سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على المخاوف التى أثارتها الحرب الكلامية الحالية بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، مشيرة إلى أن تلك الحرب قد تتطور إلى مرحلة جديدة أكثر تقلبا وتسارعا، وذلك فى ظل تهديد الشطر الشمالى بإجراء تجربة نووية فى المحيط الهادى، وحال تنفيذ بيونج يانج، تهديدها ستعد هذه التجربة النووية الأولى منذ 37 عاما.
ولفتت الصحيفة الأمريكية - فى تقرير نشرته على موقعها الالكترونى اليوم السبت - إلى تصريحات ترامب، الذى وصف خلالها زعيم كوريا الشمالية أمس الجمعة بأنه "رجل مجنون"، وذلك بعد ساعات من تصريحات كيم جونج أون، التى وصف خلالها الرئيس الأمريكى ب"المختل عقليا"، ومضى زعيم كوريا الشمالية قدما خلال تصريحاته فى التهديد بإجراء تجربة نووية جديدة فى المحيط الهادى، وهو تهديد جاء -ليضع ضغوطا - فى ظل دراسة الإدارة الأمريكية ومناقشتها للخيارات المتاحة أمامها للتعامل مع كوريا الشمالية، بما فى ذلك توجيه ضربة عسكرية استباقية حال رصد أية محاولات من قبل الشطر الشمالى للتحضير لإجراء تجربة نووية.
وتابعت "نيويورك تايمز"، إن المواجهة طويلة الأمد بين ترامب، وكيم جونج أون، الذى وصفه الرئيس الأمريكى مؤخرا ب"الرجل الصاروخ"، عرقلت الجهود الدبلوماسية وحولت مسار الأزمة إلى إهانات على الساحة الدولية، ولفتت إلى أن ترامب يبدو أنه يغامر بنفس الأسلوب الذى يتبعه مع خصومه المحليين، حيث يتعمد وضعهم فى موقف دفاعى، غير أن محاربين قدامى قالوا إن ترامب يلعب لعبة خطرة، وهى على الأقل تُعرقل جهوده الشخصية لإيجاد حل دبلوماسى للنزاع حول برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية.
ونقلت الصحيفة عن "كورى شاك"، مساعدة الرئيس الأمريكى الأسبق، جورج بوش للأمن القومى، قولها، إن الإهانات تجعل التسوية أكثر تعقيدا، مشيرة إلى أن إرهاب القادة الأجانب يعد تكتيكا دبلوماسيا ليس له سجل جيد جدا، وفى أزمة مثل قضية كوريا الشمالية -التى لديها هامش ضئيل للخطأ واحتمال كبير لسوء الفهم بسبب العزلة الدولية القابعة فيها- ينزلق ترامب، تجاه هذا التكتيك بشكل متهور.
وقارنت "نيويورك تايمز"، بين أسلوب الرئيس الأمريكى الحالى، فى الرد على زعيم كوريا الشمالية، وبين أساليب بعض رؤساء الولايات المتحدة السابقين الذين انتقدوا زعماء كوريا الشمالية بشكل غير علنى، حيث قالت إن الرئيس الأسبق جورج بوش، كان وصف والد الزعيم الكورى الشمالى الحالى، بـ"القزم"، الذى يتصرف مثل الطفل المدلل على مائدة العشاء، وذلك خلال اجتماعه مع أعضاء مجلس الشيوخ، فيما تعمد الرئيس السابق باراك أوباما، تجاهل كيم جونج أون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة