استدعى اتفاق اللجنة العليا المنظمة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ49، لعام 2018، على اختيار الشاعر والكاتب عبد الرحمن الشرقاوى شخصية المعرض لهذا العام، بسبب أعماله التى اشتبكت مع المورث الدينى بشكل خاص فقد أثارت أعمال الشرقاوى جدلاً واسعا وقت نشرها وأصبحت حديث الساعة وقتها، وفيما يلى بعض هذه الأعمال.
مسرحية "ثأر الله"
أحدثت مسرحية ثأر الله جدلاً واسعًا قبل عرضها، وبدأت الحكاية فى بداية السبعينيات من القرن الماضى، عندما حصل الفنان كرم مطاوع مخرج النص المسرحى على موافقة الرقابة للبدء فى عمل البروفات تمهيدًا لتقديم العرض على المسرح القومى، وقبل الإعلان عن موعد الافتتاح الرسمى أثير جدل واسع على صفحات الجرائد ووصل إلى الأزهر الشريف الذى قرر منع المسرحية قبل أن تعرض بسبب ظهور شخصية الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنه فى العمل الفنى، ومن هنا تم منع ومصادرة أى عمل يحاول تجسيد شخصيات الدينية.
وبعد قرار المنع لم ييأس الفنانون من إقناع الأزهر الشريف فى الرجوع عن قرار المصادرة وعرض المسرحية ولكن كل المحاولات فشلت، ومن ضمن الفنانين الذين حلموا بتقديم المسرحية الفنان الراحل نور الشريف، والفنان أحمد ماهر والمخرج فؤاد أحمد، المخرج عصام السيد، والمخرج الدكتور أشرف زكى.
فيلم الرسالة
شارك عبد الرحمن الشرقاوى، فى كتابة "فيلم الرسالة"، وقصة الفيلم تتناول الرسالة النبوية والإسلام.
وأحدث الفيلم جدلاً واسعًا فى الجرائد المصرية، حتى تم منع الفيلم، لأنه فيه تجسيد لشخصية حمزة عم الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو من أهل الجنة، ولكن سرعان ما تراجع الأزهر وافق على سيناريو الفيلم في نهاية السبعينيات من القرن الماضى واعتبر أن المحظور تجسيدهم في الأفلام السينمائية هم فقط العشرة المبشرون بالجنة وليس من بينهم حمزة.
رواية الأرض
إذا ذكرنا اسم عبد الرحمن الشرقاوى نتذكر معها رواية الأرض، التى جعلته بمثابة نجم لامع فى عالم الأدب فى ميادينه المختلفة، وجعلته أيضًا من قائمة كبار الروائيين المصريين.
فالرواية الأرض وقت تحويلها إلى فيلم من بطول محمود المليجى، أحدثت ضجة شعبية كبيرة، لأنها دخلت فى صميم المجتمع مصر الحقيقى، مجتمع الريف الذى تعاقب فيه القهر والاستغلال للفلاح عبر العصور من دون انقطاع.
قصيدة "رسالة من أب مصرى إلى الرئيس ترومان"
لم نستطيع أن نغفل عن أهم قصيدة كتبها عبد الرحمن الشرقاوى وهو قصيدة "رسالة من أب مصرى إلى الرئيس الأمريكى ترومان"، عندما قام الرئيس الأمريكى بقذف القنبلة الذرية على اليابان فى عام 1945 أثناء الحرب العالمية الثانية، ولهذا أحدثت القصيدة جدلاً واسعًا وتعاطف معها كل من سمعها وتضمنت
"تقرأ هذا الكلام
إذا ما تداعيت فوق الطعام
فتجرع بترول أرض "النبي" تسيغ به بعض ما تزدرد
وبعض الطعام عصى نكد
و"مصر" وجاراتها لم تعد من اللقم الحلوة السهلة
و"فيتنام" فى الحلق كالشوكة
و"غرب أوروبا" مرير المذاق شديد السخونة لا يبترد
و"إيران"تحرق حلق اللإله.. فلا بد لا بد من جرعة
ومن اين.. هل من سوى مكة !
ثم ينتقل فى مخاطبته للرئيس ترومان:
ولكننى قد أطلت الحديث ولم تدرِ يا سيدى من أنا
إذن سأقدم نفسى إليك.. فهل أتمنى عليك المنى
نشدتك ـ بالرعب ـ يا سيدي
نشدتك بالرعب لا تغضبن لأنى لم أُلقَ فى السجن بعد
بمجدك ما قصر التابعون
فهم مخلصون
وهم لا ينون ولا يهدأون
ولكنها.. أزمة فى المساكن
فقد ملأوا السجن يا سيدى فما فيه من حفرة خالية
على أن ثم مكاناً يعد.
إذن فاطمئن،
وإن كنت يا سيدى لم أمت وما زلت أدفع أياميه
فما ذاك ـ والموت ـ إلاَّ لأنَّ حبال مشانقنا باليه
لكثرة ما شنقت من حقوق وتشنق من رغبات الوطن
على أنهم يفتلون الحبال!!
وأقسم انهمو فى غد سيرموننى بجميع التهم:
ـ عميل الكومنفرم
ـ يدير بالعنف قلب النظام
ـ وداعية من دعاة السلام
ـ وداهية من مثيرى الشقاق
وكم عندهم من دليل يُساق!
فبالأمس قلت مع القائلين: «نريد الجلاء»
فقالوا: " الجلاء"
لأنتم عصاة ورب السماء!
ومن سوف يحمى النظام العزيز، ومن ذا سيحرس ماء القناة
إذا هجم (البلشفيك) الطغاة !"
فقلنا لهم:" بعض هذا الكلام فقد سئم الناس هذا الكلام!
تدارون كل خياناتكم بدعوى النظام، وقلب النظام،
ودعوى الهجوم
وشتى الدعاوى التى لا تقوم ولا تستقيم
دعونا وهذا الكلام الممل
فهل قام هذا النظام العزيز على أن نجوع وأن نستغل،
وأن نستذل ؟!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة