شارك الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى فى فعاليات مؤتمر (التعليم والإرهاب)، بحضور حسين بن إبراهيم الحمادى وزير التربية والتعليم بدولة الإمارات، والدكتور ماجد النعيمى وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين ونخبة من المهتمين بالتعليم، والباحثين، والمفكرين.
وأعرب شوقى فى بداية كلمته عن خالص شكره لدعوته لحضور هذه الندوة المهمة التى تناقش موضوعًا ذا أولوية قصوى لمجتمعاتنا العربية وهو: "التعليم والإرهاب"، من أجل الوصول إلى توصيات عملية من شأنها أن تساعد على الارتقاء بنظم التعليمية وترسخ قيم التسامح والتعايش السلمى، ولفظ أفكار العنف، والتطرف، والإرهاب.
وقال شوقى إن العالم يعيش أوقاتا صعبة، ويواجه تحديات كبرى متعلقة بالتطرف والإرهاب مما يدفعنا إلى ضرورة دراسة دوافع وأسباب هذه الظواهر وكيفية علاجها عن طريق التنشئة المناسبة لأطفالنا ومنحهم تعليمًا مبتكرًا يعالج هذه الظواهر فى مهدها.
أضاف شوقى إن كافة الأديان السماوية ترفض كل أشكال العنف والتطرف، وسفك الدماء، ولقد أجمعت كافة الشرائع السماوية على جملة كبيرة من القيم والمبادئ الإنسانية، مؤكدًا أن من القيم التى اتفقت عليها: العدل، والتسامح، ونبذ العنف، وقبول الآخر، والرفق، والصدق، والأمانة، والوفاء، والتعاون وعدم الغدر أو الخيانة، ومقابلة السيئة بالحسنة، وحب الوطن والاعتزاز به والحفاظ عليه، ومن خرج على هذه القيم لم يخرج على ما نادت به الأديان فحسب، بل خرج وانسلخ من إنسانيته وفطرته السليمة التى فطره الله عليها.
وأشار شوقى خلال كلمته أنه من أجل توعية أبنائنا الطلاب وتحذيرهم من الاستقطاب باسم الدين اتخذت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى المصرية خطوات مبكرة، لتقوية الحس الوطنى للطلاب، وترسيخ أفكار المواطنة، والتعايش السلمى، وقبول الآخر فى أذهانهم كان من بينها تضمين المناهج الحالية أكثر من (25) قضية منها على سبيل المثال لا الحصر: السياحة وتنمية الوعى السياحى للطلاب، ومحاربة الإرهاب والتطرف، ونبذ العنف، والمواطنة الفعالة، والتسامح، والأمن القومى، والبيئة وحمايتها وتجميلها، والصحة الوقائية والعلاجية، وكلها قضايا ذات أهمية كبرى تؤثر على الاقتصاد القومى، بل إن بعضها يعد عوامل حسم فى جذب فرص الاستثمار وتنمية اقتصاد الوطن.
وأوضح شوقى أنه يتم حاليًا إعداد ثلاثة كتيبات للأنشطة للصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية ترتكز على مجموعة من القيم، وذلك إيمانًا من الوزارة بأن التربية منذ الصغر على تلك المفاهيم هى الضمانة الأساسية لتنشئة جيل متزن، راسخ العقيدة، متسامح مع نفسه ومع الآخرين.
وفى نفس السياق، أضاف شوقى أن الوزارة تشجع ممارسة الأنشطة التربوية فى كافة مدارس الجمهورية مع التركيز على مفاهيم الولاء والانتماء للوطن من خلال تعريف الطلاب بتاريخ مصر عن طريق الرحلات الميدانية للمناطق الأثرية والتاريخية، وكذلك من خلال ممارسة النشاط الرياضى، والثقافى، والمسرحى، وتشجيع الطلاب الحائزين على جوائز محلية، وإقليمية، ودولية بما يجعل المدرسة بيئة جاذبة للطالب.
وقال شوقى إنه فى إطار جهود الدولة نحو وضع رؤية متعددة الأبعاد تشترك فيها كافة مؤسساتها ذات الصلة، لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف بجميع أشكالها المادية والفكرية فقد أصدر رئيس الجمهورية القرار رقم (355) لسنة 2017 بإنشاء "المجلس القومى لمواجهة الإرهاب والتطرف" بعضوية عدد من الجهات والهيئات المعنية، فضلًا عن عدة وزارات منها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وبناءً عليه فقد سعت الوزارة لوضع رؤية متكاملة تتشارك فيها كافة الجهات المعنية، لمواجهة هذا المرض اللعين الذى يهدد أمن العالم أجمع.
وأضاف شوقى أن ما اتخذناه من خطوات لا يعنى أننا أدينا كل ما يجب علينا، بل ينبغى أن نبذل مزيدًا من الجهد، وأن نسير فى مسارات غير تقليدية تحقق لنا نتائج كبيرة فى زمن قصير، فلم نعد نملك رفاهية ضياع الوقت دون بذل أقصى جهد لاجتثاث الإرهاب من أوطاننا، وإنقاذ شعوبنا من مغبته، مشيرًا إلى أننا نصمم نظام تعليمى جديد يبنى الشخصية، ويدرب النشء على التفكير والبحث، وقبول وفهم الآخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة