بالصور.. "سبع صنايع والبخت ضايع".. عم عبد السلام 7 سنوات من تنظيم المرور بأسوان ببلاش.. ويؤكد: "أنا بتكلم أسبانى وإنجليزى ومحدش سأل فيا من المحافظين..ونفسى فى دخل ثابت وأعالج أمى المشلولة على نفقة الدولة"

على مدار 7سنوات اختار خلالها عم "عبد السلام" أن يصبح من أهم رجال المرور فى محافظة أسوان، فعلى بعد خطوات من طريق "الكورنيش" تجده يرتدى الزى الخاص بإدارة المرور، ويمارس دوره فى تنظيم السيارات بكل حسم، وعندما تقترب من وجهه الأسمر النحيف يبدو لك من الوهلة الأولى أنه رجل يبلغ من العمر أرذله لتكتشف مع أول حديث معه أنه مازال لم يتجاوز 45 عاما.

 

عدة أسئلة تدور فى بالك عندما تبدأ الحديث مع عم "عبد السلام" يأتى فى مقدمتها عن سبب إصراره على التواجد يوميا لتنظيم المرور من الساعة التاسعة صباحا وحتى الرابعة عصرا فى ظل هذه الشمس الحارقة، لتعلم أن حبه للعمل ورفضه أن يكون عاطلا بعد أن فقد مصدر رزقه الوحيد عقب أحداث ثورة 25 يناير، هو السبب وراء ذلك.

 "عبد السلام" كان يعمل مندوب فى إحدى شركات السياحة ودخله الشهرى كان جيد للغاية، ولكن بعد الثورة فقد عمله وكل مايملكه ولم يجد سوى تنظيم المرور عملا له، يكسب من خلاله بضعة الجنيهات من المواطنين ليتمكن من توفير الطعام لوالدته المريضة.

 

يروى عبد السلام لـ"اليوم السابع"، أنه بعد أحداث الانفلات الأمنى التى شهدتها البلاد عقب الثورة حرص على تنظيم المرور برفقة عدد من زملائه بعد اختفاء الشرطة من الشارع المصرى، وبعد استقرار الأوضاع الأمنية عزف اصدقائه على هذا الدور لكنه حرص على التواجد بصفة يومية لتنظيم المرور فى طريق الكورنيش، وعندما عاد التواجد الشرطى تم اصطحابه للأجهزة الأمنية للتأكد من هويته، وبعد أن تم التأكد من أنه ليس لديه نشاط سياسى رحب رجال المرور بدوره وبات يعاونهم بصفة يومية فى تنظيم حركة السيارات.

وعن مصدر دخل عم عبد السلام أكد قائلا: "أنا ممكن اروح بيتى من غير ولا مليم أنا بنظم المرور بقالى 7 سنين بدون مقابل، ونفسى يكون ليا دخل ثابت أعيش منه، انا مش عايز غير الستر"، وعلى الرغم من وعود المسئولين بتحديد دخل ثابت إلا أنه لم يصدق أحد معه على مدار هذه السنوات، قائلا: "كل شوية محافظ يتغير وكلهم بيوعدونى بمرتب بس مشوفتش منهم حاجة". وأوضح أنه تمكن من مقابلة محافظ أسوان مرتين ووعده بتحديد راتب عن دوره فى تنظيم المرور إلا أنه لم يحصل على دخل حتى الآن.

 

وأكد عم عبد السلام قائلا: "أنا مش طماع أنا بتكلم إنجليزى وأسبانى، ونفسى الوضع يتغير والسياحة ترجع عشان أرجع لشغلى القديم تانى"، لافتا أنه يعول والدته المصابة بالشلل، فبعد انتهاء يومه يعود إليها لإطعامها والاعتناء بها، بعد أن فقد الأمل فى علاجها على نفقة الدولة. وطالب عبد السلام بتحديد راتب ثابت عن دوره فى تنظيم المرور، بعد أن فشل فى الحصول على فرصة عمل أخرى نظرا لأن أصحاب العمل يفضلون تعيين الشباب عن كبار السن.