بين 193دولة شاركت فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نسختها رقم 72، والتى عقدت خلال الأسبوع الماضى، جاءت المشاركة المصرية مصحوبة بالحجم الأكبر من المتابعة والاهتمام والتحليل، خاصة لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى ألقاها الثلاثاء الماضى، وحظت المشاركة بذلك الاهتمام نظرا لحجم القضايا والملفات الذى تشارك فيه مصر دوليا وإقليميا كطرف أساسى وفاعل، وقد حققت تلك الزيارة التى قادها الرئيس عدة مكاسب ونتائج إيجابية نرصدها فيما يلى.
1. التأكيد على ثبات واستقرار الدولة المصرية ومؤسساتها
فى كل ظهور دولى لمصر ولرئيسها يتأكد ويترسخ فى أذهان دول وشعوب العالم أن مصر مستمرة فى طريق الاستقرار وتماسك مؤسسات الدولة، وأن مرحلة عدم الاستقرار التى بدأت فى عام 2011 قد توقفت ودخلت مصر مرحلة تماسك ونمو مؤسسات الدولة وأركانها التى يقودها رئيس وبرلمان منتخبان وحكومة هى الأطول عمرا منذ قيام ثورة يناير، وتلك صورة ذهنية مهمة وضرورية أن تصل إلى دول وشعوب العالم من خلال تلك الفعاليات.
2. ترسيخ ثوابت الدبلوماسية والسياسة المصرية أمام العالم
كعادته لم يفوت الرئيس عبد الفتاح السيىسى المناسبة دون أن يعيد التأكيد على ثوابت الدبلوماسية المصرية وسياساتنا الخارجية ورؤيتنا حول الملفات والأزمات الكبرى فى العالم والتى من أهمها عدم التدخل فى شئون الدول ومنح الشعوب حق تقرير مصيرها ودعم استقرار الدول ورفض دعم الجماعات الإرهابية والمسلحة.
3. طرح رؤية مصر حول القضايا الدولية والإقليمية الكبرى
خلال كلمته فى الجمعية العامة، تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أغلب وأهم القضايا الدولية والإقليمية المهمة، وعرض على زعماء العالم رؤية مصر لحل تلك القضايا، وموقف الدولة من الأحداث التى تدور حولنا، وهو تأكيد على أن مصر تستعيد مكانتها الدولية والإقليمية وأصبحت لاعبا مهما واستراتيجيا فى أغلب تلك القضايا.
4. استعادة مكانة مصر فى الدفاع عن القضية الفلسطينية
استطاع الرئيس السيسى فى كلمته أن يعيد مصر إلى مكانها الطبيعى كصاحبة اليد الأولى فى الدفاع عن القضية الفلسطينية والكارت الأقوى فى ذلك الصراع بعدما تاجرت العديد من الدول خلال السنوات الماضية بالقضية على حساب مصر، معتقدة أن القاهرة لم تعد ذات دور مؤثر، فى حين أن الرئيس عبد الفتاح السيسى استطاع فى كلمته أن يحرج كل تلك الدول ويطرح سيناريو واقعى وعملى لحل القضية ونزع فتيل الحرب من المنطقة، ما أعاد مصر إلى مشهد القضية الفلسطينية بقوة كسابق عهدها.
5. وضع العالم أمام مسئولياته فى طريقة التعامل بمكافحة الإرهاب
ويأتى ملف مكافحة الإرهاب ومسئولية الدول الكبرى تجاه القضاء على الجماعات المسلحة أحد أهم ركائز الدبلوماسية المصرية والتى رسم ملامحها الرئيس السيسى فى أكثر من فاعلية دولية، وجاءت لكمة الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تأكيدا وترسيخا للرؤية المصرية التى تطالب العالم بالمكاشفة والمصارحة حول دور بعض الدول التى تقدم الدعم الإعلامى والمادى والسلاح للجماعات المسلحة وأن مواجهة الإرهاب لن تتم إلا بوقف تلك التصرفات.
6. عقد لقاءات واجتماعات مهمة على هامش الجمعية العامة
كان جدول زيارات الوفد المصرى، هو الأكثر زخما ونشاطا بين الوفود، حيث عقد الرئيس السيسى وأعضاء الوفد المرافق العديد من اللقاءات والاجتماعات على هامش الجمعية العامة، كان من أبرزها لقاءات السيسى مع رؤساء أمريكا وقبرص والأمين العام الأمم المتحدة ولقاءات الأشقاء العرب، كما أجرى الوفد لقاءات مهمة مع رجال أعمال ورجال اقتصاد مهمين بالبنك الدولى وغيره من المؤسسات الاقتصادية الكبرى، استغلالا للتواجد الكبير الذى لايتكرر إلا فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
7. تحقيق مكاسب اقتصادية كبرى وتصحيح الرؤية حول الأوضاع فى مصر
من بين أهم المكاسب التى حققتها مصر خلال المشاركة هو الشق الاقتصادى، حيث استطاع الوفد المصرى أن يجرى لقاءات واجتماعات صحح من خلالها الصورة حول الأوضاع الاقتصادية فى مصر، ونقل بالأرقام والحقائق نتائج إجراءات الإصلاح الاقتصادى وتلقت مصر وعودا بزيارات مجموعات من رجال الأعمال إلى مصر خلال الفترة المقبلة لضخ استثمارات ضخمة فى السوق المصرى.
8. قطع ذيول وألسنة الإخوان فى أمريكا وأوروبا
كانت المشاركة أيضا بمثابة قطع لآخر ذيول وألسنة جماعة الإخوان فى أمريكا وأوروبا بعد محاولاتهم العديدة خلال السنوات الأخيرة لإفساد مشاركات مصر فى تلك الفعاليات، إلا أن المشاركة هذا العام فرضت على العالم والإعلام الغربى مشهدا واحدا، وهو استمرار الدولة المصرية فى طريق البناء ومضيها فى طريق الاستقرار، ونجاح رئيسها ومؤسساتها فى مواجهة كافة المخططات الإخوانية لإسقاطها بعد ثورة 30 يونيو.
9. فرض صورة مصر الحقيقة على وسائل الإعلام الدولى
فرضت المشاركة المصرية وكلمة الرئيس السيسى نفسها على وسائل الإعلام الدولى الداعمة لمصر أو المناهضة لها، حيث كانت المشاركة والكلمة المصرية قوية بما يكفى لتفرض رؤية مصر وصورتها الحقيقية على تلك الوسائل، وذلك بعد أن سعت على مدار سنوات ماضية لتشويه الصورة المصرية مستغلة جماعة الإخوان وبعض المروجين للشائعات والأكاذيب حول مصر.
10. الرد العملى على الشائعات والاكاذيب التى تروج ضد مصر
توقيت المشاركة وجدولها حقق نتائج إيجابية على مستوى الرد العملى على كافة الشائعات والأكاذيب التى يتم إطلاقها ضد مصر، والتى زادت مؤخرا وكان من بينها تقرير منظمة هيومان راتس ووتش عن حقوق الإنسان فى مصر، حيث تضمنت الزيارة حرص أعضاء الوفد على تصحيح كافة الصور والرد على كافة الشائعات خلال لقاءاتهم مع الوفود والمسئولين ورجال الأعمال والصحفيين الأجانب الموجودين على هامش انعقاد الجمعية العامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة