تقف فنزويلا على مشارف مجاعة باتت تنهش أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة داخل البلد الذى كان قبل سنوات فى طليعة الدول النفطية فى أمريكا اللاتينية ، والذى يدفع ثمن الأزمات السياسية الممتدة قبل قرابة عامين بين النظام الحاكم برئاسة نيكولاس مادورو والمعارضة التى تشكك فى قدراته على إدارة البلاد.
المواجهات فى فنزويلا تدخل إلى نفق مظلم
وفى الوقت الذى كسر فيه التضخم حاجز الـ700% باعتراف الحكومة، وتأكيد المعارضة أن الرقم يتجاوز حاجز الـ2000%، يتواقع خبراء الاقتصاد والمحللون المهتمون بشئون أمريكا اللاتينية أن يسجل هامش الانكماش فى الاقتصاد الفنزويلى 50% قبل انتهاء العام الجارى، بعدما سجل بالفعل 12% فى الوقت الحالى.
ووسط تحذيرات دولية من تفاقم الأزمات داخل كاراكاس، سلطت صحيفة "سيمانا" الإسبانية الضوء على ظاهرة هروب رجال الأعمال والأثرياء داخل فنزويلا إلى كولومبيا بحثا عن ملاذات آمنة للاستثمار وإدارة الأعمال، فى وقت تستضيف فيه الدولة نفسها الفقراء الذين يجتازون الحدود لتقديم إعانات غذائية ومستلزمات طبية لإبقائهم على قيد الحياة دون السماح بإقامة دائمة.
مشاهد الاحتجاجات عرض مستمر منذ أكثر من عام
وأشارت الصحيفة إلى أن كولومبيا تعتبر عالما من الفرص لدى الفنزويليين لاستثمار أموالهم بشكل مربح، فوجود قطاع مصرفى قوى ومستقر ، جعل كولومبيا لديها إمكانيات كثيرة للقيام بأعمال تجارية، خاصة فى الوقت التى تمتع فيه فنزويلا بوضع اقتصادى معقد ، ولهذا السبب رحل العديد من رجال الأعمال إلى كولومبيا فى محاولة لإنقاذ أموالهم من الضياع.
وقالت الصحيفة الإسبانية فى تقريرها إن عموم الفنزويليين باتوا يبحثون عن الطعام فى حاويات القمامة فى معاناة ممتدة مرشحة للتفاقم خلال العام الجارى فى ظل النقص الحاد فى الغذاء والمستلزمات الطبية وموجة الغلاء الممتدة منذ ما يقرب من عامين.
الفقر ينهش الفنزويليين وسط توقعات بتفاقم أزمة نقص الغذاء والدواء
وفى ظل الخلافات المتفاقمة بين المعارضة والنظام الحاكم، تتأهب فنزويلا لانتخابات رئاسية فى مارس المقبل ، وسط توقعات بخروج نيكولارس مادورو من المشهد بعدما أخفق فى إنقاذ بلاده من الأزمات المتتالية بخلاف القمع الذى واجه به الاحتجاجات الشعبية التى أسفرت عن مقتل وإصابة المئات خلال عام 2017، بخلاف آلاف من المعتقلين.
ووفقا لأليخاندرو ويرنر رئيس قسم أمريكا اللاتينية لصندوق النقد الدولى، فإن الاقتصاد الفنزويلى سيدخل فى منطقة تضخم شديدة فى العام الجارى، وهناك توقعات من الصندوق الدولى أن يصل معدلات التضخم المتراكم إلى حوالى 2.400% ، مع انخفاض الناتج المحلى الإجمالى فى البلاد بأكثر من 10%.
وإذا تحققت هذه التوقعات ، فإن اقتصاد فنزويلا فى نهاية عام 2018 سيكون أقل من نصف ما كان عليه قبل أربع سنوات، مما يعنى أن الانكماش الاقتصادى سيصل فى 2018 سيصل إلى 50%..
نقص المواد الغذائية عرض مستمر
ويؤدى تعميق المشاكل الاقتصادية بطبيعة الحال إلى المزيد من الانخفاض فى مستويات المعيشة ومشاكل صحية أكبر والمزيد من الأوبئة والمزيد من الهجرة إلى الدول المجاورة، حيث توجه أكثر من مليونى فنزويلى بالفعل إلى كولومبيا والبرازيل وبنما والولايات المتحدة منذ عام 1999، ويمكن لملايين آخرين أن يسيروا على خطاهم.
وقال لويس البرتو مورينو ، رئيس بنك التنمية للبلدان الأمريكية (بى أى دى) وأحد الزعماء الاقتصاديين الرئيسيين فى المنطقة، إن "التضخم سيستمر فى النمو مثل كرة الثلج"، ومن الصعب أن نعرف إلى متى سيصبح ديكتاتور فنزويلا نيكولاس مادورو، قادرا على السيطرة على بلد مع التضخم المفرط.