يرصد "اليوم السابع" حقيقة انتشار مرض حمى الضنك بين أهالى محافظة البحر الأحمر، ما بين شكوى الأهالى من انتشار المرض وبين نفى الأجهزة التنفيذية بالمحافظة خطورة المرض، مؤكدة عدم وجود محجوزين فى المستشفى أو حالات خطيرة.
قال وصفى تمير أحد أهالى القصير، أن لا يوجد منزل بالمدينة ليس به مرضى ووصل عدد المرضى فى الكثير من المنازل إلى 6 و7 مرضى فى المنزل الواحد، مؤكدا أن الجهات الحكومية تتجاهل المرض ومصرة على عدم الاعتراف به .
القوافل الطبية بالقصير
وصف تمير لـ "اليوم السابع"، المرض بأنه وحش كاسر ينهش فى أجساد أهالى المدينة ولا يجد من يوقفه، أصوات سيارات الأسعاف لا تنقطع على مدار اليوم والحالات فى ازدياد وهناك تجاهل من الجهات المختصة وعدم الأعتراف بحجمه.
وأكد تمير أن المرض بدايته منذ اسبوعين تقريبا كانت عبارة عن شعور الكثير بإرتفاع فى درجات الحرارة المصاحبة للقئ والأسهال ووصل للبعض للنزيف وخاصة من كبار السن مؤكدا أن مستشفى القصير تستقبل يوميا العشرات من الحالات المريضة وفضلا عن انتظار العشرات لدورهم بعيادات الأطباء بالمدينة .
وتابع تمير أنه حتى الآن لم تعترف جهة حكومية مسئوله عن المرض بأنه حمى الضنك إلا أن ما أكد ذلك عدد كبير من الأطباء المقربين وكذلك المواطنين الذين اجروا تحاليل لأنفسهم، حيث أكدوا ان نتيجة التحاليل اكدت ان المرض حمى الضنك الناتج عن نوع معين من البعوض المتراكم على البرك والمستنقعات.
وشن وصفى تمير هجوما حادا على الجهات المسئوله وخاصة مجلس المدينة والشئون الصحية والمحافظة موضحا تجاهلها التام للاذمة وتعنتها لعدم الاعتراف بالكارثة التى من الممكن أن تقضى على أهالى المدينة؛ حيث يوميا تزاداد اعداد المرضى ومن يتماثل للشفاء يعود مجددا للشعور به مرة أخرى، متابعا أن جميع المرضى الذين يصلون المستشفى يتم اعطاءهم مسكنات ويخروجوهم وان هناك حالات محتجزة .
كما أكد تمير أن المرض بدأ يتسرب لطلاب فى المدارس هناك طلاب لم تذهب للمدارس وبين الحاضرين الكثير من تظهر عليه أعراض المرض داخل الفصول وهى عبارة عن ارتفاع فى درجات الحرارة والم اسفل العين وقئ واسهال كذلك نزيف للبعض .
تطهير خزنات للمياة بالقصير
من جانبه قال محمد أبو الوفا من أهالى المدينة أن ما تشهده مدينة القصير من معاناتها من المرض كارثة بكل المقاييس، وما يقابلها من تجاهل وعدم اعتراف بالكارثة أكبر من ذلك .
وأضاف أبو الوفا لـ "اليوم السابع" أن الصيادلة والأطباء يستغلون المرض ويرفعون أسعار الأدوية وتذاكر الكشف أضعاف مضعفه، الأطفال والسيدات والرجال تتألم داخل المنازل من حمى الضنك المنتشرة ولا تنتهى منذ أكثر من 10 أيام حيث وصل جرعة الدواء إلى 65 جنية بدلا من 20 جمية .
كما أكد أبو الوفا أن هناك إعانات طبية وصلت لأهالى المدينة من أهالى رأس غارب ردا للجميل الذى قدمه لهم أهالى القصير خلال السيول العام الماضى .
وتابع أبو الوفا أنه أغلق أبواب منزله ومنع أولاده من الخروج حتى لا يطولهم المرض، ومتابعا أن الكثير فعل ذلك والكثير رحل عن المدينة إلى محافظات الصعيد لعرض ذويه على أطباء من محافظات وخاصة قنا بعد امتلاء العيادات.
وطالب العديد من أهالى المدينة تدخل مجلس الوزراء ووزارة الصحة لاجتياح المرض الذى لا يتوقف عن نهش أجساد أهالى المدينة، مؤكدين أن الجهات المختصة بالبحر الأحمر تتجاهل الأعتراف بالمرض بحجمة الحقيقى .
فيما أخطر قسم شرطة للقصير أمس بدخول مواطن يدعى ناصر السوداني فى إضراب مفتوح عن الطعام والشراب داخل مستشفى المدينة بسبب تجاهل وزارةالصحة الاهتمام بمصابى حمى الضنك من أهالى المدينة وضعف أعمال المكافحة منذ انتشار المرض الأسبوع قبل الماضى.
رش المبيدات لمواحهة البعوض
وطالب ناصر السودانى وزير التربية والتعليم بتأجيل الدراسة فى القصير خوفا من عدوة نجلتة التى تعانى من مرضى "الذئبة الحمراء" كذلك طالب بحضور وظير الصحة للمدينة لمتابعة المرض من أرض الواقع.
كانت اكدت مصادر بمديرية الشئون الصحية بالبحر الأحمر، أن سبب حالات الإعياء المنتشرة بمدينة القصير هو حمى تسمى حمى الضنك ناتجة من البعوض وهى غير معدية.
وأضافت المصادر أن نتائج التحاليل أثبتت ذلك وأن تلك البعوض ناتج عن البرك والمستنقعات وخاصة أن أغلب مناطق مدينة القصير ليس بها شبكة صرف صحى وأن الأهالى تقوم بعمل طرنشات صرف صحى .
وكان أعلن مجلس مدينة القصير جنوب البحر الأحمر، فى بيان له من قبل ان ما أشيع بمدينة القصير من شائعات عن وجود فيروس أو ميكروب عارى من الصحة وأن أغلبها انفلونزا موسمية .
وأكد مجلس مدينة القصير فى بيان له أن كلف اللواء احمد عبد الله محافظ البحر الأحمر سكرتير المدينة بالذهاب على الفور الى مستشفى القصير المركزى وتقصى الحقائق.
وأضاف البيان عقب مقابلة الدكتور أحمد صابر مدير المستشفى والذى وضح أن الإدارة الصحية ومستشفى القصير المركزي والطب الوقائي قاموا بسحب عينات عشوائية من أكثر من 200 مواطن وكانت النتيجة سلبية ولا يوجد أي عدوى أو وباء وتم تشخيص جميع الحالات بعد الفحص الطبي والمعملي على أنها انفلونزا موسمية.
رئيس المدينة يتابع حالة المرضى مع القوافل الطبية
وأوضح البيان أن عقار التامى فلو هو العلاج الفعال ومتوفر بصورتيه الكبسولات والشراب ويصرف من المستشفى مجانا لمن تستدعى حالته ذلك .
كما أعلن قيام قافلة طبية من الإدارة والمستشفى لفحص المواطنين بالمجان عن طريق العيادات المتنقلة منذ من عشرة أيام .
وصرح الدكتور أحمد صابر مدير مستشفى القصير بأنه لا توجد أي حالات اشتباه في درجات الحرارة محجوزة بالقسم الداخلي بالمستشفى وكل الحالات المترددة تكون بالعيادات الخارجية والطوارئ وتتلقى العلاج اللازم وتغادر المستشفى بدون حجز، وهذا ما نفاه أهالى المدينة .
وبدأت منذ اسبوع مضى محافظة البحر الأحمر متمثلة فى مديرية ااشئون الصحية تنفيذا لتوجيهات اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، بارسال قوافل طبيه من الطب الوقائى لعمل مسح شامل لاهالى المدينة .
و تقوم القوافل الطبية بمتابعة قوافل العيادات الطبية المتنقلة بمدينة القصير يوميا حيث تم تقديم الخدمات الصحية والتوعوية والكشف الطبي وصرف العلاج بالمجان ، مع استمرار أعمال المكافحة والرش بالمدينة لمكافحة المرض .
ناصر السودانى المضرب عن الطعام بالمستشفى
كما تستمر شركة مياه الشرب والصرف الصحى بتوجيهات من اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر بمتابعة اعمال تطهير خزانات المياه بالمنازل بمدينة القصير وخاصة بمنطقة العوينة والجرف .
من جانبه أكد يوسف الشاهد رئيس مدينة القصير، أن المرض في انحسار وأن الحالات المصابة تقل يومًا عن يوم، بدليل أنه مع بداية العام الدراسي الجديد، انتظم طلاب وطالبات المدينة بمدارسهم، على الرغم من إعلان مديرية التربية والتعليم بالبحر الأحمر عن إلغاء تسجيل الغياب للتلاميذ خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد بالمدينة.
وأضاف رئيس المدينة فى تصريحات صحفية له أن المدينة استقبلت عددًا من القوافل الطبية، أحدهما تحت إشراف الدكتور عمرو قنديل مساعد وزير الصحة للطب الوقائى، وتم وضع الخطط المناسبة للقضاء على المرض، كما تقوم فرق الوقاية والمكافحة باتخاذ إجراءات وقائية، كما تقوم فرق من شركة مياه الشرب والصرف الصحى بتطهير وتعقيم خزانات المياه بجميع أرجاء المدينة مجانًا.
وأكد الشاهد أنه لاتوجد أى حالات خطرة من بين المصابين، كما لاتوجد أى حالات محتجزة بالمستشفى، وأن جميع الحالات التى يتم نقلها إلى المستشفى، تحصل على جرعات العلاج المناسبة ويتم السماح لها بالمغادرة.
كما أكد الدكتور حسام جميل مدير إدارة الطب الوقائى بمديرية الصحة بالبحر الأحمر، أن فرق المكافحة التابعة لمديرية الصحة، تقوم بعملها بصورة مستمرة للقضاء على الناموس والحشرات، وهي الناقل الرئيسى للمرض، وطالب الأهالى بالتعاون مع فرق المكافحة ومعاونتهم على أداء عملهم بصورة سليمة.
وانتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بالقصير مناشدات بإحتياج متطوعين " ممرضين او صيادلة " لصرف علاج للحالات .