تروى السيدة سنية عبد الفتاح موسى "60 سنة" قصتها مع القصر الذى كانت تسكن فيه هى أبناؤها الـ13 وعشرات الأسر الآخرين منذ زمن، حيث يقع بمنطقة عزبة القصر بمدينة منوف بمحافظة المنوفية، والذى كان يملكه أحد الباشاوات الأتراك قبل الثورة، حيث معظم قاطنى غرف هذا القصر من العاملين لديه، وبعد الثورة غادر مالك القصر، وظل هؤلاء الأسر يعيشون بداخله.
القصر بعد هدمه
وبعد سنوات طويلة عاش فيها هؤلاء الفلاحين الفقراء داخل غرف القصر، ظهر فجأة أحد المحامين والمرشح السابق بانتخابات النواب، والمعروف بإمبراطور مافيا الأراضى بالمنطقة، لتمرسه فى وضع يده على أى قطعة أرض أو عقار لا يوجد له سند ملكية، حيث يستخدم علاقاته فى استخراج الأوراق اللازمة لثبوت شرائه هذه الأراضى والعقارات من خلال توكيلات مجهولة بالبيع والشراء لتنتهى لديه.
وتستكمل الحاجة سنية حديثها قائلة: "شاءت الأقدار أن يستولى هذا المحامى على العقار الذى نسكن فيه المسمى بالقصر، ومن خلال معارفه ونفوذه وبعض الموظفين المرتشين تمكن من إصدار قرار من مجلس مدنية منوف بإزالة العقار وطرد السكان إلى الشارع".
الحاجة سنية
وأرسل المحامى عددا من البلطجية لمحاصرة الأهالى وترويعهم، ولإخراج الفلاحين الفقراء، حيث تمكن بالفعل من خلال قوة من مركز شرطة منوف من إخراج النساء وأطفالهن وهم يبكون إلى الشارع، ونجح الإمبراطور فى هزيمة الجميع وهدم القصر الذى يأوى الفقراء.
العقار بعد الهدم
واختتمت الحاجة سنية حديثها والدموع تملأ عيونها وبوجه مكسور: "ذهبت إلى المحافظ فطردنى قائلا (أنا أعمل إيه الناس كلها مش لاقيه سكن)، وأغلقت أبواب المسئولين فى وجهى، وأنا سيدة كبيرة فى السن ومعى كوم لحم وأعيش فى الشارع، وأحلم بغرفة تلمنى أنا وولادى من برد الشتاء وحر الصيف وعيون الناس، وتحفظ كرامتى فى شيخوختى".