فى خطوة تعكس احترام المرأة وتؤكد حقها فى المشاركة المجتمعية فى محيطها الاجتماعى. سمحت السلطات السعودية للمرة الأولى للنساء بالمشاركة مع أسرهن، بشكل منفصل عن بقية الحضور، فى الاحتفال بالعيد الوطنى السعودى الذى يقام فى ملعب رياضى يومى السبت والأحد القادمين.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية اليوم، الأربعاء، "أعلنت الهيئة العامة للترفيه عن فتح مدرجات استاد الملك فهد الدولى بالرياض أمام العائلات مجاناً، بعد التنسيق مع هيئة الرياضة، لحضور ومشاهدة فعالية 'ملحمة وطن' التى تنظمها الهيئة ضمن فعالياتها لليوم الوطنى السابع والثمانين يومى السبت والأحد المقبلين الموافق 23 و24 سبتمبر".
وأضافت "تتسع هذه الفعالية المميزة لنحو 40 ألف شخص، ستقسم بين الأفراد والعائلات بشكل منفصل".
ولم تكن السلطات تسمح حتى الآن للنساء بدخول الملاعب تطبيقا لمبدأ عدم الاختلاط بين الإناث والذكور فى الفضاءات العامة.
لكن يبدو أن المملكة بدأت تخفف بعض التضييقات على النساء فى إطار "رؤية 2030" للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى. وسمحت بالخصوص للنساء بإجراء بعض المعاملات الإدارية بمفردهن دون وصاية ذكر.
وأشاد ناشطون حقوقيون فى يوليو 2017 بقرار وزارة التربية السماح للفتيات بممارسة الرياضة فى المدارس العامة.
وكانت وسائل إعلام رسمية أفادت أن السعودية ستدرب نساء على العمل مراقبات للحركة الجوية فيما تسعى المملكة لتوفير المزيد من الوظائف للنساء فى إطار إصلاحات تهدف لتقليل اعتماد الاقتصاد على النفط.
وتهدف رؤية 2030 إلى زيادة عدد الوظائف وتنويع مصادر الدخل بعد أن تضرر أكبر بلد مصدر للنفط فى العالم بسبب تراجع أسعار الخام.
وستساهم بعض التغييرات المقررة فى تحول بمجتمع اقتصر فيه التوظيف على الرجال. ومن بين التغييرات المزمعة زيادة نسبة النساء فى مجمل القوة العاملة من 23 إلى 28 فى المئة وزيادة تواجدهن فى المناصب الحكومية الرفيعة لأربعة أمثاله لتصبح النسبة 5%.
وأعلنت شركة خدمات الملاحة الجوية المملوكة للدولة أمس الأحد أنها ستقدم تدريبات نظرية وعملية لثمانين امرأة سنويا لإعدادهن للعمل فى قطاع مراقبة الحركة الجوية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية فى تقرير نشر فى وقت سابق "بدأت المتقدمات والبالغ عددهن 80 متقدمة صباح اليوم الأحد فى إجراء اختبارات القبول بالأكاديمية السعودية للطيران المدنى وسيخضعن لعدد من الاختبارات التحريرية".
وأضاف التقرير أن على المتقدمات أن يكن حاصلات على الشهادة الثانوية بامتياز وأن تكون أعمارهن بين 18 و 25 عاما.
والسعودية هى البلد الوحيد فى العالم الذى يحظر قيادة المرأة للسيارات.
ومعظم النساء العاملات يشتغلن فى القطاع العام ولاسيما مجالى الصحة والتعليم لكن السلطات تقول إنها تسعى لتشجيع تعيينهن فى شركات خاصة فى إطار رؤية 2030.
وتحظر اللوائح على النساء شغل وظائف معينة كما تحد قواعد الاختلاط بين الجنسين فى المتاجر وأماكن العمل من فرص التوظيف. وحتى عام 2012 كان معظم العاملين حتى فى متاجر الملابس الداخلية النسائية من الرجال.
وظل توظيف النساء محل خلاف لسنوات بين المحافظين والإصلاحيين لكن الكفة مالت لصالح التغيير منذ اضطلع ولى العهد الأمير محمد بن سلمان بصلاحيات واسعة قبل عامين.
وفى العام الماضى قال رجل دين بارز إنه ينبغى السماح للنساء بالعمل مسعفات وطبيبات عيون وفى الشهر الماضى استعانت السلطات بنساء للعمل فى مركز لتلقى الاتصالات فى حالات الطوارئ خلال موسم الحج للمرة الأولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة