرار الأمريكى بإغلاق المرافق الدبلوماسية الروسية يقوض أى تعاون بين البلدين، بما فى ذلك فى القضايا الدولية الملحة".
وصرح مساعد الرئيس الروسى يورى أوشاكوف، بأن روسيا فقدت خمسة من ممتلكاتها الدبلوماسية، وواحدة مستأجرة واصفا الحادثة بـ "الاستحواذ".
وأعلنت السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، تعليقا على قرار واشنطن إغلاق القنصلية الروسية فى سان فرانسيسكو، ومرافق دبلوماسية روسية فى واشنطن ونيويورك، أن روسيا لا تعتزم الانزلاق إلى الهستيريا وإلى حافة المواجهة مع الولايات المتحدة، وستستمر بالعمل لصالح البلدين.
وأضاف البيان "من جانبنا، لا نعتزم الانحدار إلى الهستيريا وإلى حافة المواجهة. سنواصل العمل بما فيه مصلحة البلدين".
وكانت قد أمرت موسكو الشهر الماضى الولايات المتحدة بخفض عدد موظفيها الدبلوماسيين والفنيين فى روسيا بأكثر من النصف إلى 455 فردا بعد أن صدق الكونجرس بأغلبية ساحقة على عقوبات جديدة ضد روسيا.
وقالت هيذر ناويرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فى بيان يوم أمس الخميس "نعتقد أن هذا الإجراء كان غير مبرر ومضرا بالعلاقات بشكل عام بين بلدينا".
وأضافت "فى إطار روح المعاملة بالمثل التى استحضرتها روسيا نطلب من الحكومة الروسية إغلاق قنصليتها العامة فى سان فرانسيسكو وملحقية سفارة فى العاصمة واشنطن وملحقية قنصلية فى مدينة نيويورك.. ينبغى إتمام عمليات الإغلاق تلك بحلول الثانى من سبتمبر".
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن القرار اتخذ عملا بمبدأ "المعاملة بالمثل"، مشيرة إلى أن الإغلاق يجب أن يتم بحلول السبت المقبل.
وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتن قد طلب من واشنطن فى 30 يوليو الماضى خفض 755 من العاملين بالسفارة والقنصلية وعددهم 1200 بحلول سبتمبر.
وأعرب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن الشكر إلى نظيره الروسى على خفض عدد العاملين بالبعثة الأمريكية الدبلوماسية فى روسيا، قائلا: "لأن لدينا الآن موظفين أقل برواتب أقل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة