"لما كنت فى السجن مكنتش مرتاح لتربية بناتى وهم بعيد عنى وفى إيد أمهم اللى متعرفش دين ربنا، ولما خرجت لقيتهم بيلبسوا الضيق والقصير.. كفرت أنا عشان حبيتهم يلتزموا بسنة النبى محمد؟".. هكذا تحدث المتهم بقتل زوجته وطعن بناته الثلاثة فى ثانى أيام عيد الأضحى المبارك، بسبب عدم ارتدائهن النقاب، ورغبتهن فى الخروج لقضاء بعض الوقت مع أصحابهن فى العيد.
تفاصيل الواقعة، بدأت عندما تلقى المقدم أحمد مليس، رئيس مباحث قسم شرطة المنتزه أول، إخطارًا من النجدة يفيد بوقوع جريمة قتل بمنطقة سيدى بشر قبلى، وبالانتقال والفحص، تبين وجود جثة لسيدة، و3 فتيات مصابات بجروح طعنية.
وبعد نقل المصابات إلى المستشفى، والاستماع إلى أقوالهن قالت إحدى الفتيات: تعودنا على سوء معاملة والدنا لنا، خاصة مع تشدده الدينى الكثير، وتعاطفه غير المبرر مع الإرهاب الذى يحدث فى مصر، وأنصار بيت المقدس، وجماعات داعش الإرهابية، وعندما كنا نعترضه الرأى، كان يعتدى علينا بالضرب والسب.
وجاء فى محضر التحريات، أن المتهم فى ثانى أيام العيد، شاهد بناته الثلاثة، وقد قررن الخروج للتنزه مع أصحابهن، وهن يرتدين الثياب الملونة، وقد رفض خروجهن من قبل إلا بالملابس الداكنة والنقاب، فقام بسبهن، وعندما أخبرته إحداهن بأنها لا ترغب فى ارتداء النقاب، وأنها تحب اختيار ملابسها بالشكل المقبول والمناسب لكليتها ومع كل زملائها، تعدى عليها بالضرب، ثم أحضر "سكين" من المطبخ وطعنها.
وأضافت التحريات الأولية فى القضية، أن المتهم بعد أن طعن ابنته الأولى، صرخت وجاء من ورائها والدتها، التى نهرته وأخبرها أنها السبب فى كل ذلك، وأنها السبب فى تربيتهم بهذا الشكل، أثناء تواجده فى السجن، لقضاء عقوبة انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين، وقام بطعنها بالسكين.
وأكدت التحريات، أن المتهم أصابته حالة هياج من منظر الدم، وأثناء وصول باقى بناته للدفاع عن والدتهن وشقيقتهن، تعدى عليهم بالضرب بالسكين، ثم مزيق نفسه وأحدث إصابات متعددة فى جسده، وجلس بجوار أجساد عائلته المتمزقة، حتى حضر الأهالى وأخطروا الشرطة.
كان اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية، تلقى بلاغًا من إدارة شرطة النجدة، بقيام شخص بطعن زوجته وبناته داخل الشقة سكنهم بالطابق الأول بالعقار الكائن تقاطع شارع عمر بن الخطاب مع شارع 30-منطقة سيدى بشر قبلى.
وبالفحص تبين قيام "س. ا"- 58 سنة بالمعاش، مقيم بالشقة محل البلاغ سبق ضبطه فى قضية جنايات قسم شرطة أول الرمل "انضمام لجماعة محظورة" مصاب بجروح قطعية متعددة بالرقبة وكدمة بالساعد الأيمن، بالتعدى بالضرب بسلاح أبيض على زوجته "ز. ع"-55 سنة ربة منزل، وإحداث إصابتها بجرح طعنى بالرقبة وآخر بالكتف الأيمن وجرح بالوجه، مما أدى لوفاتها وإصابة بناته الثلاثة كل من، "ش.س"- 27 سنة محامية - بجروح قطعية متعددة بالصدر والظهر من الناحية اليسرى والساق اليسرى، و"ه. س"- 22سنة طالبة - بجرحين طعنيين بالصدر والبطن من الناحية اليسرى مع اشتباه نزيف داخلى بالبطن وجروح قطعية متعددة بالبطن والمرفق والساعد الأيسر والرأس والرقبة، و"م.س"- 18سنة طالبة بجرح طعنى أسفل الثدى الأيسر وتجمع دموى وهوائى حول الرئة اليسرى وآخر طعنى بالحوض من الناحية اليمني، على إثر حدوث مشادة كلامية بينهم، تطورت إلى مشاجرة، بسبب معاتبتهن له لسوء معاملته المستمرة لهن.
تم ضبط المتهم، وعثر بمكان الواقعة على عدد "3" سلاح أبيض "سكين" ملوثة بالدماء، وبمواجهته، اعترف بارتكابه الواقعة، وأضاف بقيامه بإحداث إصابته بنفسه عقب تعديه على زوجته وبناته، وتم إخطار النيابة العامة والأدلة الجنائية، وتم نقل الجثة لمشرحة الإسعاف، والمصابين لمستشفى شرق المدينة للعلاج "حالتهم مستقرة" وخروج المتهم عقب تلقيه العلاج، وكُلفت إدارة البحث الجنائى بالتحرى عن الواقعة.
وتباشر نيابة المنتزه أول، تحقيقاتها حول الواقعة، بعد حبس المتهم لجلسة باكر، على تحريات المباحث، والاستماع إلى أقوال بناته المصابات، وشهود الواقعة، والجيران، بالإضافة إلى التصريح بدفن جثة المتوفية، بعد عرضها على الطب الشرعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة