أبلغ أحمد قذاف الدم، المسئول السياسى لجبهة النضال الوطنى الليبى، منظمى اجتماع اللجنة رفيعة المستوى لرؤساء دول الاتحاد الأفريقى ودول الجوار حول ليبيا، والذى سيعقد غداً السبت بالعاصمة الكونغولية برازافيل اعتذاره عن الحضور، بسبب ما أسماه بالقيود الظالمة.
وقال قذاف الدم فى رسالة بعث بها إلى الاجتماع، "يسرنى أن أتوجه اليوم بالتحية والتقدير للإتحاد الأفريقى ممثلاً فى الرئيس الفا كوندى واللجنة الأفريقية الرئاسية ممثلة فى الرئيس ساسو نجيسو الذين يرعون المؤتمر الخاص بليبيا، لقد عادوا بقوة ليعلنوا للعالم دفاعهم عن عودة السلام لليبيا الأفريقية، بعد هذا الدرك الذى تدنت إليه بعد سنوات البؤس، بعد أن كانت قلعة للحرية والكبرياء لأفريقيا وقاطرة للولايات المتحدة الأفريقية، وفى الوقت الذى أقدم فيه إعتذارى لعدم المشاركة فى اجتماعات البحث عن مخارج لأننا مازلنا نخضع كغيرنا من قيادات النظام الشرعى الذى أسقطته صواريخ الحلف الأطلسى لقيود لم تعد مبررة".
وأضاف قذاف الدم "ورغم ذلك فنحن على تواصل مباشر وغير مباشر طوال شهور عديدة للإعداد لهذا اليوم، قدمنا خلالها رؤيتنا ومبادرتنا وعززناها بثقتنا فى الاتحاد الأفريقى الذى لحقت بدول الجوار لليبيا آثام ما حصل فى ليبيا من دمار أدى إلى عودة الملايين إليها، مما خلف أزمات اقتصادية علاوة على ما صدرته ليبيا فى هذه السنوات من سلاح وتطرف لهم، ومن ناحية أخرى يبقى شركائنا الوحيدين الذين لم تلطخ أيديهم بدماء الليبيين ولم يكونوا شركاء فيها، بل مورست عليهم ضغوطاً كبيرة لمنعهم من إطفاء النيران التى أشعلها هذا الحلف الذى يعلن اليوم عن طريق رؤسائه الساقطين أنهم أخطأوا، ورغم ذلك استمروا فى إقصاء الأغلبية الممثلة فى أنصار ثورة الفاتح خوفاً على مصالحهم ولم يقدموا الاعتذار بعد".
وأكد أن أفريقيا تظل نقية من هذه التهمة وأكبر دليل أنها لم تستثنى أحداً من الأطراف الليبية وتواصلت مع الجميع، مضيفا:"نؤكد اليوم أننا نضع ثقتنا كذلك فى كل الرفاق والوطنيين الليبيين الخيرين الذين يشاركون فى هذه الاجتماعات، ونعلن للعالم أننا لم نخذل أفريقيا التى قدمنا من أجلها المال وقوافل من الرجال عبر 40 عاماً فى معركة التحرير تحت قيادة الشهيد القذافى، الذى أمتلك قلوب الأفارقة فنصبوه ملكاً عليهم، كما ندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يعترف بحق الأفارقة ووفقاً لميثاق الاتحاد الأفريقى أن يمارس حقه فى حقن الدماء، وإيقاف الدمار وقطع الطريق أمام التطرف الذى غطى أكثر من سبع دول أفريقية، وفى ذات الوقت أقول لشركائنا فى الوطن إن إضاعة هذه الفرصة تعنى أننا سنفقد وطناً أعطاناً كل شئ جميل، ولا يستحق منا جميعاً إلا تقديم التنازلات أن كنا نستحقه و"نقبل أقدامه" أن كنا نحبه قبل فوات الأوان، وأنا متأكد بأنه ليس هناك خلاف على ذلك، فقط أن نمتلك الشجاعة لإعلان ذلك وأتحدى أن يبرر أحداً اليوم موقفه المتفرج، فالعار يلحق بنا جميعاً مالم نسارع فى إنقاذه أمام مؤامرة كبرى تستهدف الجميع، والصراع لم يعد على سلطة وإنما على وطن سنفقده جميعاً".
ومن المقرر أن ينطلق غداً بالعاصمة الكونغولية برازافيل اجتماع اللجنة رفيعة المستوى لرؤساء دول الاتحاد الإفريقى ودول الجوار حول ليبيا، والذى سيفتتحه الرئيس الكونجولى "ساسو نجيسو"، وبحضور رئيس مجلس النواب "عقيلة صالح" ورئيس المجلس الرئاسى الليبى "فايز السراج" ومبعوث الاتحاد الإفريقى رفيع المستوى إلى ليبيا الرئيس التنزانى السابق "جاكايا كيكوتى" والمبعوث الأممى "غسان سلامة".