كشفت دراسة إسرائيلية أعدها معهد أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى "inss"، النقاب عن أن تل أبيب ستقدم دعماً اقتصاديا كبيرا للدولة الكردية بعد انفصالها عن العراق، يتمثل فى إبرام اتفاقيات فى مجال الطاقة والبنية التحتية.
غلاف الدراسة
وقالت الدراسة الممولة من قبل المركز الذى يديره عاموس يادلين رئيس شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى السابق، إن الحكومة الإسرائيلية أبدت تأييدًا كبيرًا للانفصال، وجاء ذلك على لسان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة خلال اجتماع بوزراء الحكومة فى يوم 12 سبتمبر الجارى.
بنيامين نتنياهو
وذكرت الدراسة التى حملت عنوان" تحيا دولة كردستان المستقلة" والتى أعدتها "جوليا لندن شتراوس" الباحثة فى شئون الشرق الأوسط بالمعهد، إن تصريحات "نتنياهو" الداعمة للانفصال لم تكن الأولى ففى عام 2014 أكد نتنياهو أنه يؤيد دولة مستقلة للأكراد.
رفع العلم الاسرائيلى بجوار العلم الكردى
وترى الدراسة، إن دعم تل أبيب للانفصال نكاية فى إيران التى ترفض إقامة دولة مستقلة للأكراد، وعلى جانب أخر يأتى ضمن استراتيجية فى الشرق الأوسط تتبنها الحكومة الإسرائيلية تتمثل فى دعم الأقليات.
العلم الإسرائيلى بجانب العلم الكردى
وتوضح الدراسة، إن موقف الحكومة الإسرائيلية من انفصال الإقليم كشف عن ازدواجية سياسية لها تتمثل فى أنه فى الوقت الذى تدعم فيه دولة للأكراد تعارض إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، أو إجراء مباحثات مباشرة مع السلطة الفلسطينية.
استفتاء الانفصال عن العراق
وتشير الدراسة إلى أن الدعم الإسرائيلى للدولة الكردية فى المقام الأول سيكون تجاريا من خلال إبرام اتفاقيات اقتصادية فى مجال الطاقة وخاصة الغاز الطبيعى والفوسفات، وكذلك البنى التحتية.
ويكمن القلق الأكبر لدى السياسيين الإسرائيليين، فى شن عملية عسكرية ضد الدولة الكردية، وتسألت الدراسة ما الدور الذى تلعبه إسرائيل فى حال حدوث ذلك، ولا سيما أن الدولة الكردية مهددة من قبل إيران وتركيا عسكريا.
على صعيد أخر ، أكدت الدراسة أنه قبل إجراء الاستفتاء، مارس رئيس الإقليم مسعود بارزنى، ضغوطا داخلية وخارجية على رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادى، من أجل إجراءه فى موعده المحدد أمس لإحراج حكومة العراق، فيظهر "برازنى" بمظهر المغلوب على أمره من جانب ومن جانب أخر يكسب ود الأكراد لتمرير الاستفتاء الداعى للانفصال عن العراق، ويظهر أمام العالم بعدم ديمقراطية الحكومة العراقية الرافضة لإجراءه.
مسعود بارزانى
وأكدت الدراسة، إن "برازنى" اختار الوقت المناسب لإجرائه، فهو يعلم أنه لا توجد دولة أخرى غير إسرائيل تؤيد الانفصال، ويستغل من جانب أخر وجهة نظر واشنطن فى أن الانفصال سيكون له دورا إيجابيا فى محاربة تنظيم"داعش" فى العراق، حيث جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، وفى حال التأجيل ربما يؤدى إلى تغيير موقف الولايات المتحدة التى تربطها بالأكراد علاقات قوية .
كما استغل "برازنى" رفض الحكومة العراقية إجراء الاستفتاء لدفع الأكراد إلى الشعور بخيبة أمل فى حكومة العراق التى ظلوا تحت وطأتها منذ عام 2003، وإبراز أن الحكومة العراقية متمسكة بالإقليم حفاظًا على النفط مثل مدينة "كركوك" العراقية.
وأكدت الدراسة، إن الأكراد لم يتمكنوا من اقناع أى دولة بانفصالهم سوى دولة إسرائيل التى أيدت الانفصال فى أكثر من مناسبة وعلى لسان مسئولين كبار فى تل أبيب .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة