يصوم المسلمين فى جميع أنحاء العالم يوم العاشر من شهر محرم كل عام بذكرى "عاشوراء"، احتفالًا بنجاة نبى الله موسى من فرعون، ولكن هذا اليوم يعتبر مميزًا للغاية لدى الشيعة، خاصة وأنه يوافق ذكرى استشهاد الحسين رضى الله عنه بمعركة كربلاء، لتتحول مظاهر الاحتفال إلى بكاء وعويل وطقوس جنائزية ودماء لتنحرف الطائفة الشيعية بالغرض الأساسى من الاحتفال بعاشوراء، حسب أوامر النبى محمد صلى الله عليه وسلم. ويقدم "اليوم السابع" أبرز التساؤلات التى قد تدور فى ذهن القراء حول ذكرى عاشوراء وبداية الاحتفال به، وماذا يمثل لدى الشيعة وطقوسهم فى هذا اليوم؟.
كيف بدأ الاحتفال بعاشوراء؟
فى الواقعة الشهيرة التى رواها البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة مهاجرا، ووصل إلى قباء يوم الاثنين 8 ربيع الأول، وجد اليهود يصومون يومًا هو عاشوراء، وقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكراً لله، فقال: «أنا أولى بموسى منهم» فصامه وأمر بصيامه. ويصوم المسلمين يوم عاشوراء إحياء لسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكدت دار الإفتاء المصرية إن صيام يوم العاشر من محرم المسمى بيوم "عاشوراء" يكفر السنة التى سبقته، كما قال النبى - صلى الله عليه وآله وسلم، وأضافت الدار فى فتوى لها أنه يستحب صيام يوم التاسع والعاشر من شهر المحرم، وذلك لما روى عن النبى - صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان العام المقبل - إن شاء الله - صمنا اليوم التاسع"، وقوله: "خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده".
ماذا تمثل عاشوراء لدى الشيعة؟
يوافق يوم عاشوراء لدى طائفة الشيعة، ذكرى استشهاد حفيد النبى محمد "الحسين بن على" فى معركة كربلاء يوم الجمعة 10 من محرم سنة 61 من الهجرة، إضافة إلى 72 شخصا من أهل بيته وأصحابه فى العام على يد جيش الخليفة الأموى يزيد بن معاوية، لذا يعتبره الشيعة يوم حزن وعويل لمقتل سيد الشهداء.
اللطم والبكاء
ماهى أغرب طقوس الشيعة فى إحياء "عاشوراء" ذكرى استشهاد الحسين؟
بالبكاء والعويل وضرب الصدور ولطم الخدود، يحيى الشيعة عاشوراء ذكرى استشهاد الحسين حفيد النبى محمد، ويتشارك فى إحياء طقوس هذا اليوم جميع المسلمين من الطائفة الشيعية، حيث يقدم بعضهم النذور، وتشهد معظم مدن وسط وجنوب العراق بشكل خاص مراسم حاشدة للاحتفال بهذا اليوم، حيث تضم مرقد الحسين الذى يعد وجهة لآلاف الزوار من داخل العراق وخارجها، وخصوصا من إيران والدول الآسيوية.
شوارع إيران تتشح بالسواد
كيف يحيى شيعة إيران ذكرى عاشوراء؟
لا تختلف كثيرا طقوس الشيعة فى إيران عن الشيعة فى أى بلد بشكل عام، حيث تتشح البلاد بالسواد، وتُعلق الشارات والأعلام السوداء ذات الشعارات المذهبية على المبان وأسطح المنازل وداخل الإدارات الحكومية، وتتخذ طهران من يوم تاسوعاء وعاشوراء عطلة رسمية وتحظر السلطات أى مظاهر للفرح.
ويرتدى أغلب الإيرانيين الأسود، حزنا على استشهاد الحسين، ويقيمون مجالس عزاء فى الشوارع والحسينيات، على واقع اللطم وضرب الصدور والبكاء وقراءة مراثى لأهل البيت على واقعة كربلاء، وتنتشر المواكب الجنائزية وغيرها من البدع، ويحرص الإيرانيين على زيارة الأماكن المقدسة وأهمها كربلاء، وأضرحة الأئمة لدى الشيعة الإثنى عشرية، وتمثيل واقعة مقتل الحسين وما جرى بها من أحداث أدت إلى مقتله.
طقوس احياء شيعة ايران لعاشوراء
ما هى أغرب التقاليد لدى الإيرانيون فى عاشوراء؟
ويقوم الإيرانيون بتوزيع النذور والحلوى فى يوم عاشوراء، ومن بين الموروثات لدى الإيرانيين، أن تتزين الفتيات وتخرج إلى الشوارع تشارك فى مواكب العزاء، لأن هناك من يقول أن أى شاب يتعرف على فتاة فى هذه المواكب وتزوجا، تكون من أفضل الزيجات وباركها الله -وفقا لبدعهم-، وهو ما استدعى السلطات لإغلاق صالونات التجميل لمنع تجمل الفتيات فى ذلك اليوم.
شيعة إيران
ما هو رأى السلطات الإيرانية فى العنف والضرب بالسيوف فى هذا اليوم؟
لكن المفارقة أن أصبحت السلطات الإيرانية مؤخرا تحذر من استخدام آلات حادة فى ضرب الرؤوس كالسيوف والأسلحة البيضاء أو السلاسل وهو تقليد يسمى لدى شيعة إيران "قمه زنى"، وتصدر الشرطة الإيرانية كل عام بيانا تناشد فيه الإيرانيين وتشدد على التصدى لهذه الأعمال يوم تاسوعاء وعاشوراء، لكن عادة لا يلتزم المتشددين بذلك. وترى السلطات أن العنف الذى يحدث فى هذا اليوم وإسالة الدماء وإيذاء النفس يتخذ منه أعداءهم دليلا لتوجيه انتقادات للشيعة، فضلا عن أنه يعد نقطة خلافية بين المراجع الدينية التى تصف من يقومون بهذه الأفعال بالغلاة.
طهى النذور
إحياء ذكرى عاشوراء فى إيران