بعد انتشار جرائم قتل الأبناء لآبائهم مؤخرا.. أستاذ علم النفس: أغلب الحالات يكون الأبناء فى سن المراهقة.. وتشدد على ضرورة تعلم الوالدين مهارات التربية.. وقانونيون: "الإعدام أو المؤبد" فى انتظار الجناة

الأربعاء، 20 سبتمبر 2017 07:00 م
بعد انتشار جرائم قتل الأبناء لآبائهم مؤخرا.. أستاذ علم النفس: أغلب الحالات يكون الأبناء فى سن المراهقة.. وتشدد على ضرورة تعلم الوالدين مهارات التربية.. وقانونيون: "الإعدام أو المؤبد" فى انتظار الجناة جثة-أرشيفية
كتب سليم على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"قتل الأبناء لآبائهم" حالات مأساوية من جرائم لا يتقبلها العقل ولا الإنسانية، فكيف يتغير وضع الوالدين من المصدر الرئيسى للحنان والشعور بالأمان بالنسبة لأبنائهم إلى عدو يكنون له حقدا يصل إلى القتل؟.. قضية فى غاية الخطورة تحتاج إلى نظرة متأملة من الآباء والأمهات نحو الأسباب الكاملة سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو مادية لاتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب هذه الكارثة.

 

جرائم قتل أبناء لآبائهم وأمهاتهم

شهدت منطقة كرداسة جريمة قتل، البطل فيها طفل لا يتخطى عمره الأربعة عشر عاما، وأمه، والضحية هو الوالد، لم يكن يعرف أن خوفه على نجله من أصدقاء السوء، بمنعه من الخروج المستمر معهم، سيكون سببًا فى إنهاء حياته، ولم يتخيل أن السيدة التى عاشت معه ستكون يد العون لنجله للقضاء على حياته، حيث قام الابن باستغلال نوم والده الاربعينى وأحضر سكينا من المطبخ وطعنه 30 طعنة استقرت فى صدره وقلبه وساعدته أمه فى إخفاء الجثة.

وفى المطرية خرجت الابنة من غرفتها على صوت والدها وهو يقول "ابنى موتنى ابنى موتنى" لتجده يمسك بصدره والدماء تتدفق ناحية قلبه، وسقط على الأرض بعدها قتيلا، وأمامه شقيقها يحمل سكين فى يده ممتلئة بالدماء ليهرب بعدها، وتقول شقيقة المتهم خلال تحقيقات النيابة، أن والدها محمد لطفى موظف بالمعاش وشقيقها مصطفى دائما التشاجر بسبب الخلاف على مصروفات المنزل، واستطاعت قوات الأمن من القبض عليه.

وفى إمبابة، نشبت مشادة كلامية بين مدرب كاراتيه وشقيقه، بسبب دخول المجنى عليه إلى حجرته أثناء الصلاة دون استئذان، إلى أن تطور الأمر بينهما إلى مشاجرة ما دفع المدرب إلى الاعتداء على شقيقه بسكين، وعندما تدخلت أمه قام بطعنها هى الأخرى بالسكين، مما أودى بحياتهما.

كما شهدت منطقة المطرية جريمة أخرى تقشعر لها الأبدان، حيث تجرد عامل من كافة مشاعر الإنسانية، وأنهى حياة والدته خنقا بعد أن انقض عليها أثناء نومها وكتم أنفاسها وسدد لها عدة طعنات، ثم استولى على مبلغ 200 جنيه وحلق ذهبى من أذنها، وأبلغ رجال الشرطة اكتشافه مقتل والدته، وبتكثيف التحريات، تبين أن الابن كان وراء ارتكاب الواقعة، وبمواجهته اعترف بالجريمة نظراً لمروره بضائقة مالية، ورغبته فى الاستيلاء على الشقة عن طريق الميراث.

وفى أسوان عثر أهالى منطقة المحطة بمدينة كوم أمبو بأسوان، على جثة رجل ملقاة أسفل منزله، وبتكثيف التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجله "يحيى" 22 سنة، حاصل على دبلوم الثانوية الصناعية، واعترف الشاب بأن سبب قتله والده، بعدما علم رغبته فى الزواج على والدته

وهناك الكثير من الوقائع من مختلف المحافظات حدثت على اتفه الأسباب فهناك من قتل والده لدخوله الحمام قبله وآخر يقتل والده لرفض إعطائه مبلغا من النقود.. جميعها وقائع تحتاج إلى تكاتف جميع الجهات المعنية للتصدى لها قبل أن تتفشى وتبقى ظاهرة

 

رأى علم النفس والاجتماع

تقول الدكتورة سميحة نصر أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن جرائم قتل الأبناء لآبائهم وأشقائهم والعكس موجودة منذ بدء الخليقة مستدلة على ذلك بقصة قتل قابيل لشقيقه هابيل والتى تعد أول جريمة قتل فى تاريخ البشرية، وأضاف أن تلك الحالات قليلة ولكن أكد إذ لم يتم التصدى له سيؤدى إلى انتشار تلك الحالات وستكون ظاهرة. 

وأضافت سميحة نصر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الأطفال المهملة والذين يسىء الوالدان معاملتهم ولا يكون لديهم إلا خيارات محدودة هم من يقومون بمثل هذه الجرائم الاجتماعية، كما أن لهم سمات شخصية تتخلص فى ظهور علامات العنف الأسرى، من حاولوا الحصول على مساعدات لكن جميعها باءت بالفشل، من حاول الهرب أو الانتحار والمنعزلون عن أقرانهم، من يشعرون بقلة الحيلة وعدم القدرة على تغيير أحوالهم المنزلية، حيث إنهم ينظرون لجريمة القتل على أنها حل مريح لجميع الأطراف المعنية.

وأشارت نصر إلى أن أغلب الحالات يكون الأبناء فى مرحلة المراهقة، وتقل أعمارهم عن 11 عاما، ولا يكون لديهم إدراك واضح عن مفهوم الموت، كما يجدون صعوبة كبيرة فى قبول أن أفعالهم قد تؤدى إلى نتيجة لا رجعة فيها، على عكس الكبار الذين يقتلون آبائهم، حيث يختلف الأمر لدى المراهقين الذين يتحولون إلى جناة عندما تكون الأحوال الأسرية بالبيت لا تطاق ولا يمكنهم احتمالها والبدائل أمامهم تكون محدودة ومن أكثرها شيوعا هو القتل.

وأضافت أن هناك ثلاثة أنواع ممن يقومون بتلك الجرائم وهم الاطفال الذين يتعرضون للمعاملة شديدة السوء تتخطى كل الحدود من جانب والديه، ومن يعانون من اضطرابات عقلية حادة، والطفل المدل الذى يعانى من اتجاهات معادية للمجتمع.

وأكدت أنه لكى يتجنب المجتمع وقوع الأبناء فى جريمة قتل الوالدين، فنحن بحاجة ملحة لتعليم الوالدين مهارات تربية الأبناء ودعمهم، بالإضافة إلى إخضاع الوالدين لدورات تدريبية يتعلمون من خلالها كيف يتعاملون مع الضغوط الحياتية التى تواجههم وكيفية تنشئة الأبناء بالشكل الصحيح، والعمل على توفير الطرق المناسبة للتعامل مع الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، تواصل الآباء مع علماء النفس والاجتماع بالبحث المكثف لتقديم المعلومات الضرورية حول إدارة البيت، الأسرة وتربية الأبناء.

كما أكدت على ضرورة تحسين الوالدين مهارات التواصل المجتمعى وتقوية الروابط العاطفية الصحية، فكلما قوى الارتباط العاطفى بين الأبناء ووالديهم كلما قلت مستويات الجريمة أو الانحرافات الاجتماعية، إضافة إلى دعم الأطفال فى كل المراحل العمرية عن طريق الدورات المدرسية التى تحفزهم على فتح قلوبهم والشكوى إذا تعرضوا لأى إساءة حتى يمكنهم الحصول على المساعدة المطلوبة.

 

رأى القانون

قال أحمد السقا المحامى، إن قانون العقوبات ينص على تطبيق أقصى العقوبة فى كل واقعة على حدة سواء كان الإعدام أو المؤبد، نظرا لتوافر عنصر الأمان، لافتا إلى أنه فى حالات التعدى بالضرب على الآباء والأبناء يقوم القاضى بتطبيق أقصى العقوبة والتى تصل إلى ثلاث سنوات.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة