"بدأ يجمع فى متعلقاته وبعض المستلزمات التى قام بشرائها من مدينة الزقازيق، من ملابس لشقيقته العروس، واتصل بأسرته فى الصعيد يخبرهم بأنه سوف يصل إليهم يوم الأحد المقبل، بعد يوم من حصوله على مبلغ 12 ألف جنيه قام بتحويشه مع أحد الأشخاص من خلال جمعية بينهم، لكن القدر لم يمهله ليعود لأسرته بمحافظة أسيوط، ويشاهد الفرحة على وجه شقيقته الكبرى وأمه وباقى أفراد أسرته، وعاد إليهم جثة هامدة محمولا على أكتاف أصدقائه داخل النعش".
كان شارع فاروق بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، قد شهر الأسبوع الماضي، جلسة عرفية للصلح بين طرفين فتحولت إلى مشاجرة عنيفة، أنهت حياة طالب ثانوى ثمنا للبلطجة.
" ضهرى انكسر بوفاته، كان نفسى أزفه على عروسته وأفرح به لكن زفيته إلى الجنة، شهيد لقمة عيشه، وحسبى الله ونعمة الوكيل فى المجرمين اللى حرمونى من ابنى فلذة كبدي"، بهذه الكلمات روى"مصطفى فتحى" مقيم بمحافظة أسيوط والد المجنى عليه "محمود" 19 سنة طالب بالصف الثالث الثانوى الأزهري، تفاصيل مقتل نجله الوحيد على يد عدد من الخارجين على القانون بشارع فاروق.
يقول الأب المكلوم: "أقيم بمحافظة أسيوط، ولدينا عدد من الشباب بالقرية، متعودين منذ مدة السفر إلى مدينة الزقازيق، للعمل فترة الإجازات الدراسية، ببيع الأحزمة والأحذية، والعودة فترة الامتحانات، ونجلى "محمود" هو وحيدى على 4 بنات، صعب عليه وضعنا وظروف تعبي، فقرر السفر إلى محافظة الشرقية، مع عدد من زملائه للعمل بها والعودة قبل الامتحانات بفترة".
وتابع الأب وهو يعتصر من الألم، أن نجله كان يمكث فترة بالشرقية، ويعود إليهم بعد شهرين ومعه مبلغ من النقود يعطيه لهم، ويسافر بعد قضاء يومين معهما، وفى المرة الأخيرة سافر وعاد جثة هامدة، بسبب البلطجة وفرض الإتاوات.
ويقاطعه "مصطفى العمدة" خال المجنى عليه، قائلا: "نطالب بحق "محمود" بالقانون، فالمجنى عليه وحيد أسرته ولديه 4 شقيقات، ويحضر فترة الإجازة إلى محافظة الشرقية، للعمل كبائع أحذية مع مجموعة من شباب الصعايدة المقيمين بشارع فاروق، بمدينة الزقازيق، لكى يساعد أسرته، وكان يعود لمحافظته أسيوط قبل الامتحانان.
وتابع خال المجنى عليه، إلى قيام عدد بعض الأشخاص المعروف عنهم فرض إتاوات بشارع فاروق، بالتشاجر مع عدد من الصعايدة بالشارع، بسبب رفض الصعايدة لسلوك أسرة مقيمة معهم بذات العقار، بسبب القيام بأعمال لا أخلاقية بمسكنهم، مما يتنافى مع أخلاق الصعايدة المقيمين بالمسكن وهم الملاك الحقيقيون للمسكن، فتدخل عدد من الأشخاص بشارع فاروق للتعدى على الصعايدة بعد اتهامهم للأسرة بالقيام بأعمال غير أخلاقية، وأثناء عمل جلسة عرفية للصلح بين الصعايدة أصحاب المسكن والأسرة، من قبل عدد من العقلاء بالمنطقة، قام شخص يدعي"فتحى ال" ومعه آخرون بالتعدى على عدد من الصعايدة، بالضرب المبرح وإطلاق أعيرة نارية من سلاح نارى بحوزتهم، لأنهم متعودين على ممارسة أعمال البلطجة، على حد قول خال المجنى عليه، وتصادف تواجد المجنى عليه، لشراء بضاعة من منزل الصعايدة، فتلقى طلقة بالصدر توفى على إثرها."
بداية الواقعة بتلقى اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، إخطارا من اللواء محمد والى، مدير المباحث الجنائية، يفيد بلاغا بوصول "محمود مصطفى فتحي" 19 سنة طالب بالصف الثالث الثانوى الأزهر من أسيوط، لمستشفى الأحرار جثة هامدة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 449 جنح قسم أول الزقازيق، وتجمع أقارب المجنى عليه داخل مشرحة مستشفى الأحرار لسرعة إنهاء الإجراءات لدفن الجثمان بمسقط رأسه بأسيوط.
فيما توجهت قوة من مباحث قسم أول الزقازيق، برئاسة الرائد حسين أبو فول، رئيس مباحث القسم، ومعاونيه، برئاسة العميد عمرو عبد الرؤوف، رئيس مباحث المديرية، وبإشراف اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، إلى موقع الحادث، وتم القبض على 10 من الجناة المشاركين فى المشاجرة، وبعرضهم على نيابة قسم أول الزقازيق بالشرقية، برئاسة أحمد سلام، مدير النيابة، وبإشراف المستشار هيثم نصار المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية، قررت حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وقررت ضبط المتهم الرئيسى فى واقعة مقتل الطالب "محمود مصطفى" شهيد لقمة العيش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة