صبرى موسى يودع "حادث النصف متر".. درس الرسم والتصوير وكتب سيناريوهات أهمها "الشيماء والبوسطجى".. له إبداعات فى أدب الرحلة والقصة والخيال العلمى.. ورواية فساد الأمكنة كتبت له الخلود

الخميس، 18 يناير 2018 10:55 ص
صبرى موسى يودع "حادث النصف متر".. درس الرسم والتصوير وكتب سيناريوهات أهمها "الشيماء والبوسطجى"..  له إبداعات فى أدب الرحلة والقصة والخيال العلمى..  ورواية فساد الأمكنة كتبت له الخلود  الكاتب الكبير صبرى موسى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"نحن البشر نَمرُّ الآن بوضع شبيه بإنسان ما قبل التاريخ، عندما فتح عينيه منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، على دنيا جديدة تمامًا" هذه الجملة من رواية "السيد فى حقل السبانخ" للكاتب الكبير صبرى موسى الذى رحل  صباح اليوم عن عمر يناهز الـ86 عاما، حيث ولد فى محافظة دمياط عام 1932، وهو من كتاب القصة البارزين فى مصر، تخرج من مدارس دمياط فى بدايته درس صبرى موسى الرسم والتصوير فى كليّة الفنون التطبيقية وعمل فى الصحافة وتعددت مؤلفاته فى أدب الرحلات والقصة القصيرة والسيناريو وفى الرواية.
 
فى بدايته عمل صبرى موسى مدرساً للرسم لمدة عام واحد، ثم صحفيا فى جريدة الجمهورية، وكاتباً متفرغاً فى مؤسسة "روز اليوسف"، وعضواً فى مجلس إدارتها، ثم عضواً "فى اتحاد الكتاب العرب"، ومقرراً للجنة القصة "فى المجلس الأعلى للثقافة" وقد ترجمت أعماله لعدة لغات.
 

ومن أشهر أعمال صبرى موسى:

فى بداية الخمسينيات بدأ فى نشر بعض القصص القصيرة فى مجلات "الرسالة الجديدة، القصة، التحرير، روز اليوسف، الجمهورية" وغيرها، أصدر أوّل مجموعاته القصصية "القميص" سنة 1958 على نفقته الخاصة، ثم "لا أحد يعلم" عام 1963، و”مشروع قتل جارة” عام 1965، و"حكايات صبرى موسى" عام 1966، و"وجها لظهر" عام 1967، وآخر مجموعاته "السيدة التى والرجل الذى لم" عام 1999، ثمّ انتقل موسى إلى مرحلة الرواية القصيرة بدءا بـ"حادث النص متر" عام 1962، ثم "فساد الأمكنة" عام 1973، و"السيد من حقل السبانخ" عام 1982، بل شمل نتاجه الإبداعى أيضًا كتب الرحلات مثل "فى الصحراء" عام 1964، الذى كان نواة لروايته "فساد الأمكنة"، و"فى البحيرات" عام 1965 و"الغذاء مع آلهة الصيد" عام 1972 وآلهة الصيد كما يقصدهم موسى فى مقدمة كتابه "هم الرّحالة الأجانب الذين يجمعون بين الغلظة والمزاح والفضول وحب الحياة".

السيد من
 
 كما كتب السيناريو والحوار لعدة أفلام مأخوذة من أعمال أدبية مثل فيلم "الشيماء" عن مسرحية لعلى أحمد باكثير وفيلم "حبيبى أصغر منى" عن قصة إحسان عبدالقدوس وفيلم "الأسوار" عن قصة عبدالرحمن الربيعى و"قاهر الظلام" عن رواية "الأيام" لطه حسين و"رغبات ممنوعة" و"أين تخبئون الشمس"، علاوة على قصصه التى تحولت إلى أعمال سينمائية مثل "رحلة داخل امرأة" و"حادث النصف متر".
 
حصد على هذه الأعمال العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التشجيعية، عن رواية “فساد الأمكنة” عام 1974، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى فى العام ذاته، وجائزة بيجاسوس الدولية من أميركا، وهى الميدالية الذهبية للأعمال الأدبية المكتوبة بغير اللغة الإنكليزية عام 1978، وجائزة التفوق فى دورتها الأولى عام 1999، وفى عام 2003 توج بالتقديرية، كما تُرجمت أعماله إلى عدة لغات.
السيدة التى
 
 ويتذكر الدكتور حسين حمودة صبرى موسى فيقول عنه "وقد جلست معه، فى سنوات بعيدة، فى بعض الاجتماعات، ورأيته متألقا متدفقا.. وشهدته صورته مبتهجا فى مؤتمر لليوم الواحد، عقد عن أعماله بقصر ثقافة "روض الفرج".. وراقبته، قبل سنوات قريبة، متعبا ثقيل الحركة فى ندوة عقدت عنه بالمجلس الأعلى للثقافة، بعد أن أصبح يتحرك بصعوبة، وكل عشر خطوات تقريبا يجلس ليستريح.. ولسنوات طويلة جدا ظلت روحه اللطيفة الشفافة ترفرفت معنا، أنا وطالباتى وطلابى عشرات المرات، بين جدران قاعات كثيرة، عندما كنّا نتناقش حول قصته "الوولف".. مرة أشار إلى ما كتبته عن روايته الفريدة "فساد الأمكنة".. وللأسف لم أقل له إنها كانت فتحا لمسار الكتابات الروائية العربية المتعددة عن عالم الصحراء.. وقبل أسابيع، ضمن أمنيات العام الجديد، تمنيت أن يبقى معنا هذا العام.. ولكنه اعتذر لنا جميعا قبل قليل.. وذهب مع الذاهبين من هنا إلى هناك.
فساد الأمكنة
فساد الأمكنة
وصف غالب هلسا رواية "فساد الأمكنة" قائلا "هذه رواية فذة، اقتحمت عالما عربيا صعب المسالك"، ليست العبقرية فى الرواية التى حكى فيها سيرة ذلك القادم من جبال القوقاز ليقدمه إلينا عبر وليمة جبلية، وإنما العبقرية فى جعل هذا القديس القوقازى يتوحد مع سكونية وصوفية الجبل الذى حلّ فى جسد الجد الأكبر كوكا لوانكا، ويأخذنا فى نهاية الرواية فى مشهد أسطورى لبطله الذى يجسد ملامح البطل الإغريقى وهو يقتاد ابنته إيليا التى جعلها على اسم زوجته التى قالت له فى لحظة عشق: سأتركك لمصير مُفْجِع امتثالا لقانون المكان.








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة