بفساد عابر للحدود، وبتحد لطبائع الجغرافيا والمناخ استطاعت إمارة قطر قبل سنوات انتزاع ملف تنظيم مونديال 2022 عبر سلسلة من الرشاوى تظل الأكبر فى تاريخ الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" ومسئوليه السابقين، إلا أن هذا الحلم الذى بنت عليه الإمارة الراعية للإرهاب آمالاً كثيرة بات فى مهب الريح بعدما توالت فضائح نظام تميم بن حمد منذ اندلاع الأزمة الأخيرة وقرار الدول العربية التى تقودها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين التصدى لمؤامرات تنظيم الحمدين الإرهابى، وفضح جرائمه الإرهابية والسياسية فى شتى المجالات.
وفتح قرار الدول العربية مقاطعة قطر وفرض حظراً جوياً وبرياً عليها الباب أمام مسئولى الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" لمراجعة ملف تنظيم الدوحة للمونديال، لصعوبة سفر الفرق المشاركة فى البطولة الأشهر فى عالم الكرة من وإلى قطر فى ظل استمرار تلك المقاطعة، بخلاف التحذيرات الأمنية المتتالية والتى تؤكد عدم أهلية الإمارة لاستضافة كأس العالم فى ظل ما تأويه من كيانات إرهابية وعناصر متطرفة على أراضيها.
وحذرت تقارير اعلامية أجنبية من أن استمرار المقاطعة العربية التى دخلت شهرها الثالث، سيؤدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية التى تعانيها قطر، ما يهدد قدراتها على دفع رواتب العمالة الأجنبية خاصة تلك التى تشارك فى بناء الملاعب والفنادق المقرر أن تستضيف الفرق المشاركة وجماهيرها، ويؤثر على استكمال تلك المنشأت.
وكشفت مصادر فى المعارضة القطرية أن الحكومة القطرية أنفقت حوالى 137.9 مليار دولار تكلفة بناء الملاعب الجديدة، و39.9 مليار تكلفة تطوير البنية التحتية للمواصلات، و38.6 مليار تكلفة تكييف الملاعب، و61.8 مليار تكلفة إنشاء ملاعب التدريب وفنادق الإقامة للاعبين والجماهير، و36.1 مليار تكلفة بناء مدينة لوسيل، و17.5 مليون دولار رشاوى للحصول على تنظيم البطولة.
من جانبه، كشف مايكل جارسيا، محام أميركى ومحقق فيدرالى سابق كان يتولى رئاسة غرفة التحقيقات فى لجنة الأخلاقيات التابعة للفيفا تفاصيل قبول ثلاثة من أعضاء الفيفا دعوة من الاتحاد القطرى لكرة القدم إلى حفل خاص فى ريو دى جانيرو، قبل التصويت على استضافة المونديال.
وأضاف فى تقرير نشرته وسائل إعلام أمريكية عن تحويل مليونى دولار من مصدر مجهول إلى حساب ابنة أحد أعضاء الفيفا. وفيه أيضا، كيف تورطت أكاديمية أسباير المعروفة بأسباير زون في التلاعب بأعضاء الفيفا، للتصويت لصالح قطر للحصول على مونديال 2022.
بينما قال جيرراد إجنيس رئيس تحرير مجلة فرانس فوتبول، إن كأس العالم يحتاج إلى المشجعين المحليين، وغياب هؤلاء فى قطر التى يبلغ تعدادها 300 ألف شخص يعنى أن تلك الدولة ليست أهلا لاستضافة البطولة، متسائلاً عمن سيحضر للمدرجات ويشجع الفرق المشاركة، مؤكدا أنه تم الحصول على هذه البطولة عن طريق المال وليس الرياضة.
وأعرب إجنيس عن اندهاشه، متسائلاً: كيف لدولة تغيب عنها ثقافة كرة القدم تنظيم كأس العالم على أرضها ؟ وأكد أن قطر أنفقت أموالا طائلة للحصول على تنظيم هذه البطولة، وأن حجم الخسائر التى سيتكبدها اقتصاد الدوحة، حال سحب ملف تنظيم المونديال وإسناده لدولة بديلة، سيكون مماثلاً لحجم الاحتياطى النقدى القطرى.
وفى السياق نفسه تصدر هاشتاج "سحب مونديال قطر" قائمة ترند تويتر الإمارات والسعودية وعدد من دول الخليج، طالب خلالها المدونين بسحب تنظيم مونديال 2022 بعد ضلوع الدوحة فى أعمال عنف وإرهاب حول العالم، بالإضافة إلى الأنباء التى تشير عن تورطها برشاوى لأعضاء الفيفا.
وتنوعت تغريدات المشاركين من خلال الهاشتاج، حيث قال أسامة السليمان: "ضحكوا عليهم الغرب مرتين، اﻷولى مليارات الرشاوى والثانية شغلوا شركاتهم ﻹنشاء ملاعب وفنادق بالتلريونات وأخيرا للشمس والهواء"، فيما قال سعد: "سياسيا، اقتصاديا، دينيا وأخيرا فى الرياضة، قطر تدخل العار من أوسع أبوابه"، بينما قال نواف السعيد: "دولة داعمة للإرهاب والتطرف، كيف تستضيف مونديال عالمى؟".