حالة من التفاؤل تسود القطاع السياحى، لحصاد الزيارات المتكررة للرئيس عبد الفتاح السيسى للصين خلال الأعوام الماضية، والتى حققت طفرة فى العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والسياحية، واعتبرها خبراء السياحة الثقافية فاتحة خير لتعويض اختفاء السياح البريطانيين الذى وصفوه بـ " المريب".
وأكد خبراء بالقطاع السياحي، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمنتدى أعمال قمة "بريكس" للدول ذات الاقتصادات الأسرع نموا بالعالم، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج، تعكس عمق العلاقات والعوائد على البلدين، دفعة قوية لاستقطاب المزيد من السياح الصينيين لمصر وخصوصا لمدينتى الأقصر وأسوان، والتى شهدت رواجا سياحيا فى أعقاب زيارة الرئيس الصينى مصر عام 2016.
فى البداية يقول محمد عثمان عضو لجنة التسويق والترويج السياحى بجنوب الصعيد، فى تصريحات خاصة لـ " اليوم السابع"، إن زيارة الرئيس هامة للغاية وتأتى ضمن السياسة الخارجية الناجحة والذى استطاع من خلالها أن يعيد لمصر مكانتها ودورها المحورى اقتصاديا وسياسيا على المستوى الدولى ، مؤكدا أن هذه الزيارة سوف يكون لها أيضا مردود إيجابى قوى في تحقيق المزيد من التدفقات السياحية الصينية لجنوب الصعيد.
وأضاف " عثمان" أن السياحة الصينية نجحت فى سد الفجوة بالسياحة الثقافية، وكانت بديلا معقولا لتعويض غياب السياح البريطانيين نتيجة موقفهم السياسية المريبة، مشيرا إلى أن معدل إنفاق السائح الصينى مازال أقل من السائح الأوروبى إلا أنه تفوق بتحقيق معدلات أعلى فى عدد الليالى السياحية، مطالبا بضرورة توفير المناخ المناسب لدفع الحركة السياحية من السوق الصينى والتى تعتمد على تسيير رحلات طيران مباشرة وتوفير مطاعم صينية ومرشدين سياحيين يتحدثون اللغة الصينية .
وقال الدكتور أبو المعاطى شعراوى المستشار السياحى لدى الصين، إن الآمال منعقدة خلال قمة "بريكس" التي سيحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم فى الصين، على أن يتم التوصل إلى اتفاقيات جديدة بين البلدين بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسي للصين، ما سيخلق مستقبلا واعدا للتعاون السياحى بين الصين ومصر.
وكشف " شعراوى" أن عدد السائحين الصينيين الوافدين إلى مصر بلغ فى الأشهر الخمسة الأولى من العام الجارى 150 ألف سائحا، بزيادة نسبتها 94% مقارنة بنفس الفترة من عام 2016، لتصبح الصين بذلك رابع أكبر مصدر للسياحة بالنسبة لمصر هذا العام.
وأشار إلى أن مصر ستشارك فى منتدى ومعرض للسياحة من 6 إلى 9 سبتمبر الجارى، على هامش المعرض الصينى العربى الضخم، كما أنه سيتم التوقيع على اتفاقيتين بين مصر والصين الأولى بين حكومة نينغشيا وهيئة تنشيط السياحة المصرية وهيئة السياحة فى نينغشيا والثانية بين مدينتين آثريتين واحدة فى نينغشيا والأخرى فى مصر.
وقال إن المشاركة المصرية فى معرض نينغشيا، ستكون بجناح مساحته 120 مترا مربعا سيشارك فيه 15 فندقا وشركة سياحية من مصر،مشيرا إلى أن المعرض السياحى سيلقى الضوء على المنتجات السياحية المصرية وسيتضمن أنشطة وإعلانات عن المقاصد السياحية المصرية، مشيرا إلى أنه سيكون هناك شعار خاص بمصر على كتيب المعرض باعتبارها ضيف الشرف، مضيفا أنه سيتم خلال المعرض تنظيم ليلة سياحية مصرية ولقاء مع منظمى الرحلات كما سيكون هناك عرض سياحى حول مصر لجذب السياح من تلك المنطقة التى يقطنها الكثير من المسلمين لزيارة الأماكن السياحية الإسلامية فى مصر .
من جانبه أكد إيهاب عبد العال عضو جمعية مستثمرى السياحة الثقافية، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين فرصة كبيرة لترويج المقاصد السياحية المصرية بشكل عام والثقافية بشكل خاص، مشيراً إلى أن متوسط إنفاق السائح الصينى مرتفع مقارنة بالجنسيات الأخرى.
وقال "عبد العال" أن تطور العلاقات بين مصر والصين يفتح آفاقاً واسعة لجذب المزيد من الحركة إلى السوق المصرى، مؤكداً أن قيمة الأموال التى أنفقها سياح الصين حول العالم خلال العالم الماضى بلغت 261 مليار دولار أى ما يعادل 21% من إجمالى الإنفاق العالمى وفقاً لتقرير "سى ترب" الشركة الصينية الرائدة فى مجال السياحة.
وأضاف أن مصر لم تحصل بعد على نصيبها العادل من حركة السياحة الصينية، بما يتناسب وإمكانياتها ومعالمها الثقافية والحضارية التى تتمثل فى الأثار والمتاحف والمعابد والتى تعد عنصراً جاذباً لهذا السوق موضحاً أن مصر وقعت إتفاقية لتبادل السياح مع بكين تستهدف جذب مليون سائح صينى بحلول 2020.
وتابع "عبد العال": أننا فى حاجة إلى وضع خطط لتطوير البنية الأساسية للمقاصد السياحية الثقافية بما يلبى إحتياجات الستهدف من هذا السوق، وعلى سبيل المثال نحن فى حاجة إلى رفع الوعى بين السكان المحليين لتلافى بعض المشكلات التى تنشأ نتيجة عرض السلع بشكل غير لائق على السياح مطالبأ بضرورة تدريب العاملين بشكل مستمر لتلافى هذه المشاكل .
يذكر أن تقریر شركة "سى ترب" أشار إلى أن السیاح الصینیین فى العالم یشكلون نسبة كبیرة تصل إلى 120 ملیون سائح، ومن ثم لدى مصر فرصة فى الحصول على نصیب عادل من تلك النسبة.
على الجانب الآخر، أعلنت فى فبرایر الماضى أن مصر واحدة من أهم الدول فى العالم جذبًا للسیاح الصینیین، لأصالتها وعراقة تاریخها، وأن أهم عوامل جذبها هى التسهيلات التي تمنحها للسیاح كما حصلت القاهرة على لقب أروع مدینة تضم مواقع سیاحیة بالنسبة للمسافرین من الصین فى عام 2016.