شهدت أماكن ومحال بيع السبح فى الأراضى المقدسة، إقبالًا كبيرًا من الحجاج المصريين، الذين يحرصون على اقتنائها باستمرار لمنحها لأقاربهم وأصدقائهم كهدايا، لدى عودتهم لمصر مرة أخرى.
وبالرغم من ارتفاع أسعار السبح هذا العام، عن الأعوام الماضية، إلا أن الحجاج المصريين حرصوا على اقتناء أكبر عدد منها قبل مغادرتهم مكة المكرمة إلى مدينة رسول الله.
وفسر أحد الحجاج المصريين، سر تعلقهم بشراء هذه السبح، بهذه الكميات الكبيرة، مؤكدًا على أنها يعتقدون أنها تحمل معانى روحية باعتبارها قادمة من الأراضى المقدسة، فضلًا عن انتظار الأهل والأقارب لهذا النوع من الهدايا والتبرك بها.
وتُعد "السبح" باختلاف أنواعها وتباين أسعارها، أحد أهم الهدايا التى ينقلها الحجاج المصريون وضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين من المشاعر المقدسة إلى أقاربهم وأحبائهم من الأزواج والأبناء والأقارب حين عودتهم لمصر بعد تأدية فريضة الحج إلى ديارهم عقب انتهاء المشاعر.
ومن السبح ما هو ثمين ومنها ما هو رخيص الثمن، حيث أن سبح الأحجار الكريمة كالزمرد واللؤلؤ والمرجان والياقوت والزبرجد والزفير والألماس، فضلا عن سبح العقيق والفيروز والذهب والفضة واليسر والكوك والأبانوس المطعم بالذهب والفضة والكهرمان تشهد رواجا لدى الحجاج الميسورين، أما السبح الرخيصة الثمن المصنوعة من مواد بلاستيكية وزجاجية وأخشاب عادية أو تلك المصنوعة من مواد حجرية عادية أم من مادة الفيبرغلاس فإنها تشهد رواجا لدى الحجاج المتوسطى الدخل وكذلك ممن يستطيعون شرائها بأسعار معقولة .
وللسبح هواتها الذين يبحثون دائما على المزايا والأوصاف لمعرفة الثمين من الرخيص ويفرقون بين الأصلى والتقليد، حيث يكثر حاليا تقليد الأحجار الكريمة المنتشرة فى الأسواق وقليل هم من يعرفون الثمن الحقيقى للسبحة وفقا لمواصفاتها .
والأحجار الكريمة مثل اللؤلؤ والمرجان والزمرد والياقوت والفيروز والزبرجد والزفير وشبه الكريمة مثل اللازورد والكهرمان والأماتيست وعروق اليسر والصندل والأبانوس والكوك وخشب العنبر ذو الرائحة الذكية منها ما هو مصنع ومنها ما هو عضوى، حيث اهتم العرب والمسلمين بالأحجار الكريمة وتأثرهم بمهد حضارات وادى النيل "مصر" ووادى الرافدين والإغريق والهند والصين التى هى بدورها اهتمت بها واستعملتها فى بناء قصورها كما استخدمتها شعوبها آنذاك للتزيين.
وتتميز الأحجار شبه الكريمة التى تصنع منها السبح بتعددها وتنوعها الكبيرين علما أن عدد كبير من السبح أصبح اليوم ينتج فى الصين وهونغ كونغ وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية والهند وغيرها بل وأصبح القلة من الناس من يتساءل عن مصدر هذه الأحجار أو مكان صناعتها أو منطقة استيرادها نظرا لتشعب العملية الصناعية والاستخراجية والتجارية، وأصبحت مثل بقية السلع التجارية الأخرى وهى الآن تحمل صفة تجارية بحتة .
ووفقا لدراسة منشورة، على وكالة "واس" السعودية، فإن التطور التقنى وارتفاع الطلب على هذه الأحجار رفع من معدل استخدام هذه الأحجار لتصنيع المسبحة منها ارتفاعا كبيرا وتزايد إنتاجها تزايدا مضطردا وبشكل تجارى كبير وبلغ إنتاجها خلال العقدين الأخيرين من الزمن أضعاف مضاعفة مقارنة بما أنتج فى كل القرون والعصور السابقة بل أن أسعار مسابحها أصبحت متهاودة وفى متناول طبقة كبيرة من الناس من ناحية، وهذا جانب من الملاحظات حول القياسات العامة والشائعة لهذا النوع من الأحجار التى استخدمت لصناعة المسبحة .
وقياسات مسبحة المواد من الأحجار شبه الكريمة متنوعة منها ما هو شائع، حيث يبلغ عدد حبات السبحة 33 حبة زائدا المنارة والفاصلتين ويكون معدل قطر الحبة بشكل عام هو 6 ملم مع وجود استثناءات فى الحجم أو القطر بطبيعة الحال ومعظم أشكال الحبات هى الأشكال الكروية التامة الملساء وبعضها ذات شكل بيضاوى، حيث يكون طول الحبة الواحدة يقل عن 8 ملم ويكون معدل قطرها بشكل عام يتراوح ما بين 5 إلى 6 ملم ومعظمها تكون منارتها وفواصلها من نفس المادة الخام لحبات المسبحة، وقد تكون أحيانا من المعادن الأخرى كالذهب والفضة أو المعادن المطلية وين، أما القياس الثانى أى الحديثة هى قياسات للمواصفات التى طرأت حديثا، حيث تتألف المسبحة من 45 حبة أو 66 حبة زائدا المنارة والفواصل ويكون معدل قطر الحبة الواحدة أحيانا منطبقا مع النوع الأول الذى أشرنا إليه أعلاه مع انطباق الأشكال البيضوية أيضا وتصغير حجم الحبة الواحدة أحيانا بحيث يقل معدل قطر الحبة الكروية الواحدة عن 5 ملم وذلك لملائمة الوزن النوعى الاجمالى للمسبحة.
ويشكل القياس الثالث نمط المسابح الدينية، حيث تتألف من 99 حبة زائدا المنارة والفواصل والملحقات الأخرى ليصبح مجموع القطع بحدود 101 قطعة ومعظم حبات هذه الأنواع تكون من النوع الكروى الأملس ويندر وجود الحبات ذات الشكل البيضاوى فى هذه الأنواع من الأحجار نظرا لوزنها النوعى المحتمل وعموما يقل قطر حباتها عن 5 ملم ولا يحظى هذا النوع من المسابح الحجرية الأصل بالطلب الكثير بتأثير ما سبق وإن أشرنا إليه وهو الوزن النوعى للأحجار شبه الكريمة الذى يجعل حمل المسبحة أو تداول حباتها غير مريح وأحيانا غير عملى.
ويتم فى أغلب الأحيان إجراء التثقيب المتوازن لحبوب السبحة مع قطر الحبات والصقل التام لحبات المسبحة الواحدة وإلا لتشوه المنظر بميلان الحبات وعدم توازنها، وقد يتوفر وجود بعض الصعوبة فى مرور الحبات بالخيط أو السلاسل فضلا عن صعوبة مداعبة ومداولة الحبات إذا كان سطح الحبات خشنا ولم يصقل بصورة جيدة أو أن أحجام الحبات غير متماثلة تماما .
الحجاج و السبح
جانب من السبح المنتشرة بالحرم
حجاج بيت الله الحرام يشترون السبح
مجموعة من السبح
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة