"يا بلح ابريم يا سمارة سواك الهوى فى العالى هوى ، على طمى النيل يا سمارة ، وشربت عكار لما استكفيت بس إحلويت قوى يا سمارة لما اسمريت قوى ياسمارة لفيت الشارع والحارة على زى نقاوتك فين ما لقيت".
بهذه الكلمات يجنى الفلاحون بمحافظة أسيوط، البلح بقطع السباط من النخل باستخدام حبل الوسط والشرشر " المنجل " والشكارة " الجوال " فى موسم حصاده بشهر سبتمبر، وينتظر الفلاحون حصاده من العام للعام ، نظرا لأنه يعد من أهم المحاصيل التى بها اكتفاء ذاتى بالمحافظة والفائض يتم تصديره داخليا وتأتى محافظة اسيوط فى الترتيب الثانى بعد محافظة الوادى الجديد فى إنتاج البلح بمختلف أنواعه سواء كان الزغلول أوالسمانى ، أو الحيانى أو الصعيدى.
ويعتبر حصاد البلح مصدر رزق خاصة لهؤلاء الذين يعملون فى مهنة طالع النخل والتى لا يعرف لها بديل.
"خالد ممدوح" من مركز البدارى، يكشف أن موسم حصاد البلح أكبر موسم "يسترزق منه" طالعو النخل، طيلة العام،مضيفا: نعتمد فيه على التقليم والتلقيح فقط، وعلى الرغم من مشاق المهنة والتى تعرض حياتنا للخطر إلا أننا توارثناها أبا عن جد، وأحيانا يكون المقابل ٢٠ جنيه عن كل نخلة وفِى بعض الأحيان نأخذ "كيله" من البلح عن كل نخلة وفِى الحالتين لا يعتبر مقابل جيد للمجهود المبذول فى قطع "السباط " والتقليم ولكن فى النهاية هو مصدر رزق لنا.
ويضيف " مجدى ممدوح" أن هناك عدد من الشباب العاملين بالمهنة يعتبر الأمر بالنسبه لهم مغامرة وترفيه أكثر منه عمل فنستخدم فى الارتفاع فوق النخل حبل متين يتم وضعه فى الخصر ، ثم يكون طالع النخل فى المنتصف ويستخدم يديه وأرجله خلفيتين فى التسلق حتى يَصْل إلى أعلى النخلة ويقوم بقطع السباط ومن ثم تقليم النخل وتهذيبه، والمغامرة تكون فى الاعتماد على ليونة الجسد وعدم الرهبة ويضيف أنه يعمل بالمهنة مع أشقائه بعد أن ورثوها أبا عن جد.
و يقول الحاج أحمد صادق أن لديه مساحة كبيرة منزرعة بالنخل تقدر ب ٢٥ نخلة فيقوم بمنح أقاربه ومعارفه هدايا منه ويقدم جزء آخر للصدقات والنذور ويبيع الباقى لأحد التجار الذى يقوم بتصديره.
ويقول "محمد حامد " إن أفضل مافى موسم جنى البلح أنه يتوافق مع موسم المدارس وعلى الرغم أنه غير مربح ولكن يعد مصدر للدخل فى هذا الوقت تزامنا مع دخول المدارس، فأحيانا يكون المقابل مادى أو جزء من محصول البلح.
ويضيف "محمد علي" طالع نخل وتاجر، أنه يعمل فى تقليم النخل ويستفيد من الجريد الذى يقلمه فيحصل عليه لبيعه وكذلك الليف الأحمر الذى يستخدمه البعض فى الاستحمام سنة عن النبى صلى الله عليه وسلم، مضيفا أن النخل هو الشجر الوحيد الذى ليس به نسبة فاقد فيستخدم البلح فى أكثر من غرض فضلا عن استخدامه فى العلاج ويستخدم جريده فى سقف المنازل وصناعة الأقفاص والكراسى ويستخدم سعفه فى أكثر من غرض كصناعة الأطباق واستخدامه فى عيد السعف للأقباط ويستخدم ليفه فى أكثر من غرض منها الاستحمام والتنجيد وفتل الحبال والبردعة والشلت ويتم بيعه مع الجريد أو على حدا ويباع باللفه.
ومن جهته قال المهندس سمير ظريف مدير عام البساتين بأسيوط ، إن محافظة أسيوط تمتلك أكثر من ٦٠١ ألف و٥٨٣ نخلة على مستوى المحافظة ، وكل نخلة يبلغ متوسط إنتاجها ٩٣ كيلو بلح فى النخيل البلدى الطويل، وتختلف الأصناف بعد ذلك من الزغلول ، والسمانى ، والحياني، والصعيدى والتى يتراوح متوسط انتاج النخله من ٦٥ الى ٨٥ كيلو بلح
واضاف ظريف إن محصول البلح بمحافظة أسيوط يعد ثروة قومية وتعتبر المحافظة من المحافظات المصدرة للبلح ، وعن المشاكل التى تواجه محصول البلح قال ظريف ليست هناك أى مشكلة فى محصول البلح سوى السوسة الحمراء ، والمديرية أرسلت حصرا بنسبة الفاقد من المحصول للوزارة للوقوف على الأمر وجار العمل على حل المشكلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة