قررت لجنة القاهرة التراثية برئاسة المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية تشكيل لجنة لوضع تصور للتعامل مع مبانى الوزارات والجهات الحكومية التى ستنتقل الى العاصمة الإدارية الجديدة العام القادم، خاصة وأن أغلب مبانى هذه الجهات مسجلة تراث أو مبان ذات قيمة معمارية أو طراز حضارى، وهو ما يتطلب وضع مخطط واضح للحفاظ عليها وتطويرها واستثمارها أيضا
اللجنة تضم ممثلين عن وزارات "الإسكان، والمالية، والتخطيط"، وجهاز التنسيق الحضارى ومحافظة القاهرة، مكلفة بتقديم تصور مبدئى عن خطة عملها خلال أسبوعين على الأكثر، لاعتمادة من اللجنة العليا، على أن تكون البداية بوضع تصور للتعامل مع مجمع التحرير ومبنى وزارة الداخلية القديم، والذى صدر قرار مؤخرا بأن تتولى وزارة الإسكان مهمة الإشراف عليه فنيا
وقال "محلب"، إن هذا هو التوقيت المناسب لوضع المخطط الكامل للتعامل مع مربع الوزارات والمبانى الحكومية ذات الطبيعة التاريخية، على أن يكون ذلك بنفس السرعة التى يتم بها العمل فى العاصمة الإدارية الجديدة، برؤية وتنسيق مع كافة الأجهزة التنفيذية لتحقيقها.
من جانبه كشف المهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضارى، أن عددا من مبانى الهيئات والمؤسسسات الوزارات بوسط القاهرة مصنفة آثار، مثل مبنى مجلس الشورى، ومجلس النواب، ووزارة الصحة، والمجمع العلمى، وقصر إسماعيل باشا
ولفت "أبو سعدة"، إلى أن منطقة القاهرة التراثية تضم 750 مبنى مسجل طراز معمارى مميز، تم تطوير 84 منها حتى الآن، إضافة إلى تطوير 23 مبنى آخر غير مسجل، وتنفيذا لقرارات اللجنة تم خلال الفترة الماضية الإنتهاء من أعمال تطوير شارع الألفى، وتعاقد اتحاد شاغلى الشارع بالتعاقد مع شركات نظافة للحفاظ على الشارع.
فى الوقت ذاته، وضع الجهاز خطة لتنفيذ قرار اللجنة، بإعادة إحياء نادى السلاح بمنطقة حديقة الأزبكية، وكذلك تطوير وإعادة الجمال لعمارة الإيموبيليا وشارعى الشريفين والبورصة، وفقا لمخطط إعادة إحياء القاهرة التراثية.
المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، قال، إن المحافظة وجهت فرق لمراقبة العمل بالشوارع التى تم تطويرها، ورصد السلبيات التى تتطلب مواجهة سريعة، وبالفعل تم رصد عدد من السلبيات من بعض عمال مقاهى ومحلات الألفى مع مرتادى الشارع، وهو ما ترتب عليه الاتفاق مع كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان على عقد دورات تدريبية للعاملين بهذه المنشآت لتأهيلهم على أسلوب التعامل وإتيكيت الخدمة ، مشيرا الى أن هذه الدورات ستكون شرطا لتجديد الترخيص لأى منشأة فى هذه المناطق، حفاظا على شكلها الحضارى، خاصة وأنها فى الفترة القادمة وبعد تطويرها ستكون جاذبة لكثير من المصريين والسياح العرب والأجانب أيضا، وستكون إحدى واجهات مصر الحضارية
الدكتور فتحى البرادعى، وزير الإسكان الأسبق،والذى شارك فى اجتماع اللجنة، طالب بأن تتحول رؤية اللجنة للقاهرة التراثية الى برنامج عمل فعلى على الأرض، وأن يكون التنفيذ سريعا، مشيرا إلى أن لجنة القاهرة التراثية خطوة عملية حقيقية، يجب أن نستغلها وأن تساهم كل الجهات التنفيذية فى تحقيق الرؤية سريعا، حتى تتماشى مع الإنجاز الذى يتم فى العاصمة الإدارية الجديدة.
وقال البرادعى، إن المعيار الأول لنجاح العاصمة الإدارية هو التطوير الذى سيحدث فى القاهرة التراثية وعودتها إلى شكلها وطابعها الحضارى الراقى، وهو ما تعمل عليه اللجنة حاليا، ولابد أن تلقى الدعم من كل الجهات، بل ومن المجتمع أيضا لأن التطوير يحتاج تغيير ثقافة التعامل مع هذه المناطق وأن يشارك المواطن فى الحفاظ عليها .