"حبيبة محمد حسين محمود طفلة لم تكمل عامها الثالث، لاحظت والدتها أنها لجأت إلى ركن من غرفة المنزل وتوقفت عن اللهو مع شقيقتها الكبرى ذات الأربع سنوات ليلا ، فاقتربت منها وداعبتها فلم تستجب ، فاحتضنتها وحملتها بين يديها وشعرت بارتفاع درجة حرارة جسمها فأخبرت والدها والذى أسرع بها إلى مستشفى الفشن المركزى جنوب بنى سويف ليجد طبيبا صغير السن وقع الكشف الطبي على الطفلة بقسم الإستقبال وقرر صرف علاج لها عبارة عن أدوية وحقنة.
حمل الوالد طفلته، واشترى سرنجة من عامل البوفيه الذى يحتفظ بها لديه ويبيعها للمترددين ، وأعطت إحدى الممرضات بالاستقبال الطفلة حقنة فى فخذها من الخلف، بعدها بقليل لاحظ الأب ارتخاء أعصاب قدم طفلته فسأل الممرضة عن سبب ذلك فأخبرته باحتمال أن تكون قدم الطفلة تأثرت بالتطعيم ويجب عليه التوجه إلى مركز رعاية الطفل، وانصرف الأب حاملا ابنته وعاد إلى المنزل.
ويقول الأب أنه فى صباح اليوم التالى استيقظت الطفلة غير قادرة على السير بقدمها اليمنى، فذهب بها إلى مركز الرعاية وسحبت إحدى الممرضات عينة دم من الطفلة لإرسالها إلى المعامل المركزية لتحليلها، مضيفا أنه عاد إلى المستشفى وحرر شكوى فى الشئون القانونية للمستشفى لاثبات ماحدث لابنته من مضاعفات وأقنعه الأطباء بعمل جلسات علاج طبيعى لقدم الطفلة فاستجاب لهم، ولكنه لم يلاحظ أى تحسن فى حالتها بعد أربع جلسات متتالية فعرضها على طبيب عظام - يعمل بالمستشفى المركزى - بعيادته الخاصة فأخبره بضرورة عرضها على أخصائي مخ وأعصاب.
وأشار الأب إلى أنه عرض طفلته على طبيب متخصص فى المخ والأعصاب بمركز بنى مزار بمحافظة المنيا القريبة من مقر إقامته بمدينة الفشن ، وبعد الكشف أخبره الطبيب بإصابة قدم الطفلة بارتخاء وطالبه بنتيجة تحليل العينة ، مضيفا أنه عاد لمركز الرعاية ليحصل على النتيجة إلا أن مسؤولى المركز رفضوا إعطاءه نتيجة مطبوعة وأخبروه أن ما حدث لابنته ليس بسبب التطعيم ، فذهب إلى دكتور فاروق زهران القائم بأعمال مدير الادارة الصحية لحين عودة المدير من الحج وقتها ، وحصل على ورقة تحمل توصية إلى مركز رعاية الطفل إلا أنهم رفضوا للمرة الثانية إعطاءه نتيجة تحليل العينة .
واستكمل والد الطفلة أنها ظلت ما يقارب الشهر على حالتها دون تحسن، وكشف أنه لا يمتلك من المال ما يجعله يلجأ إلى معمل خاص لتحليل عينة الدم التى طلبها الطبيب المعالج، مؤكدا أنه تملكه الغضب والحزن على ابنته خوفا من إصابتها بإعاقة حركية مستديمة، وتوجه إلى مركز شرطة الفشن وحرر المحضر رقم 5536 لسنة 2017 - أحوال الفشن -متهما مسؤولى المستشفى المركزى، وكذلك الطبيب النوبتجى الذى أجرى الكشف الطبي على ابنته ، والممرضة التى أعطتها الحقنة، بالإهمال والتسبب فيما حدث لابنته من إصابة فى عصب أحد قدميها أدت إلى عدم قدرتها على السير واحتمال تعرضها للإعاقة ، كما تقدم بشكوى إلى النيابة الادارية للتحقيق فى الواقعة .
من جانبه أوضح الدكتور عبدالناصر حميدة وكيل وزارة الصحة ببنى سويف أن هناك عدة إحتمالات أدت إلى إصابة الطفلة بارتخاء فى القدم اليمنى وهى " إلتهاب الأعصاب الطرفى ، صدمة العصب الوركى ، والمتلازمة ، وكذلك الحقنة التى أخذتها فى مستشفى الفشن المركزى .
وأضاف : حالة الطفلة مدونة لدى إدارة الترصد والأمراض المعدية بالمديرية حيث حصلت على جميع التطعيمات بشكل منتظم وعددها 9 " 7 روتينى وحملتي تطعيم " خلال عامى 2015 و 2016 ، بالإضافة إلى سحب تمريض مركز رعاية الطفل بالفشن عينة دم من الطفلة وسوف تصل نتيجتها من المعامل المركزية بالوزارة خلال خمسة أيام.
وتابع حميدة قائلا : لن ننتظر نتيجة العينة وسنعرض الطفلة على لجنة إعادة مناظرة ، تضم استشاريين مخ وأعصاب وعظام بمستشفى بنى سويف العام لتشخيص حالتها بدقة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة