فى الوقت الذى يحتفل فيه المسلمون بعيد الأضحى فى جميع أنحاء العالم، تزداد مأساة ومعاناة مسلمى الروهينجا من بطش السلطات فى هذه المملكة البوذية، ومن تجاهل كل المنظمات الدولية والحقوقية لمشكلتهم رغم تصنيفهم بأنهم الأقلية الأكثر تعرضا للاضطهاد فى العالم.
ويوما بعد يوم، تزداد مأساة مسلمى الروهينجا، حيث حرم حوالى 250 ألف شخص من المساعدة الغذائية فى شمال غرب بورما حيث علق برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة عمليات التوزيع بسبب المعارك بين الجيش والمتمردين الروهينجا.
مأساة مسلمى بورما
وسلطت صحيفة "إندبندنت" فى تقرير لها الضوء على مأساة مسلمى الروهينجا، وقالت إن أطفالهم يعدمون بينما يحرق المدنيين أحياء، بحسب شهادة الشهود، فى الوقت الذى يواصل فيه اللاجئين الهروب من العنف إلى بنجلاديش. مشيرا إلى أن القوات العسكرية ترتكب إبادة أو مذبحة منظمة ضد الأقلية المسلمة فى ولاية راخين الغربية.
ويعتقد أن 60 ألف من اللاجئين قد فروا إلى الحدود الغربية نحو بنجلاديش فى أسبوع عقب الحملة على مسلحى الروهينجا.
ودعا وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون إلى إنهاء العنف، وقال إن معاملة الروهينجا "تلطخ سمعة بورما". ويرى المراقبون أن عدد النازحين من المرجح أن يزيد، فيما قال جيش بورما إن 400 مسلح قتلوا فى صدامات مع قواته.
وأدلى الناجون بشهادات مروعة عن العنف والدمار الذى ارتكبه الجنود البورميون والجماعات المسلحة الأخرى. وقال عبد الرحمن البالغ من العمر 41 عاما إنه نجا من هجوم استمر خمس ساعات على قرية شوت بين، وقال لإحدى المنظمات الخيرية التى تعمل فى المنطقة إن جماعة من رجال الروهينجا تمت محاصرتهم واحتجازهم فى كوخ ثم أشعلوا النيران فيه. وأضاف أن أخيه قد قتل حيث أحرقه الجنود البورميون مع المجموعة.
وأضاف أنه عثر على أفراد آخرين من عائلته فى الحقول وكانت هناك علامات على أجسادهم من الرصاص وبعضهم كان لديه قطع. وأوضح أن اثنين من أبناء أشقائه قطع رأسيهما، أحدهما فى السادسة والآخر فى التاسعة. بينما أطلق النار على زوجة أخيه. بينما قال رجل آخر يدعى سلطان أحمد عمره 27 عاما إن بعض الناس كانوا يعدمون والعديد كانت تقطع جثثهم، وأشار إلى أنه كان فى منزل يختبئ عندما قام سكان مسلحون من قرية مجاورة بعمليات إعدام.
كما تواجه فرق منظمات العمل الإنسانى توترا كبيرا على الأرض منذ أن شككت الحكومة البورمية التى تقودها فعليا المنشقة السابقة أونج سان سو تشى، فى أدائها، مؤكدة أنها وجدت حصصا من هذه الأغذية فى معسكرات للمتمردين.
وقال بيار بيرون الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "كل عمليات المساعدة الإنسانية فى ولاية راخين علقت منذ بدء الهجمات، مما يؤثر على 250 ألف نازح وغيرهم من السكان الضعيفين".
وفى تقرير لها أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين أن 87 ألف شخص معظمهم من الروهينجا المسلمين هربوا من أعمال العنف فى بورما ولجأوا إلى بنجلادش المجاورة.
وأعلن مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة أن 87 ألف شخص وصلوا منذ 25 أغسطس من بورما التى تشهد أعمال عنف.
واندلع العنف بعدما هاجم متمردون من الروهينجا فى 25 أغسطس نحو ثلاثين مركزا للشرطة تحت شعار الدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة. وبدأ الجيش البورمى عملية واسعة النطاق فى هذه المنطقة النائية والفقيرة ما أجبر عشرات الآلاف على الفرار.
وفى السياق نفسه حذر مجلس حكماء المسلمين من استمرار تقاعس المجتمع الدولى عن التدخل بحسم لإنهاء معاناة مسلمى الروهينجا فى بورما، ووقف ما يتعرضون له من قتل وتهجير، يشكل تهديدا جديا للأمن والسلم الدوليين، ويعكس مجددا سياسة الكيل بمكيالين تجاه القضايا والأزمات الدولية، مما يغذى مشاعر الحقد والكراهية والتطرف عبر العالم.