دعا القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى، خالد البطش، مصر لاستئناف جهودها لإتمام المصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة وإزالة الانقسام، مطالبا الرئيس الفلسطينى محمود عباس بإرسال وفد لقطاع غزة لبحث آليات تطبيق المصالحة وفقاً للاتفاقات التى تمت مؤخراً فى القاهرة، إضافة لمطالبة حركة فتح وأبو مازن بالعودة عن الإجراءات العقابية ضد أبناء قطاع غزة.
جاء ذلك خلال مسيرة نظمتها حركة الجهاد الإسلامى فى قطاع غزة عقب صلاة الجمعة، اليوم، حيث ألقى القيادى فى الحركة "خالد البطش" كلمة تناول من خلالها تلك المطالب، مطالبا حركة حماس بسحب الذرائع وحل اللجنة الإدارية التى تم تشكيلها لإدارة شئون القطاع، والمطالبة بتطبيق اتفاق القاهرة 2011 الذى تم برعاية مصر.
وحذر القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى من عقد المجلس الوطنى لمنظمة التحرير فى رام الله بدون توافق وطنى مسبق.
ودعت الحركة جماهيرها للمشاركة في مسيرة لرفض الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة منذ 11 عاماً والمطالبة باستعادة الوحدة الوطنية.
وأشار خالد البطش إلى أن الانقسام الداخلي الذي فاجأ الشعب الفلسطينى قبل سنوات أعاق بشكل كبير من سرعة تحقيق التحرير الكامل.
وشدد البطش على أن هذا الانقسامُ البغيضُ والحصارُ الظالم ، الذي وصفه بـ"التأم المشؤوم"، يجبُ أن ينتهي.
وحذر البطش من نوايا الاحتلال الصهيوني لشن عدوان يستهدف غزة أو لبنان ، مشيراً إلى أن المناورات التي يجريها الجيش الإسرائيلى شمال فلسطين المحتلة هي تهديدات واضحة بعدوان جديد، مؤكدا ان العدوُ الإسرائيلى لا يفرقُ بين المقاومةِ في فلسطينَ أو لبنان، كما لم يفرق في عدوان 2014 بين أبناءِ حماس وفتح والجهاد.
واستعرض البطش في كلمته فصول المعاناة الفلسطينية جراء الحصار الظالم من بطالة وفقر وكساد تجاري، وزيادة في أعداد الوفيات من أصحاب الامراض المزمنة بسبب نقص الدواء. وانقطاع للتيار الكهربائي والتي كان آخرها فرض العقوبات التي تستهدف آلاف الموظفين الذين تقطع أرزاقهم كإجراء عقابي لغزة وأهلها.
وانتقد البطش استمرار الانقسام وتعثر تحقيق المصالحة طوال السنوات الماضية الأمر الذي أخل بمنظومة القيم الوطنية حتى باتت القضية الفلسطينية أسيرة للتوجهات والمصالح المقلقة، فيما بات البعض يفكر بالتعايش مع الانقسام كأمر واقع.
ونبه البطش إلى أن استمرار الانقسام سيؤدى لتسهيلِ مهمةِ العدو في الفصلِ السياسيِ والجغرافيِ والاقتصاديِ والاجتماعيِ بين مكوناتِ الشعبِ الفلسطيني. محذراً من أن تبدو قضية النضال الوطني الفلسطيني وكأنها صراعٌ على السلطة بدلاً من التركيزِ على الصراعِ مع العدوِ الإسرائيلى لتحريرِ الوطن والعودة إلى أرض فلسطينى والعيشُ فيها بحريةٍ وكرامةٍ.
وقال إن هناك من لا يريد لهذه القضية أن تبقى قضية مركزية للأمة يلتف حولها الأحرار والثوار، وقد فُتحت الطريقُ أمامَ الصراعاتِ العرقيةِ والمذهبيةِ على حسابِ معاناةِ اللاجئين في المخيماتِ والتضييقِ عليهم بدلاً من تسهيل فرص الحياة الكريمة لهم في الدول العربية.
وحذر القيادي بحركة الجهاد الفلسطينية، حركة فتح والسلطة الفلسطينية من الرهان على مسار التسوية والمفاوضات، وأشار إلى أن الموقف الأمريكي بات مكشوفاً بشكل سافر ومنحازاً في الموقف والرؤية لحد التطابق مع الموقف والرؤية الإسرائيلية المتطرفة، مؤكدا ان الضمير الأمريكي لم ولن يصحو.
وأشاد القيادي البطش بالوحدة الوطنية التي تجلت في القدس في معركة حماية الاقصى, وقال إنه بمثل هذه الوحدة يمكننا التصدي لإجراءات العدو ومحاولاته المستمرة لتهويد القدس وتقسيم المسجد الاقصى المبارك وبناء المستوطنات والدعوة إلى إنشاء بلدية للمستوطنين بالخليل وطرد العائلات المقدسية كعائلة "شماسنه" مؤخرا.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي : "لقد آن أوان الوحدة الوطنية وترتيب البيت الداخلي وبناء المرجعية الوطنية لتحقيق الشراكة في القرار الوطني"، مؤكداً أن ذلك لا يعني أبداً القبول بالتفريط في الأرض أو المساومة على السلاح أو التنازل عن الكرامة التي دفعنا الأشلاء والدماء للمحافظة عليها.
وتعهد القيادي البطش بأن تستمر حركة الجهاد الإسلامي في بذل الجهود بالتشاور مع الأشقاء المصريين والتنسيق مع كافة القوى السياسية لاستعادة الوحدة الوطنية واعادة الاعتبار للمشروع الوطني واعادة بناء المؤسسات الوطنية، وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية لتحقيق الشراكة الوطنية في القرار الوطني لمواجهة العدو الإسرائيلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة