أوضح المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أن تعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين مصر والصين تمثل محوراً رئيسياً لتنمية العلاقات الاقتصادية والسياسية المشتركة بين البلدين، لافتاً إلى أن هناك توافق فى الرؤى بين قيادات الدولتين لتحقيق التكامل والتنمية للشعبين المصرى والصينى فى كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة.
جاء ذلك فى سياق الكلمة التى ألقاها الوزير صباح اليوم نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى فى افتتاح معرض الصين والدول العربية 2017 والذى تشارك به مصر كضيف شرف المعرض، ويقام فى مدينة ينشوان بمنطقة نينغشبا الصينية ذاتية الحكم، خلال الفترة من 6 إلى 9 سبتمبر الجارى ويستهدف دعم مفهوم الصداقة والتعاون والتنمية بين الصين والبلدان العربية لبناء نموذج جديد من الشراكة القائمة على تحقيق الأهداف المشتركة والمكاسب المتبادلة.
وقد شارك فى مراسم الافتتاح رئيس جمهورية غينيا ونائب رئيس أفغانستان ونائب رئيس موريتانيا إلى جانب نائب رئيس البرلمان الصينى والأمين العام للحزب الشيوعى بمقاطعة نينغشيا والسيدة /شيان هوى حاكمة مقاطعة نينغشيا ذات الحكم الذاتى.
وقال إن معرض "الصين والدول العربية 2017" يعد منصة استراتيجية لتشجيع التعاون الاقتصادى والتجارى الصينى - العربى ويلعب دوراً محورياً فى تنمية التعاون المشترك بين الدول الواقعة على طريق الحرير، خاصة أنه يقام بمنطقة نينغشيا الصينية، التى تعتبر حلقة وصل مهمة على طريق الحرير القديم الذى يربط الصين بالدول العربية.
وأوضح الوزير أن التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى والثقافى بين مصر والصين يعد من أهم الركائز الأساسية فى طبيعة العلاقات الثنائية التى تربط البلدين، كما تعتبر العلاقات الثنائية المصرية الصينية نموذجاً متميزاً للتعاون بين أقدم حضارتين عرفها التاريخ، مشيراً إلى أن العلاقات المصرية الصينية شهدت العديد من الاتفاقيات الثنائية التى تدير منظومة التعاون الثنائى بين البلدين أهمها اتفاقية إنشاء مجلس الأعمال المصرى الصينى، ومذكرة تفاهم للتعاون الاستثمارى بمنطقة شمال غرب قناة السويس (مشروع تنمية خليج السويس)، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين وزارتى التجارة المصرية والصينية لمنح الصين الاعتراف بوضعية الاقتصاد الحر واتفاق تعاون فى مجال الطاقة الإنتاجية الموقع العام الماضى.
وأشار قابيل إلى إن التطور الاقتصادى الكبير الذى حققته الصين جاء نتيجة انتهاج سياسة اقتصادية فعالة ساهمت فى جذب الاستثمار الأجنبى المباشر وتيسير وتحسين مناخ الأعمال بها، ما جعلها ثانى أكبر قوة اقتصادية على مستوى العالم، لافتاً فى هذا الصدد إلى أهمية تعزيز التكامل الاقتصادى مع الدول العربية، ومن ثم التوجه نحو عولمة الشركات الصينية ودعم الاستثمار الخارجى، وتكوين شراكات وتحالفات مع الدول العربية خاصة فى ظل تبنى الصين لرؤية جديدة لعام 2030 والتى تستهدف بناء مجتمع حديث ومبتكر واقتصاد رائد، من خلال الحفاظ على علاقات اقتصادية متوازنة مع دول العالم، وانتهاج سياسات النمو الأخضر، وتشجيع الابتكار والاقتصاد الرقمى، وفى ظل التطورات الراهنة فى حركة الاقتصاد الدولى والزيادة المتوقعة لمساهمة الدول النامية فى النمو العالمى مقارنة بالدول المتقدمة.
وأكد أن مصر- حكومة وشعبا - تتفقان مع توجه الصين الرامى إلى تحرير التجارة والنمو الاحتوائى والتنمية المستدامة بل وتوفير الدعم والمساندة للدول النامية لتعزيز تنافسيتها فى الأسواق الخارجية، منوهاً فى هذا الصدد إلى فرص التعاون والنمو المشترك بين الدولتين من خلال توافر فرص حقيقية للاستثمار بمصر والانطلاق منها نحو السوق الأفريقية العربية.
وأشار قابيل إلى حرص مصر الدائم على توسيع حجم العلاقات الاقتصادية المشتركة مع الصين خاصة في مجال تعزيز الصادرات المصرية للأسواق الصينية وجذب المزيد من الاستثمارات الصينية للسوق المصرية، لافتاً إلى أن الصين تتمتع بمكانة اقتصادية عالمية كبيرة تجعلها محط أنظار العالم للاستثمار، كما تمتلك مصر كل المقومات الاستثمارية للفت أنظار الحكومة ومجتمع الأعمال الصينى كواحدة من أكبر القوى الاقتصادية فى القارة الأفريقية، كما أنها تعد دولة محورية بالمنطقة بحكم موقعها المتميز وامتلاكها شبكات للنقل البحرى تربطها بمختلف قارات العالم بالإضافة إلى قناة السويس التى تربط بين الشرق والغرب.
وأضاف أن مبادرة طريق الحرير تعد مبادرة متميزة تربط بين الصين وكل من أوروبا وأفريقيا، مشيراً إلى حرص مصر على الانضمام لهذه المبادرة حيث وقعت الحكومة المصرية مذكرة تفاهم مع نظيرتها الصينية في هذا الصدد.
ووجه الوزير الشكر للحكومة الصينية على دعوتها للحكومة المصرية للمشاركة فى فعاليات معرض "الصين والدول العربية 2017"، ولتكون ضيف شرف المعرض وهو ما يعكس عمق العلاقات بين البلدين، كما دعا الوزير الحكومة الصينية ومجتمع الأعمال الصينى إلى زيادة استثماراتهم بالسوق المصرية، وأن تكون مصر جزءًا من منظومة نقل الصناعات الصينية للخارج، مشيراً إلى أن مصر قد أقامت مركزاً سياحياً وثقافياً دائماً لها بالصين على هامش فعاليات المعرض.
ويضم الوفد المرافق لوزير التجارة والصناعة عددا من قيادات وزارة التجارة والصناعة على رأسهم المهندس أحمد عبد الرازق رئيس هيئة التنمية الصناعية والأستاذة شيرين الشوربجى رئيس هيئة تنمية الصادرات والوزير مفوض تجارى ممدوح سلمان رئيس المكتب التجارى المصرى ببكين والدكتورة ربا زايد نائبا عن رئيس هيئة المعارض والمؤتمرات واللواء محفوظ محمد طه نائبا عن رئيس الهيئة الاقتصادية لتنمية قناة السويس والمهندس عاطر حنورة رئيس شركة الريف المصرى، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارات الآثار والثقافة والاستثمار.