إذا كنت كاذبا فيُفضل ألا تفخر بأكاذيبك على نطاق واسع، ولكن تميم بن حمد أمير قطر لم يعمل بهذه المبدأ العاقل، وقرر فى لحظة ضعف واختلال أن يخلط الأمور كعادته، مستغلال منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ترويج مزيد من الأكاذيب وتزييف الحقائق، وهو ما كان سببا فى اتخاذ الرباعى العربى موقفا واضحا من الإمارة المارقة، والرد عليها بكل قوة وحسم.
ما زالت دول الرباعى العربى الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، تبذل جهودا ومساعى حثيثة لحلحلة الأزمة مع الدوحة، وإثنائها عن ممارساتها وسياساتها الداعمة للإرهاب والمهددة لأمن واستقرار دول المنطقة، وذلك رغم عدم انصياع أميرها تميم بن حمد آل ثانى، الراعى الأول للإرهاب العالمى، لمحاولات حل الأزمة وقائمة المطالب العربية الـ13، وفى مقدمتها وقف تمويل الكيانات الإرهابية والتوقف عن التدخل فى شؤون دول الجوار.
وفى الوقت الذى استغل فيه "تميم" منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الـ72، وحاول من خلاله إثارة الفوضى كعادته، والترويج لأكاذيب لا وجود لها، والتباكى وتقمص دور المظلوم، للتغطية على جرائم نظامه الذى لا يجيد إلا دعم الإرهاب وتمويله والتعويل عليه، واصل الرباعى العربى لقاءاته الهادئة والساعية لردع إمارة الإرهاب ونظامها دون إضرار بالشعب القطرى الشقيق، وفى هذا الإطار استضاف مقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة بنيويورك، اجتماعا تشاوريا لوزراء خارجية الرباعى العربى، لمناقشة آليات العمل مع إمارة الإرهاب "قطر"، شارك فيه وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، وعادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وعبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات، والشيخ خالد بن خليفة وزير خارجية البحرين.
السعودية: قطر ساهمت فى الفوضى والفتن
وفى إطار رد الرباعى العربى على استغلال قطر للمنبر الأممى ومحاولاتها ترويج الأكاذيب من خلاله، اضطر الرباعى العربى لعرض الأمر على منبر الأمم المتحدة، كاشفا حقيقة قطر وأساليب تميم فى دعم الإرهاب.
وفى هذا الإطار، قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، إن القمة العربية الإسلامية الأمريكية التى استضافتها العاصمة السعودية الرياض فى وقت سابق من العام الجارى، أكدت ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب والتطرف وقطع تمويله، مشيرا فى كلمته بالدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن "أزمة قطر تدخل فى إطار سياستنا الحازمة لمكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابع تمويله".
وأضاف "الجبير"، أن قطر تمارس سياسات داعمة للإرهاب، وتنشر الكراهية، متابعا: "الدوحة تؤوى المطلوبين بهدف زعزعة الاستقرار فى المنطقة، لهذا جاءت المواقف حازمة من دول الرباعى العربى، وتتلخص هذه المواقف فى مطالبة قطر بالالتزام بكل وضوح بالقوانين الدولية فى مكافحة الإرهاب، والالتزام باتفاق الرياض 2013 وملحقه التكميلى فى 2014، وهذه المطالب مشروعة".
البحرین: تمیم حاول قلب نظام الحكم فى المنامة
ومن منبر الأمم المتحدة أيضا، فضحت مملكة البحرين الممارسات القطرية ضد الحكم الخليفى فى المنامة، ومساعى أمير قطر تميم بن حمد لإسقاط المملكة البحرينية وإشاعة الفوضى وإثارة القلاقل داخلها، عبر دعم المعارضة الشيعية، على نحو ما قال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية البحرينى، مضيفا أن "قطر كانت داعمة للأحداث الإرهابية الممنهجة التى مررنا بها وعانينا منها فى البحرين، وكلفتنا كثيرا من أرواح الأبرياء، وذلك فى محاولة منها لتقويض الأمن الوطنى والسلم المجتمعى، وقلب نظام الحكم بمساعدة أطراف مرتبطة بها".
وأضاف وزير الخارجية البحرينى: "الإرهاب الآن لا يقتصر على تنظيمات إرهابية يمكن محاربتها والقضاء عليها، وإنما أصبح أيضا أداة لدول تسعى لخلق الأزمات، وقد قامت مصر والبحرين والسعودية والإمارات، بدعم من دول عدة، بممارسة حق سيادى من حقوقها التى كفلها القانون الدولى، واتخذت قرارا بقطع العلاقات مع قطر، بعد صبر طويل واستنفاد كل السبل المتاحة لإيقاف سياسات انتهكت علاقات الأخوة ومبادئ حسن الجوار"، موضحا أن قطر لو كانت جادة - فعلا لا قولا - فى الحوار والعودة لمكانة كانت لها بيننا، فعليها أن تلبى وتلتزم بكل شفافية ووضوح بمطالبنا العادلة، مشددًا على أن "كل ما اتخذناه من خطوات تجاه قطر لم ولن يمس شعوبنا ولا الشعب القطرى الشقيق".
وشدد خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، فى كلمته خلال الدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة فى مقر المنظمة الدائم بمدينة نيويورك الأمريكية، على أنه "لم يعد مقبولا أن تكون بيننا دول مارقة تحتل الأراضى وتتعدى على سيادة الدول وتهدد الأمن والسلم الدوليين"، مؤكدا أن "مملكة البحرين تؤمن وبشدة بأن تثبيت الاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط والعالم ككل يستوجب إرادة سياسية مشتركة وعملا جادا، وأن هناك دولا تدعم التطرف والإرهاب وتنشر الكراهية والفوضى، ولا يمكن أن يُسمح لهذه الدول بأن تكون طرفا في جهود إنهاء الصراعات وحل النزاعات وتسوية الخلافات".
وأوضح وزير خارجية البحرين، أن النظام الإيرانى يدعم عددا من التنظيمات الإرهابية، منها حزب الله اللبنانى والميليشيات الانقلابية فى اليمن، مؤكدا أن إقامة علاقات طيبة مع إيران مرهون بعدم تدخلها فى الشؤون الداخلية للدول ووقف دعمها للإرهاب.
شكرى: الحوار مع قطر مشروط بإعلانها نبذ الإرهاب والإرهابيين بشكل كامل
وفى السياق ذاته، استعرض وزير الخارجية المصرى سامح شكرى، خلال لقائه بوزير خارجية النرويج، المحددات التى على أساسها يمكن الحوار بين الدول الأربع وقطر.
وأكد وزير الخارجية خلال اللقاء، أن قطر عليها إعلان نبذها الكامل للإرهاب وتخليها عن رعاية الإرهابيين والتدخل السلبى فى شؤون الدول العربية، مشددا على أن المطالَب الـ13 والمبادئ الـ6 التى قدمها الرباعى العربى كشرط لحل الأزمة مع الدوحة، كلها مطالب ومبادئ عادلة وقانونية، وصادرة عن دول تضررت بأشكال عديدة من المسلك القطرى على مدار سنوات طويلة.