خلال شهرين كاملين حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية على حضور قمتين اقتصاديتين هامتين، الأولى كانت فى القارة الأوربية والأخرى فى القارة الآسيوية بهدف العمل على زيادة النمو الاقتصادى فى مصر وزيادة التعاون فى هذا المجال بين مصر ودول تلك القارتين.
ففى الثانى من شهر يوليو الماضى، حضر الرئيس السيسى قمة تجمع دول "فيشجراد" التى عقدت بعاصمة المجر بودابيست ليكون أول رئيس عربى وفى الشرق الأوسط يحضرها، حيث يضم التجمع دول المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا.
الرئيس السيسى فى قمة فيشجراد
وتأتى الزيارة تلبية لدعوة رئيس وزراء المجر "فيكتور أوربان"، وتعتبر مصر هى أول دولة من الشرق الأوسط تدعى لحضور هذه القمة، حيث سبقتها ألمانيا واليابان فقط.
قمة فيشجراد
ويعد تجمع دول"فيشجراد" قوة مؤثرة داخل الاتحاد الأوروبى، ودعوة مصر تؤكد إدراك هذه الدول لقيمتها فى الشرق الأوسط، خاصة فى ضوء انفتاح مصر على أوروبا والعالم.
الرئيس السيسى فى المجر
وعلى هامش القمة عقد الرئيس السيسى لقاء قمة مع رئيس وزراء المجر "فيكتور أوربان" تتناول القضايا الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين، ولاسيما فى مجال الطاقة والزراعة والتجارة.
الرئيس السيسى
وتستهدف مصر الاستفادة من التجارب الاقتصادية لدول المجموعة، خاصة أن كل الدول الأربع الأعضاء فى المجموعة من الدول ذات الدخول العالية والاقتصاد المستقر، وتحظى بفرص استثمارية كبيرة، ومن الدول التى حققت قفزات اقتصادية فى غضون أعوام قليلة.
وتسعى مصر لتوسيع صادراتها إلى دول المجموعة، لاسيما أن السنوات الماضية شهدت تصدير عدد بالغ من المنتجات المصرية إلى تلك الدول على رأسها القطن والخضراوات والفاكهة والأسمنت والأسمدة والسجاد، والأجهزة الكهربائية والزجاج والألومنيوم والكيماويات العضوية والمطاط والوقود، والملابس والإكسسوارات.
وتعتبر دول المجموعة المناطق السياحية المصرية على رأس المقاصد الترفيهية والأثرية التى يجب زياراتها على مستوى العالم، ويعتبر مواطنو تلك الدول شواطئ البحر الأحمر أهم مناطق بحرية سياحية فى العالم؛ ولذلك تسعى السياسية المصرية إلى زيادة أعداد السائحين من مواطنى تلك الدول لدعم القطاع السياحى.
كما حرص الرئيس السيسى على حضور قمة "بريكس" تحت رعاية الرئيس الصينى شى جين بينج التى تعقد بمدينة "شيامن" الصينية بحضور رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى رئيس وزراء الهند ناريندار مودى.
وأكد الرئيس السيسى فى كلمته أمام تجمع "بريكس" على تحسن فى مجمل أداء الاقتصاد المصرى، لتبلغ نسبة نموه فى يوليو 2017 حوالى 4,3%، ويصل حجم الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية إلى 36 مليار دولار، ورغم ذلك، فلا زالت مصر نحاول السيطرة على معدلات التضخم وتخفيضها لرقم أحادى، مع العمل على خفض عجز الموازنة لأقل من 10% من إجمالى الناتج القومى.
ومن ضمن المفاجآت التى أطلقها الرئيس السيسى فى كلمته أنه هو إقرار وزارة التجارة والصناعة المصرية قانونا يسمح بمنح التراخيص الصناعية للشركات خلال 7 أيام فقط، بدلا من 600 يوم كما كان متبعا من قبل؛ وهذا إنجاز واضح وجلّى، موضحا الرئيس أن هذا الإجراء يعبر عن إدراك الدولة المصرية لحجم العقبات التى كانت تؤثر على مناخ الاستثمار.
وعلى هامش القمة، التقى الرئيس السيسى، نظيره الروسى فلاديمير بوتين، وناقش الرئيسان عددا من الموضوعات، كما أعلن السيسى عن انتهاء إجراءات التعاقد لإنشاء محطة الطاقة النووية المصرية فى الضبعة شمال غربى مصر.
وأكد الرئيس الروسى خلال اللقاء، الأهمية التى توليها موسكو لتطوير العلاقات الوثيقة مع مصر فى كل المجالات، وبصفة خاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيدا فى هذا الصدد بزيادة التبادل التجارى بين البلدين بنسبة 14%، فضلا عن التواصل المستمر بين الجانبين لدفع وتطوير العلاقات.
