المرأة الحديدية تفلت من أزمة المهاجرين.. أنجيلا ميركل تفوز بولاية رابعة للمستشارية الألمانية.. الحزب الاشتراكى الديمقراطى يحصل على أسوأ نتيجة فى تاريخه..حزب البديل لألمانيا لأول مرة فى البرلمان بـ13% من الأصوات

الأحد، 24 سبتمبر 2017 08:13 م
المرأة الحديدية تفلت من أزمة المهاجرين.. أنجيلا ميركل تفوز بولاية رابعة للمستشارية الألمانية.. الحزب الاشتراكى الديمقراطى يحصل على أسوأ نتيجة فى تاريخه..حزب البديل لألمانيا لأول مرة فى البرلمان بـ13% من الأصوات ميركل ورؤساء الأحزاب
كتب عبد الوهاب الجندى - رسالة برلين وائل ربيعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فاز المحافظون الألمان بالانتخابات التشريعية التى جرت اليوم الأحد، إلا أن الدخول التاريخى لليمين القومى والشعبوى إلى مجلس النواب عكر كثيرا فرحة انتصار أنجيلا ميركل التى وصفها البعض بـ"المرأة الحديدية" بولاية رابعة.

ميركل ورؤساء الأحزاب
ميركل ورؤساء الأحزاب

وجسدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشخصها البرنامج الانتخابى لحزبها، إنها تقود البلاد نحو المستقبل بنهج براجماتى وبقوة الابتكار فى المجتمع ويشمل ذلك حتى قضايا العولمة، لكنها كانت تحت ضغط أزمة اللاجئين فى عام 2015 لكنها نجحت فى الخروج منها.

ومع أن الحزبين المحافظين الحليفين الاتحاد المسيحى الديموقراطي، والاتحاد المسيحى الاجتماعي، حلا فى الطليعة وجمعا ما بين 32% و 33%، فان هذه النتيجة لهما تعتبر الأدنى تاريخيا (33.8% عام 2009).

المستشارة الألمانية
المستشارة الألمانية

وفى المرتبة الثانية المتوقعة حل الحزب الاشتراكى الديمقراطى جامعا ما بين 21 و22% فى اسوأ نتيجة له منذ العام 1945، وذلك بحسب استطلاعات الرأى لدى الخروج من مكاتب الاقتراع من إعداد شبكتى "آى أر دي" و"زد دى أف".

وفور ظهور النتائج الأولية أقرت ميركل، بأنها كانت تتوقع الحصول على "نتائج أفضل"، كما اعتبرت أن دخول القوميين المتشددين البرلمان يعتبر "تحديا جديدا".

وبات يعود اليوم إلى ميركل تسلم المستشارية للمرة الرابعة وتشكيل الحكومة الجديدة مع شركاء آخرين غير الحزب الاشتراكى الديموقراطى الذى سارع إلى التأكيد بعد صدور هذه النتائج الأولية، أنه قرر الانتقال إلى المعارضة بعد أن حكم مع ميركل خلال السنوات الأربع الماضية.

رؤوساء الأحزاب الألمانية
رؤوساء الأحزاب الألمانية

 

وأعلن الحزب الاشتراكى الديمقراطى، أنه لن يشارك فى ائتلاف حكومى مع المحافظين فى حكومة جديدة برئاسة ميركل، ويفضل أن ينتقل إلى المعارضة، وذلك بعد أن منى بهزيمة كبيرة فى الانتخابات التشريعية.

وقالت المسؤولة فى الحزب مانويلا شفيزيج فى تصريح لشبكة التلفزيون "زد دى أف": "لقد تلقينا تكليفا واضحا من الناخبين للتوجه نحو المعارضة" مضيفة: "بالنسبة إلينا أن الائتلاف الكبير (مع المحافظين) ينتهى اليوم".

وبات من المرجح أن تسعى ميركل إلى التحالف مع الحزب الليبرالى الديمقراطى ومع حزب الخضر لتشكيل أكثرية.

رئيسة حزب البديل  ديوتسكلاند
ممثلوا حزب البديل 

وحقق حزب البديل لألمانيا اليمينى القومى الشعبوى المتشدد نتيجة تاريخية جامعا 13% من الأصوات وحالا فى المركز الثالث، عكرت كثيرا على ميركل وعلى المحافظين فرحتهم بالبقاء فى السلطة.

وتعتبر المرة الأولى التى يدخل فيها هذا الحزب لإلى البرلمان وهو معروف بمواقفه المناهضة للهجرة وللإسلام وللاتحاد الأوروبي.

وبعدما فشل فى دخول مجلس النواب خلال الانتخابات الأخيرة عام 2013، فانه اليوم يتفوق على اليسار الراديكالى (دى لينكى 9%) وعلى الليبراليين (نحو 10%) وعلى الخضر (نحو 9%).

زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي  شولتز
زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي شولتز

 

وفى الوقت الذى كانت فيه المستشارة ميركل تركز فى حملتها الانتخابية على ضرورة الحفاظ على الازدهار الاقتصادى الذى تنعم فيه البلاد، كان حزب البديل لألمانيا يشن عليها الهجمات العنيفة، ويشيد بسياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الإنعزالية، وبتصويت البريطانيين إلى جانب بريكست.

فى السياق ذاته يتهم القوميون ميركل بـ"الخيانة" لفتحها أبواب البلاد عام 2015 أمام مئات الآلاف من طالبى اللجوء وغالبيتهم من المسلمين.

وحتم اليوم على المستشارة أن تبرر أمام حلفائها من الاتحاد المسيحى الاجتماعى فى مقاطعة بافاريا، وأمام الشريحة المحافظة فى حزبها الاتحاد المسيحى الديمقراطي، مواقفها الشديدة الوسطية وانفتاحها الكبير على المهاجرين.

حزب الخضر
حزب الخضر

وتمكن حزب البديل لألمانيا من حصاد أصوات من المحافظين رغم تطرف بعض قياداته ودعوتهم الألمان إلى أن يكونوا فخورين بأعمال جنودهم خلال الحرب العالمية الثانية، وهو أمر لم يحصل سابقا فى بلد تقوم هويته الأساسية على نبذ النازية ونبذ التطرف.

ولم يتردد وزير الخارجية سيجمار جابريال فى القول حتى قبل موعد الانتخابات، ان دخول حزب البديل لألمانيا الى البوندستاج سيسجل عودة النازيين إلى المانيا "للمرة الأولى منذ أكثر من سبعين عاما".

ومع حصول اليسار الراديكالى دى لينكى على نحو 9 % فهذا يعنى أن نحو ربع الناخبين اختاروا التطرفـ وهذه الظاهرة التى اقتحمت دولا أوروبية عدة تبدو للمرة الأولى واضحة اليوم فى ألمانيا.

فرز الأصوات
فرز الأصوات

 

اما الخاسر الأكبر فى نهاية اليوم الانتخابى الطويل فى ألمانيا فهو بدون منازع الرئيس السابق للبرلمان الأوروبى والزعيم الحالى للحزب الاشتراكى الديمقراطى مارتن شولتز الذى قاد الاشتراكيين الديمقراطيين إلى هزيمتهم الرابعة على التوالى بمواجهة ميركل التى تبدو كأنها لا تقهر.

 

وفشل الحزب الاشتراكى الديمقراطى فى تقديم نموذج للتغيير ولم يستفد كثيرا من دخوله الحكومة مع ميركل منذ العام 2013، فهو يركز على شعارات حول العدالة الاجتماعية فى حين أن البلاد تعيش نموا كبيرا ونسبة بطالة من الأدنى فى تاريخها.

حتى أن مستقبل شولتز السياسى على رأس الحزب الاشتراكى الديمقراطى بات مهددا بعد أن كان مطلع العام الحالى يحمل الآمال الكثيرة لمناصرى هذا الحزب.

وبإزاء هذه النتائج، واثر موقف الحزب الاشتراكى الديموقراطى لجهة رفضه الاستمرار فى الحكم، لن تكون مهمة ميركل سهلة فى تشكيل ائتلاف حكومى جديد.

الخيار الأسهل كان ابقاء الائتلاف مع الاشتراكيين الديمقراطيين، ومع غياب هذا الخيار تتجه الأمور نحو ائتلاف جديد يضم الحزب الليبرالى والخضر، إلا أن الخلافات بين الليبراليين والخضر حول مستقبل الديزل أو الهجرة لن تسهل الأمور نحو تشكيل هذا الائتلاف.

فرحة ميركل بالفوز
فرحة ميركل بالفوز

 

ويمكن أن تتواصل المحادثات لتشكيل الائتلاف الجديد حتى نهاية العام الحالي، ولن تصبح ميركل مستشارة للمرة الرابعة إلا بعد نجاحها فى تشكيل ائتلاف جديد.

وسيكون على هذا الائتلاف الجديد تحمل مسؤوليات كبيرة إزاء إصلاح منطقة اليورو، ومستقبل العلاقات بين ضفتى الأطلسي، ومسألة العقوبات على روسيا.

 

        







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة