أكد السفير المصرى لدى سول هانى سليم أن التعاون بين كوريا الجنوبية ومصر شهد طفرة غير مسبوقة فى أعقاب الزيارة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى لكوريا الجنوبية العام الماضى. مشيرا إلى أن مصر تجنى ثمار هذه الزيارة فى تطوير التعاون فى مختلف المجالات لا سيما المجال الاقتصادى .
وقال سليم –فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط -: أن الرئيس السيسى اجتمع خلال زيارته لسول مع مع كبار المسئولين وكبار رؤساء وأصحاب الشركات الكبرى فى كوريا الجنوبية، الذين لمسوا فيه الجدية والصدق والرغبة فى إقامة تعاون حقيقى قائم على المنفعة المتبادلة للطرفين، وعلى إثر هذه الزيارة شهد التعاون بين البلدين طفرة غير مسبوقة فى تاريخ علاقات مصر مع أى دولة أخرى.
وأضاف أنه تم خلال زيارة الرئيس السيسى لكوريا الجنوبية التوقيع على 17 مذكرة تفاهم بين البلدين، وهو من أكبر عدد مذكرات التفاهم الذى تم توقيعه فى الزيارات الرئاسية وكلها تتعلق بمشروعات تنفذ حاليا على الأرض مثل خط التمويل المقدم من بنك التمويل والاستيراد الكورى بقيمة 3 مليارات دولار لتمويل مشروعات فى مجال النقل والطاقة والبنية الاساسية، وقد بدأ بالفعل تنفيذ تلك المشروعات فى مجال السكة الحديد والطاقة وتحلية مياه البحر والصرف الصحى والتعدين والبترول، كما بدأ تنفيذ مشروعات خطوط مترو الانفاق بالتعاون مع الجانب الكورى.
وفيما يتعلق بالاستثمارات الكورية فى مصر، أوضح أنها بلغت أكثر من 300 مليون دولار من بينها مصنع سامسونج بقيمة مائتى مليون دولار والذى يتم بناؤه فى بنى سويف، وهو الوحيد الملحق به وحدة تطوير انتاج خارج كوريا الجنوبية مما يوضح حجم الاهتمام الكورى بمصر.
وأشار إلى أن من بين المشروعات التى تم توقيعها خلال زيارة الرئيس السيسى انشاء الكلية المصرية الكورية للعلوم والتكنولوجيا وهى الكلية التى ستوطن التكنولوجيا الكورية المتطورة فى عدة مشروعات غاية فى الأهمية فى مجال "الميكاترونيكس"، وهو مجال حديث للغاية فضلا عن مجالات أخرى لتقنيات عالية التطور يتم تدريسها فى هذه الكلية القريبة من مصنع سامسونج حتى يحظى خريجو الكلية بفرص تدريب أو عمل فى المصنع بنفس المنطقة.
وحول كيفية استفادة مصر من التجربة الكورية، قال السفير المصرى أن كوريا الجنوبية بالنسبة لنا ليست مجرد دولة تتعاون معنا فى مجال النمو الاقتصادى بل هى نموذج بعد نجاحها فى 20 سنة فى احراز ما حققته أوروبا خلال 50 سنة، فقد كانت سنة 1962 مصنفة من أشد الدول فقرا ودولة بلا موارد، ولكن بعد الجهد والعمل فى منتصف الثمانينيات باتت تصنف ضمن النمور الأربعة وبدأت بتطبيق تجربة الابداع التى تبدأ من حيث انتهى الآخرون وهو ما ساهم فى تطورها الشديد فى مجال التكنولوجيا والاتصالات ومن ثم فهى نموذج يحتذى به فى بناء الدولة، ورغم أن الجنوب لم يكن يمتلك الموارد مثل كوريا الشمالية إلا أنه كان يتمتع بأهم مورد وهو العنصر البشرى الذى تم الاهتمام بتعليمه تدريبه وتأهيله ليكون العنصر الفاعل فى عملية النمو الاقتصادى المبهرة وهو ما نتعلمه من سول فى تبادل المعرفة والخبرات.
وعلى صعيد العلاقات الثقافية، أشار السفير إلى أن كوريا الجنوبية ومصر تشتركان فى التمتع بحضارة وتاريخ ضاربين فى القدم، وبالتالى من الطبيعى أن يكون هناك تعاون ثقافى بين البلدين، فاللغة العربية يتم تدريسها فى الجامعات الكورية، كما أن المصريين مهتمون بتعلم اللغة الكورية، لأن الشباب المصرى يراقب التجربة الكورية وتعليم اللغة سيساعدهم على فهم أفضل لهذه التجربة، فهناك عدد لا بأس به من المصريين يدرس هنا بالجامعات الكورية.
وأضاف:لدينا نماذج مصرية مشرفة هنا، فدائما ما يحصل على المركز الأول سنويا فى الماجيستير والدكتوراه أحد الشباب المصريين فى المعهد الكورى للعلوم والتكنولوجيا الشهير (كايست).
وأوضح أن لدى كوريا الجنوبية مركزا ثقافيا فى مصر مزود بكل الإمكانات، لكن ليس لمصر مثل هذا المكتب بسول، ونتيجة لذلك تحمل السفارة المصرية هنا على عاتقها إلى جانب واجباتها السياسية والاقتصادية القيام بهذا النشاط الثقافى وتنظيم محاضرات بهذا الشأن فى الجامعات والمراكز الكورية للتعريف بالحضارة المصرية. وتابع:"أقمنا جناحا رائعا لمصر بمتحف الحضارات المتعددة وهو ليس متحفا للزوار فحسب وإنما ينظم زيارات لطلبة المدارس ويوزع عليهم كتب تلوين للتعريف بالحضارة المصرية مترجمة للغة الكورية".
وقال السفير المصرى لدى سول أن هناك مشروعات كورية جنوبية فى مجال التعدين والمحاجر بمحافظة أسوان (جنوب مصر)، مشيرا إلى أنه أعقب زيارة الرئيس السيسى لكوريا الجنوبية تفاعل مكثف بين البلدين وتبادل للزيارات الوزارية، حيث زار ثلاثة وزراء كوريين مصر خلال الشهور القليلة الماضية آخرهم نائب وزير الدفاع، كما زار وزير الدفاع المصرى الفريق أول صدقى صبحى سول مؤخرا لإضافة بعد استراتيجى جديد للعلاقات بين البلدين.
وأكد أن زيارة وزير الدفاع لكوريا الجنوبية، كانت مهمة للغاية لأنها توجت مشاورات تجرى منذ فترة بين البلدين لاقامة تعاون عسكرى قوى فى مجال التصنيع المشترك والتبادل فى مجال التدريب.