عاد مجددًا الدكتور خالد منتصر، بآرائه المختلفة والمثيرة للجدل حول اللغة العربية ماضيها ومستقبلها، حيث تبنى "منتصر" وجهة نظر، تبعد اللغة عن التقديس، أو حتى باعتبارها أجمل اللغات الحية، زاعمًا أن تلك الأقاويل ما هى إلا مبالغات ووهم استعلائى لا يصمد أمام أى مناقشة علمية أو منطق.
خالد منتصر أفسح جزءًا للكتابة عن اللغة العربية فى مقال له نشر بعنوان "اللغة العربية ليست مقدسة وليست الأجمل أو الأعظم" رد فيها على تصريحات الدكتور إبراهيم الهدهد القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، والذى قال فيها "إن كل لغات العالم ستنقرض إلا اللغة العربية" حيث استشهد "منتصر" ببيان نسبه إلى منظمة اليونسكو حول "أن تعرض عدة لغات للانقراض من بينها اللغة العربية".
كما رد خالد منتصر فى مقاله عن فكرة تقديس اللغة العربية وأنها لغة القرآن الكريم، حيث يرى أن ذلك ما هو إلا أمر الغرض منه دغدغة المشاعر والاستدعاء الدينى فى نقاش بشرى، ودلل "منتصر" على حديثه بـ"أن فارس كانت تتحدث العربية التى انقرضت، وحلت محلها اللغة الفارسية وظل القرآن"، كما أن اللغة العربية تعرضت لعدة تدخلات كإدخال الحروف المنقطة من اللغة السريانية الآرمية.
ورد خالد منتصر فى مقاله عن مقولة "أن اللغة العربية لغة أهل الجنة" بأنها غير منطقية، وأن ذلك ليس له علاقة بتعرضها للانقراض أو الحفظ، حيث يرى منتصر "أن اللغة منتج ثقافى وقوة الدولة التى تتحدث تلك اللغة تجعل الآخرين يبحثون ويهتمون بتعلمها" وهو ما يتنافى مع رغبة العديد من الأهالى فى تعلم اللغة الإنجليزية باعتبارها الأهم.
خالد منتصر أيضًا خاض فى بنية اللغة العربية، متسائلاً: "هل يستطيع أحد أن يخبرنى ما المنطق فى المثنى؟" وتابع: "ما الداعى إلى المثنى؟ ما العبقرية والعظمة والجمال فى صيغة المثنى ومثله جمع التكسير؟.
وحول جماليات اللغة العربية فى الأدب كأعمال المتنبى وأبو العلاء وابن الرومى، استدعى "منتصر" جمال لغة شكسبير و رامبو و لوركا، للتدليل على أن ذلك ليس برهانًا على قدسية اللغة العربية.
هجوم منتصر الأخير، لم يكن الأول من نوعه فيما يخص اللغة العربية، فمنذ 7 سنوات وبالتحديد فى يونيو عام 2010 وخلال مشاركته فى لقاء ثقافى بصالون مكتبة حنين، وصف اللغة العربية بأنها "ماتت" وذلك كون اللغة غير قادرة على التطور ومواكبة العصر أو على استيعاب الكلمات والمصطلحات الجديدة بحسب زعمه.
وأضاف "منتصر" أن اللغة العربية غير مرنة، على عكس الإنجليزية، مشيرًا إلى أن ذلك يرجع إلى التطور الذى شهدته الأخيرة، فكريا وثقافيا وحضاريا، أما اللغة العريية كأصحابها أصبحت جامدة وميتة لأن أهلها موتى وغير متطورين وغير مشاركين فى صنع الحضارة الإنسانية، على حد تعبيره.
من جانبه رد الدكتور أحمد درويش، أستاذ البلاغة والنقد المقارن بجامعة القاهرة، "أن لو "خالد منتصر" قرأ كتابى الذى صدر منذ 15 عامًا بعنوان "إنقاذ اللغة إنقاذ الهوية"، لوجد إجابات عن أسلئته التى طرحها، والكتاب موجود ويمكنه الاطلاع عليه.
وأضاف "درويش" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" " أشرت فى الكتاب لخطأ الربط الشديد بين الدين واللغة، فالعربية الفصحى كانت لغة أبو بكر وأبو جهل فى وقت واحد، كما أننا ندرس أقول الوليد بن المغيرة باللغة العربية ورد الرسول والصحابة عليه.
وتابع "درويش": "بل إن العرب الأوائل استخدموا اللغة العربية فى الغزل الفاحش واستثمروه فى تفسير القرآن، مشيرا إلى أن تاريخ اللغة العربية عرف شعراء مميزين من المسحيين واليهود، ومنهم بشارة الخولى الشاعر اللبنانى.
وفيما يخص قاعدة المثتنى قال الدكتور أحمد دوريش، أحب أن أهدى "خالد منتصر" أغنية فى جماليات المثتنى تغنيها الفنانة الكبيرة فيروز، حيث تقول "يا عاقد الحاجبين على الجبين اللجين/ إن كنت تقصد قتلى قتلتنى مرتين"، إضافة إلى أغنية شادية "غاب عنى" موضحا أن المثنى ظاهرة فى قلب اللغة لا تلغى لرغبة كاتب ما، حيث إنه لا يستطيع فعل ذلك فى اللغات الأخرى، واستشهد "درويش" بمقولات لتأكيد الظاهرة فى العامية المصرية مثل "شايف نفسه حبتين" و"يظهر معاه قرشين".
وأكد، أستاذ البلاغة والنقد المقارن بجامعة القاهرة، إن اللغة ليست مقدسة بينما القرآن هو من يحمل القداسة، واللغة ظاهرة اجتماعية تقوى بقوة أهلها وتضعف وتمرض وقد تموت، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن البعض فسر الآية الكريمة "إنا نحن نزلنا الذكر وغنا له لحافظون" بنوع من الخلط بين الأمور المختلفة.
وأوضح "درويش" أن منظمة اليونيسكو رفضت فى القرن العشرين قائمة بموت 300 لغة، ووضعت فى القرن الحالى قائمة ببعض اللغات الضعيفة منها العربية.
وتابع "درويش"، علينا الأجابة عن كيفية إحياء اللغة عبر ثلاثة مجالات هى "التعليم والإعلام والتواصل"، موضحًا "نحن مقصرين".
وأشار "أحمد درويش" إلى أنه على خالد منتصر أن يدعوا إلى مزيد من الاهتمام لتعلم اللغة العربية، وأن يدعو من يكتب الإعلانات أن يختار اللغة العربية أولا.
كما طالب من الوزراء والسفراء فى منظمة الأمم المتحدة، بأن يقوموا بإصلاح الخلل، لكى تنشط اللغة العربية، عن طريق التحدث بها، بدلا من التحدث بلغات أجنبية مليئة بالأخطاء، موضحا "نحن نحارب الوهم ونعرف الواقع ونعرف أن العربية تعلو وتنخفض وتمرض وتموت وأن إنقاذ اللغة هو إنقاذ للهوية".
من جانبه يرى الدكتور مأمون وجيه، أستاذ النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم، وعضو مجمع اللغة العربية، أن الحديث عن انقراض اللغة العربية "كلام فارغ" على حد تعبيره.
وأكد "وجيه" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن اللغات لا تنقرض إلا بانقراض أهلها، مشير إلى أنه لا توجد أى لغة على وجه الأرض مقدسة وإنما التقديس للقرآن.
وأوضح "عضو مجمع اللغة العربية" أن اللغة العربية بشكل عام تفصل فى الأعداد، حيث يوجد المفرد والمثنى والجمع، على عكس اللغة الإنجليزية التى يوجد بها المفرد والجمع فقط.
وأضاف "وجيه" أن المجتمعات هى التى تحافظ على اللغة، لأنها الأداء التى تقوم بنقل العادات والتقاليد والتعاليم والتراث من جيل إلى جيل، فإذا انقرضت انقطع الحبل السرى لتلك المجتماعات.
وطالب "مأمون وجيه" بضرورة اتخاذ الحكومات خطوات للحفاظ على اللغة معتبرا أن إنها جزء من الحفاظ على الأمن القومى.
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي نبيل
اللغة حياة لأهلها وقوميتهم
يتحدد الوطن بعناصر منها اللغة -- وأي لغة تقوى بقوة شخصية أصحابها وتميزهم بدليل كل مستعمر فرض لغته على مستعمراته -- والاستعمار الثقافي هو الوجه الاستعماري الحديث لمحو وطمس هوية الشعوب للوصول الى عالم قوي مسيطر -- وودويلات ضعيفة مفككة عن اصولها ولغاتها الاصلية بالتالي عن جور ثقافتها وحضارتها فيسهل تطويعهم للحضارة الأقوى الظالمة - عكس مايقال ان الحرية الفكرية متاحة للجميع -- وهناك مثالان في امريكا واستراليا -- لقد انمحت لغة السكان الاصليين بطرق وحشية من القتال العسكري ----الى منع السكان الاصليين من التحدث بلغتهم -- الى حصرهم في مناطق كانها حجر صحي لثقافات لا يريدها الوافد المستغل -- وقد شهد على ذلك اعتذار رئيس وزراء استراليا للسكان الاصليين اعتذارا رسميا عن الدلة للمعاملة المجحفة للمستوطنين الوافدين
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الله المصري أدم
لغة الضاد
سيظل دائماً يٌوجد مَن يٌنكر ويجهل قدر اللغه العربيه ، التي إختارها الله سبحانه وتعالي وعاءاً لقرآنه الكريم . هل يستطيع كل من ينكرون اللغه العربيه مجتمعون ترجمة القرآن الكريم ببلاغته وإعجازه وعلومه الظاهره والباطنه وبناءه اللغوي والرقمي المٌعجِزين إلي أي لغه أخري يؤمنون بها دون أن يٌنقصوا من كل ذلك شيئاً ؟ .