فى يونيو عام 2013، انطلقت شرارة اعتصام وزارة الثقافة، بعدما كشف الدكتور علاء عبد العزيز، وزير الثقافة آنذاك فى عهد جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، عن نوايا جماعته لتجريف الثقافة المصرية، فبعدما قام بعزل الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب من منصبه، ترددت الأنباء حوله قيامه بنفس الأمر مع إيناس عبد الدايم.
شعر علاء عبد العزيز، آنذاك بخطورة إقدامه على هذه الخطوة، بعدما ترددت أنبائها، فلم يتوقع أن يتسبب هذا القرار فى إثارة غضب المثقفين، بعدما أقدم على إقالة أحمد مجاهد من منصبه، ولهذا، ذهب إلى دار الأوبرا ليعلن فى تصريحات صحفية نفيه لهذه الأنباء، وما هى إلا ساعات، وأصدر القرار الذى تزامن مع هجوم برلمان الإخوان آنذاك على الفن والثقافة، وبخاصة فن الباليه.
وفى غضون ساعات من إعلان قرار وزير ثقافة الإخوان، تجمهر العديد من الأدباء والمثقفين أمام مقر دار الأوبرا المصرية، لإعلان الاعتصام، للمطالبة بالإطاحة بعلاء عبد العزيز، فتمادى "عبد العزيز" فى تجاهله للاعتصام والمطالبات بإقالته، ظنا منه أن الأمر سيستغرق عدة أيام وينتهى.
ومن مقر دار الأوبرا المصرية، وعلى مدار أيام قليلة، كان قد التخطيط لاعتصام وزارة الثقافة، ليس فقط للإطاحة بوزير الجماعة الإرهابية، بل للمطالبة بإنهاء حكمهم، ولتشهد وزارة الثقافة لأول مرة فى تاريخها، أول اعتصام للأدباء والمثقفين داخل مقرها فى الزمالك.
لم تتعامل الدكتورة إيناس عبد الدايم، آنذاك مع الأمر على أنه تهديد لمنصبها، بل رأته تهديد لمصر وقوتها الناعمة، وعلى مدار ما يزيد عن 30 يوميًا، استمرت إيناس عبد الدايم، فى دعم الاعتصام بقوة الأوبرا بما لديها من فرق فنية، ودائمًا ما كانت تقوم بإحياء ليال الاعتصام بعزفها مقدمة لجمهور منطقة الزمالك، وجوه شبابية فنية تعبر عن وجه مصر وروحها.
إيناس عبد الدايم، التى لم تتمسك بمنصبها حينما أعلن علاء عبد العزيز، عن قراره، التف حولها العاملون فى دار الأوبرا المصرية، إيمانا بما قدمته وما ستقدمه من رسالة فنية عالمية لدار الأوبرا المصرية، هو ما دفع رموز مصر للوقوف بجانبها، لتشتعل ثورة الثقافة، ولتنضم إلى ثورة 30 يونيو للإطاحة بالإخوان.