•• الحكومة متمثلة فى الجيش تقتل المسلمين وتصفهم بـ"الإرهابيين"
•• المسلمون بدأوا مؤخرًا فى رفع السلاح للدفاع عن أنفسهم وقتلوا 10 من الشرطة
•• رئيس الوزراء الحاصلة على نوبل للسلام تتواطأ مع الجيش ضد المسلمين
•• المسلمون الروهينجا بلا جنسية ويهربون إلى بنجلاديش
قال الدكتور عمر فاروق، من مسلمى بورما، والحاصل على الدكتوراه فى الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بالفيوم، إن مسلمى بورما مشكلتهم ليست مع اتباع الديانات الأخرى بل مع الحكومة فى ميانمار، حيث تصاعدت الأحداث بدأ منذ عام 2012 وحتى الآن وقتل نحو نصف مليون مسلم من الروهينجا، وهى منطقة تقع فى شمال ميانمار تابعة لولاية أراكان، مطالبا مجلس الأمن بالتصويت فى جلسته القادمة يوم 15 سبتمر بإرسال قوات من الأمم المتحدة لحماية المسلمين الروهينجا من القتل والتطهير العرقى الذى يمارس بحقهم من قبل قوات الجيش هناك، لافتا إلى أن الأحداث ذات خلفية سياسية فى المقام الأول.
وأضاف فاروق، فى ندوة خاصة بجريدة "اليوم السابع"، أن هناك فرار للآلاف من مسلمي الروهينجا إلى دولة بنجلاديش لكنها دولة فقيرة لن تستطيع استيعاب تلك الأعداد الهارية من جحيم القتل والحرق، موضحا أن حكومة ميانمار وضعت ألغام على حدودها مع بنغلاديش لمنع وصول المسلمين إليها أو العودة منها، لافتا إلى أن قوات الجيش هناك تقوم بعمليات قتل جماعى وحشى واغتصاب النساء وقتل الأطفال هناك.
وأوضح أن الأزمة بدأت عندما طالبت الحكومة هناك الشعب بتغير البطاقات الشخصية ورفضوا تجديد تلك البطاقات او استخراجها بالشكل الجديد للمسلمين، لافتا إلى أن ميانمار يسيطر عليها البوذية ثم المسيحيين ثم الهندوس وأخيرا المسلمين، مضيفا أن الأحداث لا تقع بين أتباع الأديان فلو كان البوذيين يقتلون المسلمين لكانوا قضوا عليهم جميعا، كاشفا أن المسلمين الآن بدأوا فى مواجهة قوات الجيش والشرطة فى ميانمار، بعد أن كانوا يقتلون دون مواجهة، أما الآن ومع ارتفاع وتيرة الأحداث بدأ المسلمين يرفعون السلاح فى وجه الشرطة للدفاع عن أنفسهم وقتلوا منهم 10 شرطيين مما زاد من حدة الأحداث فى الأيام الأخيرة، حتى وإن كان الذين قتلوا رجال الشرطة إرهابيين لكن الشرطة فى ردها لا تميز بين المسالم والمستحق للعقاب.
وأكد أن الروهينجا الآن فى نظر القانون فى ميانمار إقامتهم ليست صحيحة، ومخالفين لقوانين الدولة، وذلك بسبب محاولات الحكومة طمس هوية المسلمين والقضاء عليهم والتخلص منهم، مؤكدا أن المسلمين الروهينجا الكبار الذين يعيشون بعيدا عن الأحداث يحاولون كلا فى البلاد التى يقيمون بها، التعاون مع المنظمات الحكومية فى تلك الدول للضغط على مجلس الأمن لاتخاذ قرار بإرسال قوات لبورما لحماية المسلمين.
وأضاف أن "أون سان سو تشي" هى الآن رئيس الوزراء فى ميانمار وحصلت على جائزة نوبل للسلام، بعد أن قضت عدة سنوات فى السجن نظرا لكونها كانت معارضة للحكومة، لكنها الآن تضع يدها فى يد الحكومة ولا تتحرك نحو إنقاذ المسلمين، لافتا إلى أن الدولة فى ميانمار تصف المسلمين الروهينجا بالإرهابين، كما أنهم محرومين حتى من السفر خارج ميانمار وذلك نظرا لكونهم لا يحملون بطاقات هوية مثل باقى مواطنى بورما.
وأشار فاروق، إلى أن الفيديوهات التى تتنشر على السوشيال ميديا معظمها صحيح وما تتضمنه من محتويات صادمة ووحشية، لافتا إلى أن سفراء ميانمار فى دول العالم يصفون المسلمين فى الروهينجا وكل المتعاطفين معهم بالإرهابيين.
وتمنى أن تستغل حالة الغضب المنتشرة الآن فى العالم وتنديد دول العالم بالأحداث والضغط على مجلس الأمن والأمم المتحدة بإرسال قوات للفصل ولحفظ الأمن والسلام حماية للمسلمين، والضغط على الصين بعدم استخدام حق الفيتو، مطالبا دول العالم بالوقوف باسم الانسانية بجانب مسلمى الروهينجا، مشددا على أن ما يحدث لهم هو تطهير عرقى ومذابح جماعية وحشية لم نشهد مثلها فى العصر الحديث ولن يكون هناك أكثر وحشية منها.
يشار إلى"الروهينجا" يقال إنهم من أكثر شعوب الأرض اضطهادا، وُوصفوا من بعض مسئولى الأمم المتحدة أنهم بلا أصدقاء، حيث يرفض النظام الحاكم هناك منحهم الجنسية، كما لا تستطيع الدول المجاورة استقبالهم رغم قلتهم، وفى تصريح لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قال إن ما يواجهه أفراد الروهينجا يبلغ حد الجريمة ضد الإنسانية، فالحكومة في ميانمار تحرمهم من الحصول على الجنسية، وترى أنهم مهاجرون غير قانونيين من بنجلاديش، وهذا هو رأى كثير من السكان فى بورما.
وذكرت تقارير، أن الحكومة شنت حملة لما سمته مكافحة التمرد، بعد مقتل تسعة من شرطة الحدود قرب مونغداو فى هجوم نفذه متشددون فى أوائل أكتوبر الماضى، لكن الروهينجا يقولون إنهم يستهدفون دون تمييز.
وميانمار هى إحدى دول شرق آسيا وتقع على امتداد خليج البنغال تحد بورما من الشمال الشرقي الصين، وتحدها الهند وبنغلاديش من الشمال الغربي، وتشترك حدود بورما مع كل من لاوس وتايلاند، أما حدودها الجنوبية فسواحل تطل على خليج البنغال والمحيط الهندي ويمتد ذراع من بورما نحو الجنوب الشرقي في شبه جزيرة الملايو ،ولقد احتلت بريطانيا بورما في نهاية القرن التاسع عشر وحتي استقلالها في 1948 وتعد يانغون (حاليا رانغون) أكبر مدنها كما كانت العاصمة السابقة للبلاد.
و يبلغ عدد الأفراد العاملين بالجيش البورمي والبحرية وسلاح الطيران 400,000 فرد، يخدم نحو 90% منهم في الجيش، وجميعهم متطوعون. وتبلغ القوة العاملة فى الشرطة الوطنية البورمية نحو 50,000 فرد.
فى بورما "ميانمار" عدد السكان يزيد عن (55) مليون نسمة، ونسبة المسلمين في هذا البلد البالغ لا تقل عن 15% من مجموع السكان نصفُهم في إقليم أراكان - ذي الأغلبية المسلمة، ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للبلاد، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمانية ويطلق على هؤلاء "البورمان" وأصلهم من التبت الصينية وهم قبائل شرسة، وعقيدتهم هي البوذية، هاجروا إلى المنطقة "بورما" في القرن السادس عشر الميلادي ثم استولوا على البلاد في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وهم الطائفة الحاكمة، وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة، ومن بين الجماعات المتعددة جماعات أراكان، ويعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات أراكان بورما وجماعات الكاشين.
يوجد فى بورما عدة ديانات لكن أكثر سكانها يعتنقون البوذية، وأقلية يعتنقون الإسلام وهم يتركزون في العاصمة رانجون، ومدينة ماندلاى ثم في إقليم أراكان شمالاً على حدود الهند.89% من السكان هم بوذيون، و4% مسلمون، 4% مسيحيون، 1% الوثنيين، 1% ديانات أخرى تشمل الإحيائية والديانة الصينية الشعبية.